الأغلبية الصامتة: وسقط الحصن الأخير
الرعيل الأول وبركة الحكومة تعبوا من الكلام الكبير دون حاصل ولو بسيط، تعبوا من الوقوف المتكرر أمام صناديق الاقتراع، جربوا كل شيء، بدلوا تصويتهم أكثر من مرة، شعروا أن الأمور تتجه إلى الأسوأ كلما ساروا في الطريق نفسه، تيقنوا بعد طول صبر وأناة أن مكان العلة ليس في مجلس الأمة.
![إبراهيم المليفي](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1612377050504273100/1612377064000/1280x960.jpg)
الرعيل الأول، يا ويل من ينتقد الحكومة في حضرتهم لأن الشكوى من زحمة الطرق لديهم بمنزلة الدعوة للانقلاب والتذمر من أزمة القبول في الجامعة يستلزم إبلاغ أمن الدولة فورا عن الحفيد العاق، ونهاية الحديث معهم إما كلمة مذمومة أو "طفاية" محذوفة.ماذا حدث للرعيل الأول وبركة الحكومة؟ وكيف تبدلت صورتهم النمطية من الموالاة العتيدة إلى السكوت في أفضل الأحوال عن المخططات الانقلابية التي يحوكها الأحفاد أمامهم في صالة المنزل أو على طاولة الطعام؟ هل مسهم الضر رغم زهدهم بمباهج الحياة؟ وهل شعروا بتغير أجبرهم على التغير؟الجواب بسيط وملخصهم أن الرعيل الأول وبركة الحكومة، تعبوا من الكلام الكبير دون حاصل ولو بسيط، تعبوا من الوقوف المتكرر أمام صناديق الاقتراع، جربوا كل شيء، بدلوا تصويتهم أكثر من مرة، شعروا أن الأمور تتجه إلى الأسوأ كلما ساروا في الطريق نفسه، تيقنوا بعد طول صبر وأناة أن مكان العلة ليس في مجلس الأمة ولا في المتذمرين إنه في جزر الواق واق الديمقراطية.