عشية فتح باب التسجيل أمام الراغبين في خوض الانتخابات الرئاسية المرتقبة في 19 مايو المقبل، دافع الرئيس الإيراني حسن روحاني عن أدائه الاقتصادي، رافضاً انتقادات المحافظين، مشيراً على الوجه الخصوص إلى تقدم كبير حققته حكومته في قطاعات الزراعة والصحة والطاقة وتغطية الإنترنت، لاسيما في القرى والضواحي الفقيرة.

ومن دون أن يعلن رسمياً ترشحه لولاية رئاسية ثانية، رفض روحاني، المحسوب على الإصلاحيين، اتهامات خصومه المحافظين ومنتقديه، معتبراً أنهم مثل "آلات تنشر الدخان الأسود في كل مكان".

Ad

وقال روحاني، في مؤتمر صحافي، إنه على كل المستويات، الأرقام تثبت أنه منذ الاتفاق النووي المبرم مع القوى الكبرى عام 2015، حصل مجال أكبر من أجل التقدم والحركة.

وإذ انتقد أيضاً الولايات المتحدة لفرضها عقوبات على طهران وتوجيهها ضربة غير مسبوقة لحليفتها دمشق، أعلن روحاني "استعداد إيران لتحسين علاقاتها مع السعودية، رُغم تعاملها بشكل غير لائق"، عازياً ذلك إلى "خسائر" المملكة في سورية واليمن، على حد تعبيره.

وقال روحاني: "ما طرأ على العلاقات مع السعودية يعود لقضية منى وما حدث مع الشيخ (الشيعي المعارض نمر) النمر، وإن ما جرى أمام السفارة السعودية في طهران قام به بعض المتهورين، وجرت إدانته من قبل جميع المؤسسات".

وتابع روحاني، "ويبدو أن السعودية كانت تتحضر للتعامل بصورة غير لائقة مع إيران، وأنا أعتقد أن كل ذلك يعود للهزائم التي مُنيّت بها في اليمن وسورية، هذه الهزائم أثارت استياء السعودية، التي أرادت بشكل ما تعويض ما حدث لها. وما حدث للسفارة، كان خسائر مادية يمكن تعويضها، ولكنها هوّلت الموضوع"، على حد تعبيره.

وأعرب روحاني عن أمله بأن تؤدي ما وصفها بـ"الخطوات الإيجابية" إلى وجود الحجاج الإيرانيين إلى جانب سائر الحجاج في الموسم المقبل، وأن "تكف السعودية عن إجراءاتها غير الصحيحة في اليمن،" التي رأى أنها تقف "عقبة" أمام بناء علاقات أفضل بين طهران والرياض.

وفي تطور لافت، أكد ولي عهد إيران السابق رضا بهلوي، أن النظام غير قابل للإصلاح، و"الثورة السلمية" هي السبيل الوحيد لإيجاد تغيير جذري فيه، مطالباً العمال الإيرانيين بالبدء في إضرابات عامة.

وقال نجل آخر شاه في إيران، في تصريحات لوكالة "أسوشيتد برس" نشرتها أمس الأول، إن "الشعب ترك شعار الإصلاحات ويركز حالياً على لزوم التغيير الجذري، والسؤال هو كيف يتم مثل هذا التغيير؟"، موضحاً أن ذلك يحتاج إلى البدء بإضراب عام لنقابات العمال تمهيداً لثورة سلمية يتطلب نجاحها طمأنة أعضاء الحرس الثوري بأن ليس من المقرر "إعدامهم ورميهم جميعاً".

في الوقت نفسه، أكد بهلوي، الذي يقطن حالياً مع عائلته في الولايات المتحدة، أهمية أن تبتعد الدول الغربية عن التهديد بافتعال التغيير في إيران بقوة السلاح، معلناً استعداده للتعاون مع أي دولة أو أي جهة من أجل حرية إيران، لكن دون المساس بالمصالح الوطنية واستقلالها.

وفي لقاء سابق مع "راديو فردا" الأميركي الناطق بالفارسي، أبدى بهلوي، الذي يرأس "المجلس الوطني الإيراني" المؤسس في أبريل 2013 من عدة أحزاب وشخصيات سياسية، عدم اهتمامه بالعودة للنظام الملكي وأن جل اهتمامه يصب على الديمقراطية وحقوق الإنسان وإيجاد نظام علماني بديل لنظام ولي الفقيه الحاكم.

وعن سبب عدم تعاونه مع منظمة "مجاهدي خلق"، اعتبر بهلوي أن هذا الفصيل المعارض البارز، "لا يعد شريكاً سياسياً مناسباً بسبب أنها (المنظمة) تعاونت مع صدام حسين أثناء الحرب العراقية الإيرانية".