خارج السرب: مفككة وفكاهيون وفاكهة... بانتظار خروج البراك!
سينتظر سماسرة المصالح لحظة الإفراج عن البراك بفارغ الصبر للبدء بمزايدات "حراج" تصفية الحسابات، هؤلاء الضاحكون على الذقون سيزايدون لآخر قرش مفترس في جعبتهم على محبة البراك وتضحياته، ليس حباً فيه بل كرها بمنافس أو خصم لهم يقف بينهم وبين تحقيق طموحاتهم، وسينتظره أيضا مخلصون لا نشك لحظة في إخلاصهم.
إن شاء الله كلها أيام معدودات وسيخرج النائب السابق مسلم البراك بعد قضاء مدة محكوميته، فمرحبا به خارجا من محبسه وأهلا به داخلا إلى فرحة عائلته ومحبيه، لا شك أن البراك رمز سياسي صعب جدا تجاوزه أو التقليل من شأنه، ويكفيه شرفا أنه دفع بالكامل ثمن ما آمن به، ولم يتسلف تضحيات من أحد، وهذه ميزة لو تعلمون نادرة في ميدان السياسة هنا، فالأغلب– إلا من رحم الله- يحب ملء وقود مسيرته بالاعتماد على خصومات "الدعم الشعبي" وتضحياته، وبدون دفع شيء بالمقابل من محفظة مصالحه الممتلئة. سؤال يراودني عن عقلي حالياً وهو: إن كان خروج البراك قد اقترب فما الذي سينتظره عند خروجه، وما الذي ننتظره منه بدورنا بعدها؟ما سينتظره قطعا هو وضع معارضة وحراك يجمعهما عنوان "كور مخلبص"، لا رابط يجمع بين أطيافهما ولا أهداف توحدهما حتى إن ادعيا ذلك، مجموعات مفككة مكونة من تيارات ونشطاء تنظر للعمل السياسي "كحارة كل من إيده إلو"، و"اللي تكسب به العب به"، أو بتعبير أدق "من صادها عشى أصواته الانتخابية وضوضاء شهرته!"، سينتظره عمل سياسي يملك أمنيات يجمعها "تويتر" ويفرقها توتر قائم بينها في كل لحظة، وأخرى له بكل محكمة ود قضية طلاق، معارضة وحراك يبتسمان لقضايانا أمام الكاميرات، ويعبسان في وجهها في الجلسات والندوات، حراك ومعارضة عناوينهما "مخربطة" بدأت بخطاب شعبي مدوٍّ وانتهت بقصائد شعبية وشيلات تدندن على مزاج الشارع، وبلشت بشعار حكومة منتخبة وابتلشت تاليا بانتخابات رئاسة المجلس، خطوات سياسية عرفناها ومللنا منها، كل طرقها تؤدي إلى كرسي المجلس وفراش التكسب الوثير، تفاصيلها كرنفال انتخابي وأوبريت شعبوي، همه الأول جمع تذاكر التصفيق الحار والاستعراض "الجمبازي" أمام جماهير أي قضية لجمع أكبر عدد من كلمات المدح والردح، والدخول بها لموسوعة "غينيس" لأكبر مقلب شعبي في العالم.
سينتظره سماسرة مصالح ينتظرون لحظة الإفراج عنه بفارغ الصبر للبدء بمزايدات "حراج" تصفية الحسابات، هؤلاء الضاحكون على الذقون سيزايدون لآخر قرش مفترس في جعبتهم على محبة البراك وتضحياته، ليس حباً فيه بل كرها بمنافس أو خصم لهم يقف بينهم وبين تحقيق طموحاتهم. سينتظره أيضا مخلصون لا نشك لحظة في إخلاصهم، وهؤلاء يرون في البراك رمزا- وهم محقون- سيفك شفرة التوهان السياسي الذي يعيشه حراكهم، وأتفق معهم في مكانة البراك كما أختلف تماما في قدرة فرد واحد مهما كان على تغيير وضع سيئ يحتاج إلى عمل جماعي ومنظم، هذا ما تؤكده أبجديات السياسة لا سطور الأمنيات و"الحلوم". أخيرا ما الذي ننتظره من البراك؟ جواب هذا السؤال سأتركه لما بعد خروجه سالماً معافى بإذن الله. الخلاصة: ما سينتظر البراك هو معارضة مفككة، وسماسرة فكاهيون، ومخلصون يبحثون عن فاكهة جنة السياسة المحرمة!