على شاطئ مدينة الإسكندرية في مصر، تبدو الأجواء مختلفة تماماً، فإلى جانب روعة البحر، ثمة تفاصيل أخرى تجعل الزائر منجذباً إلى المدينة الساحلية ذات الطابع التاريخي، من بينها شاب اكتسب شهرة واسعة في الآونة الأخيرة، لكونه فناناً يرسم صور الناس سريعاً بخامة الفحم.بجوار جدارية ضخمة لفنان الشعب الراحل سيد درويش، قرب محطة الرمل وسط الإسكندرية، يقف فارس غنيم (43 عاماً) منذ 20 سنة في نفس المكان يومياً من الساعة الخامسة مساء حتى منتصف الليل، وأمامه حامل رسم خشبي عتيق، ممسكاً بأقلامه من "الفحم"، وحوله يقف المارة ينظرون إليه بإعجاب وهو يرسم أحد وجوه زبائنه في مدة لا تتجاوز 15 دقيقة، مقابل 30 جنيهاً.
يقول فارس لـ"الجريدة": "لا يمكنني العمل في مكان مغلق، حيث أعشق الزحام والتفاف الناس حولي، وأعتبر أقدم رسامي البورتريه في شوارع الإسكندرية، الذين يتجاوز عددهم حالياً نحو 10 رسامين، على الرغم من ازدهار هذه المهنة في حقبة الستينيات، حيث كان هذا المكان وحده يقف فيه 6 رسامين".يتابع: "أغلب زبائني من الجنس الناعم، والتعامل مع السيدات كبيرات السن يرهقني بسبب طلباتهن المبالغ فيها، مثل تزويد طابع الحسن، وتكحيل العينين، وتغليظ الشفاه".ويرى فارس أن وجوه البشر أشبه بالحكايات، حيث يحمل كل وجه أسراراً، وأهم ما يميز أي وجه هو نظرة العين، لذا يبدأ بها رسمه.
أخر كلام
غنيم... «مرسمه» شارع وريشته «فحم»
12-04-2017