دخلت إيران أمس، رسمياً في زمن الانتخابات الرئاسية، مع بدء مرحلة تسجيل المرشحين، التي تستمر خمسة أيام، تليها مرحلة حساسة هي تأكيد أهلية المرشحين من قبل مجلس صيانة الدستور التي تستغرق أسبوعين كحد أقصى.

وسيتم إعلان الأسماء النهائية للمرشحين 27 أبريل الجاري، ثم تبدأ مرحلة الدعاية الانتخابية، وستكون هناك فرصة ثلاثة أسابيع فقط أمام المرشحين، قبل حلول يوم الصمت الانتخابي، على أن يجري الاقتراع 19 مايو المقبل.

Ad

وتعهد وزير الداخلية عبدالرضا رحماني فضلي بتنظيم "انتخابات رئاسية نزيهة وقانونية"، معرباً عن أمله بأن "تساهم جميع الأجهزة المعنية بمراعاة الحياد وتنفيذ القانون من أجل المساعدة على إقامة انتخابات حيوية مع مشاركة عالية".

وتجري الانتخابات الرئاسية تزامناً مع الدورة الخامسة لانتخابات المجالس البلدية والقروية والانتخابات التكميلية لمجلس الشورى.

امرأة تنافس

وبعد ساعات على فتح باب الترشح، قال رئيس لجنة الانتخابات في وزارة الداخلية علي أصغر أحمدي، إن عدد المرشحين، الذين تقدموا بطلبات ترشحهم بشكل مؤكد للانتخابات الرئاسية المقبلة، وصل إلى 68 مرشحاً بينهم امرأة واحدة.

وجاء بدء التسجيل مع قرب اكتمال الخريطة الانتخابية، خصوصاً بعد إعلان "سادن العتبة الرضوية" إبراهيم رئيسي (56 عاماً)، المطروح لخلافة المرشد الإيراني علي خامنئي، ترشّحه للانتخابات الرئاسية عن المحافظين، عقب اجتماع (الجبهة الشعبية لقوى الثورة) "جمنا"، التي تمثل أقوى ائتلاف للقوى الأصولية المتشددة.

وإلى جانب رئيسي، أعلنت "جمنا" أسماء أربعة مرشحين آخرين، على أن ينسحبوا في وقت لاحق من السباق لمصلحة أكثرهم شعبية، الذي يُعتقد بأنه سيكون رئيسي. والمرشحون الأربعة هم: النائبان السابقان في البرلمان علي رضا زاكاني، ومهرداد بذرباش، وعمدة طهران الحالي محمد باقر قاليباف والوزير السابق والرئيس الحالي للجنة الإمام الخميني للإغاثة، برويز فتاح.

ويُنظر إلى رئيسي، وهو متزوج بابنة خطيب جمعة مدينة مشهد أحمد علم الهدى، على أنه من ضمن الدائرة المقربة من المرشد والحرس الإيراني، وقد صعد نجمه تدريجياً، في الآونة الأخيرة، وخصوصاً بعد توليه عام 2016 "سدانة العتبة الرضوية" إحدى أكبر وأثرى مؤسسة خيرية في العالم الإسلامي وإيران.

جبهة نجاد

وضمن خريطة المرشحين البارزين، يبقى حميد رضا بقائي، مرشح جبهة الرئيس السابق أحمدي نجاد، الذي منعه المرشد الأعلى من الترشح مرة أخرى.

ويعتقد على نطاق واسع أنه لن يتم تأكيد أهلية بقائي للترشح من قبل "مجلس صيانة الدستور" ما سيدفع تيار الرئيس السابق إلى ترشيح احتياطيين.

في المقابل، سيكون الرئيس حسن روحاني مرشحاً مشتركاً للمعتدلين والإصلاحيين. وتشير مصادر إلى أن بعض الإصلاحيين ينوون الدفع بمرشحين احتياطيين لتعزيز قوة روحاني خلال مرحلة الدعاية الانتخابية، خصوصاً خلال المناظرات الانتخابية. وطُرحت أسماء بهذا الخصوص، مثل النائب الأول لروحاني، اسحق جهانغیري، والنائبين الإصلاحيين في البرلمان مسعود بزشكيان ومصطفى كواكبيان.

وكان خامنئي حذر أمس الأول، من "المؤامرات التي يدبرها الأعداء الخبثاء للقضاء على النظام الإيراني أو تفريغه من الداخل".

ونقلت وكالة "تسنيم" للأنباء عن المرشد الإيراني قوله خلال استقباله عدداً من المسؤولين، إن "أي جهد يبذل لشل مخططات الأعداء لإضعاف النظام بمنزلة التقرب إلى الله"، مؤكداً أن "الدافع الرئيسي للتضحية في مختلف ساحات الثورة هو الدفاع الديني".

اغتيال قائد بالحرس

إلى ذلك، أعلن مصدر إيراني مطلع مقتل روح الله عالي قائد كتيبة "كورين" التابعة للواء 110 سلمان في الحرس الإيراني مساء أمس الأول برصاص "مسلحين إرهابيين تكفيريين" على الطريق الواصل بين مدينتي زاهدان وخاش بمحافظة سيستان وبلوجستان جنوب شرق إيران حيث تنشط مجموعات سنية مسلحة الى جانب حضور للمهربين.

في سياق آخر، رست مجموعة بحرية تابعة لسلاح البحر الإيراني عند سواحل كازاخستان في بحر قزوين تمهيداً لانطلاق مناورات مشتركة مع كازاخستان اليوم.

وتتشكل المجموعة البحرية الايرانية، التي وصلت للمرة الأولى إلى ميناء اكتائو بكازاخستان من مدمرة دماوند وبارجة بيكان الراجمة للصواريخ.

في موازاة ذلك، أكد الرئيس الإيراني أمس، أن إقامة علاقات جيدة مع دول الجوار الشمالية، روسيا وأذربيجان وباقي دول سواحل بحر قزوين هي في مقدمة أولويات حكومته.