مصر / صابر لـ الجريدة•: التفجيران لتعكير زيارة السيسي لواشنطن
أكد خبير مكافحة الإرهاب الدولي العقيد حاتم صابر، أن العمليات الإرهابية التي وقعت في طنطا والإسكندرية تأتي كرد فعل من العناصر الإرهابية على الزيارة الأخيرة للرئيس عبدالفتاح السيسي إلى الولايات المتحدة وتصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن جهود مصر في مكافحة الإرهاب، لافتاً إلى أن تضييق الخناق على الجماعات الإرهابية في سيناء أدى إلى نقل عملياتها إلى داخل العمق المصري. وفيما يلي نص الحوار:
• كيف ترى توقيت تنفيذ عملية تفجير كنيسة مارجرجس في طنطا؟
- التوقيت الذي اختاره منفذو تفجير كنيسة مارجرجس مقصود بالتزامن مع احتفال الأخوة المسيحيين بأعيادهم، فهذه العملية الإرهابية تأتي كرد فعل من العناصر الإرهابية على زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي للولايات المتحدة الأميركية وتصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب الداعمة لمصر في حربها، التي تخوضها للقضاء على الإرهاب، كما أن استهداف المسيحيين قد يكون انتقاماً منهم، باعتبارهم كانوا الظهير الإعلامي للرئيس السيسي أثناء زيارته لأميركا، كذلك إحداث فتنة طائفية التي بدأت بتفجير الكنيسة البطرسية في 11 ديسمبر الماضي، واستهدافهم من قبل العناصر الإرهابية بشمال سيناء وأخيراً كنيسة مارجرجس في طنطا ثم الكنيسة المرقسية في الإسكندرية.
• ما الذي يشير إليه وصول الإرهاب إلى محافظتي الغربية والإسكندرية؟
- للأسف مدينة طنطا أصبحت تضم بؤرا إرهابية، خصوصاً أنها شهدت الأسبوع الماضي تفجيراً في مركز لتدريب الشرطة، عن طريق دراجة نارية مفخخة، نتج عنه إصابة 14 شخصاً، كما أن استهداف كنائس في الإسكندرية يعد نقلة نوعية خطيرة في استراتيجية الجماعات الإرهابية، ونجاح قوات الجيش والشرطة في تضييق الخناق على الجماعات الإرهابية في سيناء خاصة ما يسمى بـ"تنظيم أنصار بيت المقدس" جعلهم في حالة يأس وإحباط شديدين، بالتالي بدأوا في نقل عملياتهم إلى داخل العمق المصري، وأعتقد أن العناصر المنفذة للتفجير محلية يقودها تمويل وتخطيط من الخارج.• لكن ألا يشير حدوث عمليتين في طنطا خلال أسبوع واحد إلى وجود تقصير أمني؟
- في الحقيقة لا نستطيع أن نلقي باللوم على أجهزة الأمن، لأنه يقع على عاتقها حمل كبير في مواجهة هذا الإرهاب الأسود، الذي يستهدف النيل من أمن واستقرار الوطن وإيقاف عجلة التنمية والقضاء على السياحة التي بدأت تستعيد عافيتها خلال الأشهر الأخيرة.• كيف يمكن التصدي لمثل هذه العمليات الإرهابية ومنع تكرارها؟
- تحقيق السيطرة الكاملة على مثل هذه العمليات الإرهابية الانتحارية التي حدثت في طنطا والإسكندرية أمر يبدو شبه مستحيل، لأنه يحتاج إلى إمكانيات مادية ضخمة لوضع أجهزة للكشف عن المتفجرات داخل جميع الكنائس والأماكن الحيوية في الدولة، وحتى في حال توفر هذه الأجهزة فلن يمنع ذلك الإرهاب والدليل على ذلك هو التفجيرات التي وقعت في روسيا وفرنسا وبلجيكا وعدد كبير من الدول الأوروبية المتقدمة في الآونة الأخيرة.• ما مدى تأثير هذه التفجيرات على الجهود التي بذلتها الدولة لجذب الاستثمارات الاجنبية؟
- بالتأكيد هذه العمليات الإرهابية سيكون لها مردود سيئ للغاية على الجهود الكبيرة، التي تم بذلها أخيراً على المستوى الدولي لجذب الاستثمارات ودفع عجلة التنمية إلى الأمام، فالهدف الرئيس وراء هذه التفجيرات هو إظهار الدولة المصرية في وضع أمني غير مستقر، وبالتالي إثارة المخاوف لدى المستثمرين.