تحقق الشرطة الألمانية اليوم في "رابط اسلامي" محتمل مع التفجيرات الثلاثة التي استهدفت الثلاثاء حافلة تقل لاعبي نادي بوروسيا دورتموند لكرة القدم، بعد العثور على رسالة في الموقع تشير الى اعتداء برلين الذي تبناه تنظيم الدولة الاسلامية نهاية العام الماضي.

Ad

وكانت ثلاثة تفجيرات استهدفت الحافلة في طريقها من الفندق الى ملعب النادي للقاء موناكو الفرنسي في ذهاب الدور ربع النهائي لدوري أبطال أوروبا في كرة القدم، ما أدى لاصابة لاعب دورتمورند الاسباني مارك بارترا وشرطي، وإرجاء المباراة الى الأربعاء.

وقالت المدعية العامة ساندرا لوكي في وقت متأخر الثلاثاء ان الرسالة "تتبنى المسؤولية عما جرى"، من دون ان تكشف مضمونها، مشيرة الى أن عملية التدقيق فيها "لا تزال مستمرة".

الا ان وسائل إعلام ألمانية منها وكالة "د ب أ" وصحيفة "سودويتشي تسايتونغ" افادت اليوم ان الرسالة تذكر الاعتداء الذي أوقع 12 قتيلا دهسا بشاحنة في سوق لعيد الميلاد ببرلين في ديسمبر، وتبناه تنظيم الدولة الاسلامية الذي يسيطر على مناطق في سوريا والعراق.

وتشارك ألمانيا في تحالف دولي تقوده واشنطن ضد التنظيم الجهادي.

وأعلنت النيابة العامة الفدرالية التي عادة ما تكلف بالقضايا الارهابية، الاربعاء انها تولت التحقيق في التفجيرات، من دون ان تحدد بعد أي فرضية ترجح في هذه القضية. ومن المقرر عقد مؤتمر صحافي بهذا الشأن عند الساعة 12:00 بتوقيت غرينتش اليوم.

وأشارت وسائل الاعلام الى ان المحققين لا يزالون حذرين بشأن التأكيد على الرابط الاسلامي بالاعتداء، وان من وضع الرسالة المذكورة "ربما أراد خلق رابط خاطئ" لتضليل التحقيق.

وأدت التفجيرات الى اصابة بارترا (26 عاما) وأحد أفراد الشرطة.

وخضع الدولي الاسباني مساء الثلاثاء الى جراحة في معصم اليد اليمنى، بحسب ما أفاد المتحدث باسم النادي ساشا فليغه.

وقال "خضع بارترا لعملية جراحية بعد تعرضه لكسر في معصمه الايمن ووجود أجسام غريبة في ذراعه عائلة دورتموند أظهرت تضامنها في الاوقات الصعبة وهذا ما نريد القيام به أيضا مع مارك".

ودفعت التفجيرات الى إرجاء المباراة، على ان تقام الساعة 16:45 بتوقيت غرينيتش الأربعاء.

وبدأ المحققون الأربعاء البحث عن المشتبه بضلوعهم في العملية التي وصفها مسؤولون في الشرطة المحلية بأنها "اعتداء محدد الهدف"، علما ان السلطات حاذرت حتى الآن في وصفه بأنه "ارهابي".

وتشهد المانيا حالة استنفار أمني منذ اعتداء الدهس في برلين.

وقال مسؤول شرطة المدينة الواقعة غرب برلين غريغور لانغي "نفترض ان الاعتداء كان محددا ضد فريق دورتموند".

ووقعت التفجيرات بعيد الساعة السابعة مساء بالتوقيت المحلي (17,00 ت غ)، وزرعت العبوات على حافة الطريق، وانفجرت لدى مرور الحافلة، ما أدى الى تحطم زجاجها من الجهة اليمنى.

ونقلت وسائل اعلام عن حارس مرمى دورتموند السويسري رومان بوركي ان "الحافلة بلغت الطريق العام عندما دوى صوت قوي، انفجار كبير".

وأضاف "بعد الدوي، انحنينا جميعا في الحافلة. لم نعرف ما اذا كانت تفجيرات أخرى ستحصل"، موضحا ان بارترا "أصيب جراء الزجاج المتطاير".

وأكد النادي ان بقية اللاعبين لم يصابوا بأذى، وان الملعب كان آمنا.

وقال الرئيس التنفيذي لدورتموند هانس-يواكيم فاتسكه "تعرضت حافلة الفريق الى هجوم بالعبوات والفريق بحالة من الصدمة"، مضيفا "آمل ان يكون الفريق قادرا على خوض المباراة غدا (الأربعاء)".

وأفادت صحيفة "بيلد" الالمانية الواسعة الانتشار ان الشرطة الالمانية تبحث أيضا عن سيارة مجهولة يرجح ان منفذي الاعتداء استخدموها.

وأفادت الصحيفة ان السيارة تحمل لوحة تسجيل أجنبية، وان العبوات المستخدمة ربما كانت متفجرات اسطوانية صغيرة (على شكل أنبوب).

وأدى الاعتداء الى تضامن مع دورتموند ولاعبيه.

ونشرت "بيلد" اعلانا على صفحة كاملة بلون النادي الأصفر، وعبارة "لن تسير لوحدك أبدا"، الأغنية الشهيرة لنادي ليفربول الانكليزي.

وعلى رغم تأكيد مسؤولي النادي ان اللاعبين سيكونون جاهزين لمباراة الأربعاء، حذر اللاعب السابق شتيفان فروند الذي أحرز مع النادي لقب دوري أبطال أوروبا عام 1997، بان الاعتداء سيترك أثرا.

وقال "عندما يحدث اعتداء مباشر على حافلة الفريق، لا يتم نسيانه في اليوم التالي ذهنيا ونفسيا الأمر صعب الاستيعاب".