بوتين: العلاقات مع واشنطن متدهورة ولن نتخلى عن الأسد

• لافروف يلتقي تيلرسون ويرفض مبدأ معنا أو ضدنا
• تبادل أسرى في إطار «اتفاق المدن الأربع»

نشر في 12-04-2017
آخر تحديث 12-04-2017 | 21:00
وسط تصاعد التوتر بين القوتين العظميين منذ أن خلط الهجوم الكيماوي على خان شيخون أوراق النزاع في سورية، أقر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأن العلاقات مع الولايات المتحدة تدهورت منذ وصول نظيره الأميركي دونالد ترامب إلى السلطة، مؤكداً أن العداء لم ينته منذ الحرب الباردة.
بعد احتدام السجال في الساعات الأخيرة بين القوتين العظميين، بسبب الهجوم الكيماوي، المتهم بتنفيذه النظام السوري في ريف إدلب، والرد عليه من قبل واشنطن، اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة، وخصوصاً العسكرية، «تدهورت» منذ وصول الرئيس دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في يناير الماضي.

وقال بوتين، لشبكة «مير 24» الاخبارية اليوم، إن «العداء لا يزال قائما منذ الحرب الباردة»، معتبرا ان حلف شمال الأطلسي (ناتو) «يواصل العيش في نموذج المواجهة بين التكتلات».

وتحدث بوتين، الذي غير رأيه وقرر استقبال وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون، خلال أول زيارة له لموسكو، عن تفسيرين للهجوم الكيماوي في خان شيخون بمحافظة إدلب، «الأول أن الضربات السورية أصابت مستودعا للأسلحة الكيماوية تابعا لفصائل المعارضة، والثاني أن العملية مختلقة».

دعم الأسد

ولاحقا، اعتبر الكرملين أن طرح مسألة التخلي عن دعم الرئيس بشار الأسد أمر سخيف وقصير النظر، يعادل الدعوات إلى السماح للإرهابيين بالتقدم ضد السلطات الشرعية في سورية.

وقال المتحدث الرسمي باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن «الأهم هو مكافحة داعش، وثانيا البحث عن مخرج من الوضع الناشئ بالطرق السياسية الدبلوماسية، أي إيجاد تسوية سياسية للأزمة السورية، وليس اللجوء إلى استخدام القوة».

نوايا وصراحة

وفي مستهل لقائه الأول مع تيلرسون في موسكو، شدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف على أهمية منع تكرار الضربات على سورية في المستقبل، وأهمية إيضاح آفاق التعاون مع واشنطن.

وأبلغ لافروف تيلرسون بأن بلاده ترفض «مبدأ إما معنا أو ضدنا، وتريد معرفة النوايا الحقيقية لإدارة الرئيس ترامب»، مشيراً إلى أن مواقفها من العلاقة مع موسكو متناقضة، ولابد من ايضاح آفاق التعاون في إطار حوار بناء ومتساو.

من جهته، دعا تيلرسون إلى نقاش «صريح وصادق»، وصولا إلى علاقة إيجابية، مطالبا بتحديد أسباب وعواقب الاختلافات وحل المقاربات العملية المختلفة عبر استمرار الحوار والاتصال. ووفق وزارة الخارجية الروسية، فإن الوزيرين بحثا إنشاء مناطق حظر جوي في سورية.

الخيار العسكري

وفي مقابلة مع صحيفة «لو موند» نشرت اليوم، أكد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أنه يمكن الدفاع، اليوم، أكثر عن الخيار العسكري في سورية تقنيا وسياسيا، في ظل عدم تحقيق تقدم في المسار الدبلوماسي، معتبرا انه على فرنسا وبقية أوروبا استغلال الضربة الصاروخية الأميركية كأداة لإحياء مفاوضات السلام بين الأطراف المتحاربة.

وكشف هولاند أن معلومات المخابرات تشير إلى أن الهجوم الذي نفذ بغاز الأعصاب، ودفع الولايات المتحدة لقصف قاعدة الشعيرات بالصواريخ، له طبيعة تكتيكية ونفذ بطائرة.

وفي نيويورك، حيث يترقب التصويت في مجلس الامن على مشروع قرار جديد قدمته لندن وواشنطن وباريس، يطالب بالتحقيق في هجوم خان شيخون، أجرى المبعوث الأممي ستيفان ديميستورا اليوم عددا من المشاورات، تمهيدا لعقد الجولة السادسة من مفاوضات جنيف في مايو المقبل.

وفي إيران، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية بهرام قاسمي قيام الوزير محمد جواد ظريف بزيارة موسكو غدا، للمشاركة في الاجتماع الثلاثي لوزراء خارجية إيران وروسيا وسورية.

وأكد وزير الدفاع حسين دهقان أن «على الأميركيين أن يعلموا أن تكرار العدوان على سورية سيكلفهم الثمن باهظا، وأن إجراءاتهم لن تبقى دون جواب».

وقال دهقاني، في اتصال هاتفي مع نظيره الروسي سيرغي شويغو، تناول آخر التطورات الميدانية في سورية، وتعزيز الجهود لتوجيه ضربات قاصمة للجماعات الإرهابية، إن «مهاجمة قاعدة الشعيرات الجوية يتعارض مع جميع المواثيق الدولية، ويعد اعتداء صارخا على بلد مستقل، بهدف تقوية المعنويات المتزعزعة للارهابيين».

تبادل أسرى

وعلى الأرض، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأنه تم فجر اليوم عملية تبادل للأسرى والجثامين بين فصائل المعارضة العاملة في إدلب ومسلحي بلدتي كفريا والفوعة بريفها، عبر منظمة الهلال الأحمر السوري.

وأوضح المرصد أنه «في إطار اتفاق المدن الأربع (الزبداني ومضايا بريف دمشق وكفريا والفوعة بريف إدلب) تم تبادل 20 شخصا معظمهم من مقاتلي المعارضة، مقابل 12 أسيرا على الأقل، ونحو 10 جثامين لمسلحين موالين للنظام في كفريا والفوعة».

ووفق شبكة «شام»، تمت متابعة تنفيذ بقية اتفاق المدن الأربع، الذي تم التوصل إليه في 4 أبريل بواسطة قطرية - إيرانية، إثر وصول 92 حافلة للزبداني ومضايا لإخراج المسلحين وعائلاتهم إلى إدلب بالتوازي مع خروج 8000 من الفوعة وكفريا إلى حلب ليتم توزيعهم على مدن وبلدات تسيطر عليها قوات النظام في عدة محافظات.

وبعد إنهاء وجوده في ريف درعا الشرقي أواخر الشهر الماضي، شنت كتائب المعارضة هجوما واسعا على مواقع سيطرة جيش «خالد بن الوليد» المرتبط بتنظيم داعش في تل الجموع وتل عشترا وبلدة جلين بالريف الغربي.

هولاند يدافع عن «الخيار العسكري» بسبب فشل الدبلوماسية
back to top