حالت العناية الإلهية، أمس، دون وقوع كارثة حقيقية نتيجة قيام بعض الطلاب في إحدى المدارس الخاصة بمحافظة العاصمة بإشعال الألعاب النارية والمفرقعات داخل المدرسة، مما تسبب ببعض حالات الاختناق بين الطلبة.

وأكد وكيل وزارة التربية للتعليم الخاص والنوعي، د.عبدالمحسن الحويلة، سلامة جميع الطلبة والمعلمين من حادث الاختناق الذي حدث في المدرسة النموذجية الخاصة صباح أمس، لافتا الى أنه تم فتح تحقيق في الحادث من قبل إدارة المدرسة، وسيتم استدعاء المتورطين فيه، سواء من الطلبة أو المعلمين، بدءا من صباح اليوم.

Ad

وأضاف الحويلة، في تصريح للصحافيين، عقب زيارته للمدرسة، أمس، بحضور مدير إدارة التعليم الخاص بالإنابة سند المطيري ومجموعة من العاملين في «التعليم الخاص» أن 18 حالة أصيبت باختناق هم 14 طالبا و4 معلمين، مبينا أنه تم إسعافهم على الفور والاطمئنان على سلامتهم، ولم يصب أي منهم بأذى ولله الحمد، وذلك بعد اطلاعه على التقرير الصحي لكل حالة.

واستنكر الحويلة أفعال الطلبة التي وصفها بالصبيانية، إضافة الى سماح المدرسة للطلاب بإحضار مفرقعات داخل المدرسة والقيام بهذه الأفعال، لافتا الى أنه غير مسموح بها وممنوع القيام بها داخل مدارس التعليم الخاص.

وبين أن أفعال الطلاب كانت ناتجة عن ترتيبهم يوما يطلق عليه senior prank يمارس فيه الطلبة في المدارس الأجنبية بالخارج أفعالا غير مسموح القيام بها في المدرسة، وهو حدث متعارف عليه من خريجي المدرسة لترك ذكرى سنة تخرجهم.

وأكد أن الحادث لن يمر مرور الكرام، وستتم إحالة كل متسبب فيه الى الشؤون القانونية، واتخاذ الجزاء المناسب، مبينا أن وزير التربية د. محمد الفارس تواصل معه فور وقوع الحادث، ولم يستطع زيارة المدرسة لوجوده في جلسة بمجلس الأمة، واستمر التواصل بينهما حتى اطمأن إلى صحة المصابين وسلامتهم جميعا.

وكلف الحويلة المدير العام للإدارة العامة للتعليم الخاص فتح تحقيق موسع في الحادث، وقال عقب اطمئنانه على حالات الطلبة الذين خرجوا من المستشفى بعد تلقيهم العلاج اللازم إنه سيتخذ أقصى العقوبات بحق من تثبت إدانته بالحادثة، مؤكدا أنه قام بزيارة المدرسة المعنية والتقى مديرها ومساعديه، واستمع منهم إلى تفاصيل الحادث والإجراءات التي اتبعتها لضمان سلامة الطلبة والمعلمين، مشددا على ضرورة تحري المعلومات حول أسباب إحضار بعض الطلبة لمثل هذه الألعاب النارية.

محاسبة الطالبة

الى ذلك، كشفت مصادر تربوية أن الحادث حصل نتيجة قيام إحدى الطالبات في المدرسة بإدخال كمية كبيرة من المفرقعات والألعاب النارية ومرورها على حاجز التفتيش الذي وضعته المدرسة لضمان عدم إدخال الطلاب أي مواد غريبة، إلا أن الطالبة بعد مرورها على التفتيش، تمكنت من تسلم حقيبة مليئة بالألعاب النارية عن طريق زميلة لها رمتها لها من فوق السور، حيث قامت الطالبة بتسلمها وإيصالها إلى الدور الثاني وإشعال هذه الألعاب، مما تسبب بانطلاق صفارات الإنذار وأجهزة الحريق، وحدوث ربكة بالمدرسة وحالات اختناق نتيجة الدخان الكثيف الذي انبعث من الألعاب النارية، موضحة أن «التعليم الخاص» أصبح على علم بالواقعة، وسيتم فصل الطالبة من المدرسة بشكل نهائي.

من جانبه، قال مدير إدارة العلاقات العامة والإعلام بالإدارة العامة للإطفاء، العقيد خليل الأمير، إن غرفة عمليات الإدارة لم تتلق أي بلاغ بالحادث، إلا أن المسؤولين في إدارة إطفاء محافظة العاصمة فوجئوا بالخبر ينتشر بسرعة كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، مما دفعهم الى إرسال ضابط إطفاء مركز الهلالي القريب جدا من موقع المدرسة التي وقع بها الحادث.

وأضاف العقيد الأمير أن ضابط الإطفاء الذي انتقل الى الموقع اكتشف عدم وجود حريق ناتج عما استخدمه طلبة المدرسة من ألعاب نارية، وأن أغلب حالات الاختناق وقعت نتيجة استخدام موظفي الأمن والسلامة، وأعضاء الهيئة التعليمية بالمدرسة مطفآت الحريق، مما تسبب في حالات الاختناق.