انقسام حول مسار الدولار خلال الفترة المقبلة

نشر في 12-04-2017
آخر تحديث 12-04-2017 | 20:15
No Image Caption
ارتفع الدولار في أعقاب الضربات الصاروخية الأميركية في سورية يوم الجمعة الماضي، لكن المحللين انقسموا حول ما إذا كانت العملة الأميركية ستواصل استعراض عضلاتها، أم أن هذا الجموح سيوضع له حد، وفق تقرير لـ«سي.إن.بي.سي».

وجاء ارتفاع الدولار رغم تنامي المخاوف الجيوسياسية التي أعقبت إطلاق البحرية الأميركية عشرات الصواريخ من طراز «توماهوك» لمهاجمة إحدى القواعد الجوية التابعة للحكومة السورية في حمص، إلى جانب نقل حاملة طائرات قرب سواحل كوريا الشمالية.

وترتبت هذه الزيادة على إقبال المستثمرين على الدولار بعد هذه التحركات، إذ تعتبر العملة الأميركية عادة ملاذا آمنا، لذا حققت مكاسب ملحوظة مقابل عدة نظراء، بما في ذلك الإسترليني واليورو والدولار الأسترالي والين الياباني.

أثر التطورات الجيوسياسية

- من الواضح أن استجابة الدولار الفورية للضربات الأميركية في سورية بدأت في التراجع نوعا ما، لكن ربما تكون هناك تحركات جديدة، في ظل تركيز السوق على الشأن الجيوسياسي بشكل أكبر.

- يتوقع محلل العملات لدى «سيتي بنك» تود إلمر استمرار تزايد قوة الدولار وغيره من العملات التي تشكل ملاذا آمنا، في ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية.

- الضربات الأخيرة لسورية أثارت تساؤلات لدى المستثمرين حول ما إذا كانت هذه الأفعال ستتسبب في مزيد من التوتر مع حلفاء دمشق أمثال روسيا وإيران، وإلى أي مدى يمكن تطبيق نفس التجربة مع كوريا الشمالية.

- من الضروري هنا الإشارة إلى أن استعراض الدولار لفتوته لا يأتي مدفوعا فقط بهذه التحركات العسكرية، لكنه تلقى دعما من اتجاه الاحتياطي الفيدرالي نحو تشديد سياساته.

- في محضر الاجتماع الأخير لمجلس الاحتياطي الفيدرالي الذي صدر الأسبوع الماضي، أشار البنك المركزي الأميركي إلى أنه سيبدأ في خفض حيازاته من السندات البالغة 4.5 تريليونات دولار، إلى جانب توقعه تسارع وتيرة رفع الفائدة.

تباين التوقعات

- يقول المحلل جوزيف كابورسو إن الدولار اتسم باتجاهين مختلفين عقب التحركات الأخيرة، وهي الضعف أمام عملات البلدان التي تملك فوائض في الحساب الجاري، فيما ارتفع مقابل العملات التي دولها تعتمد على صادرات السلع.

- لذا ففي حال تكرار هذه التحركات ضد كوريا الشمالية ستشهد عملات الدول صاحبة فوائض الحساب الجاري أداء مذهلا، وبطبيعة الحال عملات مثل الدولار الأسترالي سيهبط مع انخفاض أسعار السلع مثل الفحم وخام الحديد.

- لكن في المقابل، يرى رئيس شركة «Riedel» للأبحاث ديفيد ريدل أن التوقعات الخافتة للسياسات المحلية للرئيس الأميركي دونالد ترامب ستؤثر سلبا على حركة الدولار.

أداء الرئيس الأميركي

- لم ينجح ترامب الشهر الماضي في إقناع مجلس النواب الأميركي بالموافقة على تعديلاته لقانون الرعاية الصحية، وهو تطور وصفه محللون بـ»الفشل» الذي يثير شكوكا حول أداء الإدارة.

- فشل ترامب في تمرير قانون الرعاية الصحية يضع جهوده لإصلاح المنظومة الضريبية في محل تساؤل حول ما قدرة الرئيس الأميركي على تطبيق برنامجه الانتخابي والوفاء بتعهداته.

- ما زالت الأسواق تترقب تعزيز ترامب للإنفاق على البنية التحتية وإصلاح السياسات الضريبية، وهي التوقعات التي قادت الأسواق لتحقيق مكاسب قوية أخيرا.

- يحذر مراقبون من أنه كما أسهم الرئيس الأميركي في تعزيز قيمة الدولار ورفع الأسهم إلى مستويات قياسية، فقد يتسبب أيضا في تلاشي هذه المكاسب حال تأكد فشل مخططاته.

هل أضاف ترامب حقاً 600 ألف وظيفة منذ توليه الرئاسة؟

صرح الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس بأن إدارته أضافت 600 ألف وظيفة جديدة منذ دخوله البيت الأبيض في يناير الماضي، لكن هذا الرقم لا يتوافق مع ما كشفته البيانات الحكومية، وفقا لما ناقشه «ماركت ووتش».

ووفقا للإحصاء الرسمي للشركات الذي تجريه وزارة العمل الأميركية منذ عقود، فإن الاقتصاد الأميركي أضاف 533 ألف وظيفة جديدة في الأشهر الثلاثة الأولى من العام الحالي. ولكن لا يعود الفضل في هذا الرقم كله لترامب، لأن الرئيس السابق باراك أوباما لم يغادر البيت الأبيض حتى 20 يناير، أي بعد انتهاء ثلثي الشهر.

كما أن المسح الذي تستخدمه الحكومة لحساب الوظائف المضافة يجرى عادة في منتصف الشهر، أي بمعنى آخر انه تم سؤال الشركات عن عدد الوظائف الجديدة التي أضيفت في يناير قبل تولي ترامب الرئاسة.

وبطرح الـ 216 ألف وظيفة المضافة في يناير من مجموع الوظائف التي أضيفت خلال رئاسة ترامب، فإن العدد الرسمي سيصل إلى 317 ألفا – فبراير 219 ألفا و98 ألفا في مارس - أي نصف العدد الذي يزعم الرئيس الأميركي الحالي إضافته.

وحتى في حال عاد الفضل في ثلث الوظائف الجديدة المضافة في يناير فإن العدد الإجمالي سيقل عن 400 ألف.

back to top