واشنطن لموسكو: نحن أو الأسد وإيران و«حزب الله»

• بوتين يتوقع هجوماً كيماوياً في دمشق
• موسكو تستضيف اجتماعاً وزارياً روسياً - سورياً - إيرانياً

نشر في 11-04-2017
آخر تحديث 11-04-2017 | 21:50
أطفال سوريون لاجئون في تركيا يبحثون عما ينفعهم في القمامة بحي إزمتباسا في أنقرة أمس (أ ف ب)
أطفال سوريون لاجئون في تركيا يبحثون عما ينفعهم في القمامة بحي إزمتباسا في أنقرة أمس (أ ف ب)
اتفقت مجموعة دول السبع الكبرى (جي7) على أنه لا حل ممكناً في سورية طالما استمر الرئيس بشار الأسد في السلطة، وحملت وزير الخارجية الأميركية رسالة موحدة من القوى العالمية إلى موسكو تندد بدعمها له، وتخيرها بينها وبين نظامه وحلفائه الإيرانيين وميليشيا «حزب الله» اللبناني.
في ختام اجتماع وزراء خارجيتها في مدينة لوكا الإيطالية على مدار يومين، وجهت الدول السبع الكبرى (جي7) رسالة حازمة إلى روسيا بعدم ربط نفسها بتحالف مع بشار الأسد، لأنه «لا مستقبل ممكنا لسورية معه، لأن أفعاله، وآخرها الهجوم الكيماوي جردته من الشرعية.

وإذ أعاد التأكيد على أن إلحاق الهزيمة بتنظيم «داعش» لايزال له الأولوية، أعلن وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون أن حكم «عائلة الأسد» يقترب من النهاية، مؤكدا أن «على روسيا أن تختار بين التحالف مع الولايات المتحدة، أو البقاء مع الأسد وإيران وحزب الله».

وشدد تيلرسون على أنه «مع تغير الأحداث، فإن الولايات المتحدة ستواصل تقييم خياراتها الاستراتيجية وفرص وقف تصعيد العنف في مختلف أنحاء سورية»، محملا السلطات السورية المسؤولية عن استخدام السلاح الكيماوي في ريف إدلب.

وقبل ساعات من زيارته المرتقبة إلى موسكو، اتهم وزير الخارجية الأميركي «روسيا بوصفها ضامنا لإزالة الترسانة من سورية، وتحديد مكانها وتدميرها بالفشل في تنفيذ التزاماتها»، مشيرا إلى أنه «من غير الواضح ما إذا كانت أخذت هذا الالتزام بجدية أو أنها غير قادرة على القيام بذلك».

وتابع تيلرسون أن واشنطن ستمنع «داعش» من الحصول على سلاح كيميائي، ولن تسمح لأحد باستخدامه مرة أخرى، معتبرا أن مفاوضات أستانة قد تسهم في التسوية السورية إلا أنها لم تأت بتقدم ملحوظ.

كفى نفاقاً

وبعد اللقاء الموسع مع وزراء خارجية السعودية وقطر والأردن والإمارات وتركيا، أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان مارك آيرولت أن مجموعة السبع، ممثلة في الولايات المتحدة وألمانيا واليابان وبريطانيا وكندا وفرنسا وإيطاليا، اتفقت على أنه «لا مستقبل ممكنا لسورية مع بشار الأسد»، مشددا على أن «هذا ليس موقفاً عدائياً تجاه الروس، بل هو يد ممدودة بشفافية». وقال آيرولت: «كفى الآن، يجب أن نوقف النفاق وندخل بشكل واضح في العملية السياسية».

وأضاف وزير الخارجية الألماني سيغمار غابريـال: «نريد حمل روسيا على دعم العملية السياسية من أجل تسوية سلمية للنزاع السوري تتفادى التصعيد العسكري»، مؤكدا أن هذا هو موقف تيلرسون وهو «لديه دعمنا الكامل في مفاوضاته بموسكو».

مواقف حازمة

ويترقب الجميع نتائح زيارة تيلرسون غداة مواقف حازمة أعلنها وزير الدفاع جيمس ماتيس والمتحدث باسم البيت الأبيض شون سبايسر، إذ حذرا الأسد من أي هجمات كيماوية جديدة، بعد تدمير 20 في المئة من طائراته في الضربة الصاروخية الأسبوع الماضي.

وأكد ماتيس أن «الولايات المتحدة لن تبقى مكتوفة اليدين حين يقتل الأسد أبرياء بواسطة أسلحة كيماوية»، مشيرا إلى أنه «ليس من الحكمة أن تكرر الحكومة السورية استخدام الاسلحة الكيميائية».

خلال مؤتمر صحافي تطرق للمرة الأولى الى البراميل المتفجرة، قال المتحدث باسم البيت الأبيض، للنظام السوري، «إذا قصفت طفلا بالغاز أو أسقطت براميل متفجرة على أبرياء، فإنك سترى رد فعل هذا الرئيس»، مشددا على أنه «لا يمكن تصور سورية مستقرة تعيش بسلام، والأسد مازال يتولى زمام القيادة».

تنسيق وعقوبات

وبحث دونالد ترامب أمس الأول الموضوع السوري في اتصالين هاتفيين مع كل من رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل. وجاء في بيان صادر عن البيت الأبيض أن ماي وميركل أبدتا دعمهما للضربة الأميركية الخميس و»اتفقتا مع الرئيس ترامب على أهمية محاسبة الأسد».

بدوره، أعلن وزير الخارجية الإيطالي أنجيلينو الفانو أن وزراء خارجية مجموعة السبع لم يتفقوا على فرض عقوبات إضافية على مسؤولين سوريين، أو مسؤولين روس.

ضربات جديدة

في المقابل، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن لديه معلومات بأن الولايات المتحدة تخطط لشن ضربات صاروخية جديدة على سورية، وإنها تدبر لاختلاق هجمات بالغاز وإلصاق التهمة بالنظام السوري، مضيفا أن روسيا ستتقبل الانتقادات الغربية لدورها في سورية، لكنه يأمل في تخفيف المواقف في نهاية المطاف.

وردا على سؤال عما إذا كان يتوقع أن تشن الولايات المتحدة المزيد من الضربات الصاروخية، قال بوتين: «لدينا معلومات بأنه يجري التجهيز لاستفزاز مشابه. في أجزاء أخرى من سورية، بما في ذلك ضواحي دمشق الجنوبية، حيث يخططون مرة أخرى لزرع بعض المواد واتهام السلطات السورية باستخدام أسلحة كيماوية». وفي حين لم يقدم ما يثبت اتهامه، أكد بوتين أن موسكو ستطالب الأمم المتحدة بإجراء تحقيق بشأن حادث الأسلحة الكيميائية الذي وقع الأسبوع الماضي في خان شيخون.

وقبيل أول زيارة لتيلرسون إلى موسكو، دعت «الخارجية الروسية» الولايات المتحدة الى «تعاون بناء» وليس الى «مواجهة»، موضحة أنها تأمل في قيام «مفاوضات مثمرة» بين وزير خارجيتها ونظيره الروسي سيرغي لافروف.

اجتماع ثلاثي

إلى ذلك، أعلن سفير سورية في موسكو أن وزير الخارجية السوري وليد المعلم سيتوجه إلى روسيا قريبا في زيارة رسمية، موضحا أنه سيجري محادثات محورها المزاعم الأميركية بشن هجوم بغاز سام في محافظة إدلب السورية والضربة الصاروخية على قاعدة الشعيرات ردا على ذلك.

ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن المتحدثة باسم وزارة الخارجية ماريا زاخاروفا قولها إن محادثات ثلاثية ستجرى نهاية هذا الأسبوع في موسكو بين وزراء خارجية روسيا وسورية وإيران.

البراميل المتفجرة

ورغم التحذير الأميركي، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن مقاتلات حربية سورية قصفت أمس مناطق بالبراميل المتفجرة بلدات طيبات الإمام وصوران شمالي مدينة حماة.

ونفى مصدر عسكري سوري تقرير المرصد، قائلا: «نحن لا نستخدم هذه البراميل، وهي غير موجودة في الجيش العربي السوري»، مشيرا إلى أن العمليات مستمرة في أنحاء سورية و«لن تتوقف».

رفع علم روسيا على مطار الضمير لحمايته

بدأ النظام السوري بتنفيذ خطة لوضع بعض مطاراته العسكرية تحت الوصاية الروسية، تحسباً لأي ضربة أميركية جديدة، على غرار ما حدث في مطار الشعيرات بريف حمص.

ووفق معارضين، فإن قوات النظام العاملة داخل مطار الضمير العسكري في منطقة القلمون الشرقي بريف دمشق، أنزلت علم سورية، ورفعت العلم الروسي عوضاً عنه، وتم رصد دخول عدد كبير من ضباط وعناصر روس إلى داخله.

ويعد «الضمير»، الذي يبعد عن دمشق 42 كيلومتراً، ثاني أكبر مطار في سورية، إذ يحتوي على أكثر من 50 حظيرة اسمنتية منها ثماني حظائر تحت الأرض تضم داخلها طائرات من طراز (ميغ 23-24-27)، بالإضافة الى دفاعات جوية.

وأشارت تقارير إلى أن القوات الروسية في مطار حماة العسكري قامت بتفكيك معدات عسكرية ونقلتها الى قاعدة حميميم الروسية الجوية في ريف اللاذقية.

قتلى روسيا إلى 30 جندياً

أعلنت وزارة الدفاع الروسية أمس أن جنديين روسيين كانا يعملان مدربين للجيش السوري قتلا بقذيفة هاون أطلقها مسلحو المعارضة، لترتفع حصيلة الخسائر البشرية الرسمية في صفوف القوات الروسية منذ التدخل في سورية أواخر 2015 إلى 29، بالإضافة إلى جندي انتحر في أول شهر من العمليات.

وأوضحت مصادر بوزارة الدفاع الروسية أن العسكريين قتلا في هجوم شنه مسلحون بمدافع الهاون على معسكر للقوات السورية، ما أسفر أيضاً عن إصابة جندي ثالث بجروح.

مجموعة (جي7) تتفق على إبعاد الأسد وتختلف على العقوبات
back to top