«جي 7» توجه رسالة واضحة لروسيا: ابتعدي عن الأسد «السام»

●بوتين لن يستقبل تيلرسون
● جونسون يحذر دمشق من ضربة جديدة
● صد هجوم «داعشي» في «التنف»

نشر في 11-04-2017
آخر تحديث 11-04-2017 | 00:00
إمدادات لقوات سورية الديمقراطية تصل عبر قارب إلى الضفة الغربية لنهر الفرات قرب الرقة أمس (رويترز)
إمدادات لقوات سورية الديمقراطية تصل عبر قارب إلى الضفة الغربية لنهر الفرات قرب الرقة أمس (رويترز)
خيمت الأزمة السورية وأول ضربة أميركية عقابية للنظام على اجتماعات وزراء خارجية دول مجموعة السبع (G7) في إيطاليا، وأدت إلى تغيير جدول أعماله من استعراض جملة من القضايا إلى البحث في توجيه رسالة واضحة ومنسقة إلى روسيا في سورية.
غداة توعد حليفي الرئيس السوري بشار الأسد بالرد على أي اعتداء جديد، بدأ وزراء خارجية دول مجموعة السبع (G7) اجتماعا ليومين في مدينة لوكا الإيطالية لتوجيه رسالة «واضحة ومنسقة» إلى روسيا وتبني إعلان مشترك يدعوها إلى سحب قواتها من سورية وفرض عقوبات عليها.

وحدد وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون نبرة الاجتماع بوصفه نظام الأسد بـ «السام»، معتبرا أن «الوقت حان (للرئيس الروسي) فلاديمير بوتين ليواجه حقيقة الطاغية الذي يدعمه».

وغيّر الهجوم الكيماوي على خان شيخون والضربة الصاروخية العقابية، التي وجهتها واشنطن للأسد، جدول أعمال هذا الاجتماع السنوي، الذي كان يفترض أن يشكل فرصة لتعرف وزراء خارجية ألمانيا وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا واليابان وكندا، على نظيرهم الأميركي الجديد ريكس تيلرسون، عبر استعراض عدد من القضايا، من مكافحة الارهاب إلى الوضع في ليبيا وأوكرانيا والاستفزازات الكورية الشمالية والاتفاق حول البرنامج النووي الإيراني.

وإلى جانب الاجتماعات، التي بدأت بعيدا عن الصحافة بعد ظهر أمس في قصر الدوقية، أكدت وزارة الخارجية الإيطالية أن وزير الخارجية أنجيلينو الفانو دعا إلى اجتماع خاص موسع صباح اليوم تحضره تركيا والإمارات والسعودية والأردن وقطر لبحث تطورات الأزمة السورية «وتجنب تصعيد عسكري خطير».

جرائم إنسانية

وفي ظل التوتر الكبير مع حلفاء دمشق، وخصوصاً روسيا وايران وتهديدهما برد انتقامي، شدد تيلرسون، الذي سيتوجه إلى موسكو، بعد اجتماع لوكا، على أن الولايات المتحدة ستتصدى لأي شخص يرتكب جرائم ضد الإنسانية، على غرار ما فعله الأسد بشعبه.

وقال تيلرسون، خلال مشاركته في إحياء ذكرى مذبحة ارتكبها النازي في إيطاليا عام 1944، «سنكرس أنفسنا مجددا لمحاسبة أي وكل من يرتكب جرائم ضد الأبرياء في أي مكان في العالم».

واتفقت رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، مع نظيرها الكندي جاستن ترودو، على تقديم دعم مشترك للخطوات التي تتخذها الولايات المتحدة في إطار تعاملها مع الأزمة السورية، واعتبرا أنها مثلت رداً مناسباً على الهجوم البربري باستخدام الأسلحة الكيماوية من قبل النظام».

ضربة جديدة

وأكد وزير الخارجية البريطاني أن واشنطن قد توجه ضربة صاروخية أخرى إلى سورية، موضحا أن «أرسلت عن طريق ما قامت به في سورية إشارة واضحة وعامة من قبل الغرب، ومن المهم أنها قد تقوم بذلك مرة أخرى».

وبرر جونسون إلغاء زيارة كانت مقررة أمس إلى روسيا، بإجراء اتصالات مع نظرائه في «مجموعة السبع لمناقشة الخطوات المقبلة في سورية وتنظيم دعم دولي منسق لوقف إطلاق النار على الأرض وتكثيف العملية السياسية».

دفع الثمن

بدوره، دعا وزير خارجية فرنسا جان مارك أيرولت روسيا إلى «النأي بنفسها» عن الأسد، حتى لا تصبح «ضحية» للنزاع المستمر منذ مارس 2011 وتدفع «ثمنا كبيرا» لدعمه، وحتى يمكن استئناف عملية السلام في جنيف المتوقفة ووقف إطلاق النار ووضع آلية لمراقبته.

كما نبه أيرولت في تصريح لإذاعة «فرانس إنتر» السياسيين الفرنسيين الذين يشعرون بالرضا حيال الأسد أو مستعدين للعمل معه ومنهم المرشحان الرئاسيان فرانسوا فيون ومارين لوبان، إلى أن عليهم الآن «دفع ثمن» مواقفهم، موضحا أنه «مسؤول عن مقتل 300 ألف شخص وعشرات الآلاف من السجناء ومثلهم معذبين»، كما أنه «دمر الدولة وهناك الملايين من اللاجئين، وهذه هي الحقيقة».

بوتين وتيلرسون

قبل أن تؤكد السفارة الأميركية أن جدول أعمال زيارة تيلرسون إلى موسكو يتضمن لقاء مع نظيره الروسي سيرغي لافروف فقط، أعلن «الكرملين» أن الرئيس بوتين لن يجتمع مع وزير الخارجية الأميركي.

واعتبر المتحدث باسم «الكرملين» ديمتري بيسكوف أن الولايات المتحدة بتوجيهها الضربات إلى سورية أظهرت عدم وجود رغبة لها في التعاون مع روسيا حول سورية بأي شكل، وعدم أخذ المصالح المشتركة في الاعتبار، مشيرا إلى أن الحديث عن ضرورة رحيل الأسد لن يساعد في حل الأزمة، وأنه لا بديل عن محادثات جنيف المقررة في مايو المقبل وآستانة المحددة جولته الرابعة في 3 و4 من الشهر ذاته.

عدوان وانتهاك

وإذ دعا مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف إلى تحقيق نزيه في حادثة إدلب، جدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف تنديده بالضربة الأميركية، مؤكدا أنها عمل عدواني ضد دولة ذات سيادة وتنتهك القانون الدولي.

وخلال استقباله سفير سويسرا جوليو هاز، الذي ترعى بلاده المصالح الأميركية في إيران، اعتبر المساعد الخاص لرئيس مجلس الشورى الإسلامي حسين أمير عبداللهيان أن الضربة هجوم على القواعد القانونية للأمم المتحدة ونقضا لقواعد القانون الدولي وتجاهلا للآليات المتفق عليها، فضلاً عن تشديده زعزعة أمن المنطقة، وبث الروح المعنوية لدى «داعش» على النقيض من شعارات ترامب.

وبرر عبداللهيان عدم القبول باتهام الحكومة السورية باستخدام السلاح الكيمياوي، بأنه «تم نزع هذا السلاح منها، إضافة إلى أن الوضع السياسي والميداني المتفوق لها يشير إلى مستخدمي هذه الأسلحة هم الإرهابيون الذين لم يتم نزع أسلحتهم حتى الآن».

قاعدة التنف

وعلى الأرض، تمكنت قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة ومقاتلو المعارضة السورية السبت من احتواء هجوم لتنظيم «داعش» ضد إحدى قواعدهم بالقرب من الحدود الأردنية. وفق بيان للتحالف أمس الأول، فإن الهجوم شاركت فيه على قاعدة التنف، مجموعة من نحو ثلاثين انتحاريا يرتدون سترات ناسفة كانوا يسيرون خلف سيارة مفخخة، مشيرا إلى أن «القوات المتطوعة السورية بالمنطقة الجنوبية، تهتم خصوصا بتطهير صحراء الحماد من عناصر تنظيم الدولة الإسلامية، وقد كانت ضرورية للغاية لاحتواء هذا التهديد وللحفاظ على الأمن على طول الحدود الأردنية». وفي حماة، استعادت قوات الأسد بلدة معردس، بعد عملية عسكرية واسعة بدأتها صباح أمس بدعم وتغطية من الطيران الروسي، بحسب مصدر في قوات الدفاع الوطني الموالية للحكومة، أكد أيضا «السيطرة على حاجزي القبان وكازية شاهر بشكل كامل على أطراف البلدة باتجاه بلدتي صوران وطيبة الأمام».

إيران تعتبر الضربة الأميركية هجوماً على القواعد القانونية للأمم المتحدة
back to top