Ad

وسط تردد غير مسبوق بين الناخبين الفرنسيين قبل 13 يوماً من موعد المرحلة الأولى من الانتخابات الرئاسية، بدأت حملات الدعاية الرسمية للدورة الأولى التي تجري في 23 أبريل الجاري.

وباتت وسائل الإعلام السمعية والبصرية تتبع من الآن فصاعداً مبدأ التساوي المطلق بين كل المرشحين من حيث وقت الكلام الممنوح لكل منهم في المناظرات والتغطية الإعلامية.

كما ستتولى وسائل الإعلام العامة بثّ إعلانات حملات مختلف المرشحين طوال فترة الحملة التي بدأت ليل الأحد ـ الاثنين على أن تنتهي في منتصف ليل 21 الجاري للدخول في فترة صمت قبل الاقتراع الذي تترقبه أوساط الاتحاد الأوروبي مع صعود مرشحة اليمين المتطرف ماري لوبن، التي تسعى إلى تحقيق نجاح على غرار ما فعله الرئيس الأميركي الحالي دونالد ترامب.

ولم تشهد فرنسا من قبل نسبة ناخبين مترددين مماثلة لما هي عليه اليوم، قبل أسبوعين من الاستحقاق، بما في ذلك بين الذين يقولون إنهم سيصوتون بالتأكيد. ويقول ثلث الفرنسيين تقريباً إنهم لم يحسموا خيارهم بين المرشحين، أو إنهم قد يبدلون رأيهم. ويعقد هذا التردد عمل معاهد استطلاعات الرأي، التي باتت تحت المجهر بعدما فشلت زميلاتها الأميركية في توقع انتخاب ترامب في البيت الأبيض، وعجزت المعاهد البريطانية عن ترقب قرار الخروج من الاتحاد الأوروبي.

وترتدي مسألة إقناع الناخبين أهمية جوهرية، مع إعلان حوالي ثلثهم عزمهم على المقاطعة، وهي نسبة قياسية لانتخابات رئاسية تنجح عادة في تعبئة حوالي 80 في المئة من الفرنسيين.

تراجع وصعود

وتتوقع آخر استطلاعات الرأي أن يتصدر الوسطي إيمانويل ماكرون المؤيد لأوروبا ومنافسته لوبن المعارضة للهجرة ولأوروبا، نتائج الدورة الأولى بحصول كل منهما على حوالي 23 في المئة من نوايا الأصوات، لينتقلا إلى الدورة الثانية في 7 مايو.

وتشير إلى نتائج الاستطلاعات إلى تراجع ماكرون ولوبن في حين حقق مرشح اليسار الراديكالي جان ملون ميلانشون تقدماً لافتاً في الأسابيع الماضية، حيث انتقل من المرتبة الخامسة إلى المرتبة الثالثة حالياً، منافساً مرشح اليمين فرنسوا فيون بحصوله على حوالي 19 في المئة من نوايا الأصوات.

وبعدما كان المحافظ فيون الأوفر حظاً، تراجع التأييد له بعد كشف فضيحة الوظائف الوهمية التي اتهم بها.

انتقاد إسرائيلي

إلى ذلك، أثارت لوبن، زعيمة الجبهة الوطنية اليمنية المتطرفة، غضب إسرائيل بتصريحات أنكرت خلالها مسؤولية فرنسا عن توقيف آلاف اليهود وترحيلهم إلى معسكرات اعتقال نازية خلال الحرب العالمية الثانية.

وقالت لوبن، مساء أمس الأول: "لا أعتقد أن فرنسا مسؤولة عن فيل ديف"، في إشارة إلى اعتقال 13 ألفاً و152 يهودياً في هذه الحملة احتجز معظمهم في مدرج لسباق الدراجات الشتوي أزيل في 1959، قبل إرسالهم إلى معسكرات الاعتقال النازية. وأضافت في تصريحاتها المثيرة: "أعتقد بشكل عام إذا كان هناك أشخاص مسؤولون، فإنهم أولئك الذين كانوا في السلطة في تلك الفترة وليس فرنسا"، مضيفة "زرعت صورة سيئة لفرنسا في الأذهان منذ سنوات. وفي الواقع علمنا أبناءنا أن لديهم كل الأسباب التي تسمح لهم بانتقادها، وبألا يروا إلا الجوانب التاريخية السيئة".

ودانت تل أبيب أمس تصريحات لوبن حول عدم مسؤولية فرنسا عن ترحيل اليهود من أراضيها إبان "المحرقة النازية".

واعتبرت الوزارة، أن "التصريحات تخالف الحقيقة التاريخية، التي أقر بها الرؤساء الفرنسيون، الذين اعترفوا بمسؤولية الدولة عن مصير اليهود الفرنسيين الذين ماتوا في المحرقة".

ولم يعترف أي رئيس فرنسي بمسؤولية فرنسا في هذا الحادث قبل جاك شيراك الذي انتخب في 1995.

من جهة أخرى، عطل متظاهرون غاضبون في جزيرة كورسيكا مؤتمراً انتخابياً لزعيمة "الجبهة الوطنية".

وذكرت تقارير، أن متظاهرين اقتحموا قاعة كان مقرراً أن تعقد فيها لوبن مؤتمرها بالجزيرة، وهتفوا ضدها، مما أسفر عن وقوع اشتباكات بالأيدي بينهم وبين مؤيديها أفضت إلى طرد المحتجين من القاعة.

ويحتج هؤلاء على تصريحات لوالد لوبن، مؤسس الحزب جان ماري لوبن طالب فيها بإعدام السجناء السياسيين الكورسيكيين، الذين طالبوا باستقلال الجزيرة فى التسعينيات.

وفي النهاية، اضطرت لوبن إلى عقد مؤتمرها في قاعة أخرى بقصر المؤتمرات في مدينة أجاكسيو، عاصمة الجزيرة.

ووعدت لوبن بالاعتراف باللغة الكورسيكية، لكنها قالت للحاضرين، إنها لاحظت بأن اللغة العربية هي السائدة في الخارج في إشارة للمتظاهرين.

وعد ماكرون

في غضون ذلك، وعد المرشح الوسطي ماكرون (39 عاماً) بأن "ينهي في حال فوزه الاتفاقات، التي تخدم مصلحة قطر في فرنسا"، مشيراً إلى أنه ستكون لديه "مطالب كثيرة" إزاء قطر والسعودية.

وقال في تصريحات: "أعتقد أنه كان هناك كثير من التساهل وخصوصاً خلال ولاية الرئيس السابق نيكولا ساركوزي 2007-2012"، مذكّراً بأن فيون هوجم حول هذه النقطة عندما كان يشغل منصب رئيس الوزراء.

وأضاف ماكرون وهو وزير اقتصاد سابق أنه يريد إنشاء وحدة تنسيق لـ"مكافحة الإرهاب".