يُعرض الفيلم الوثائقي الجديد "الزري" لصائد الجوائز المخرج حبيب حسين، في الأسبوع الأول من شهر مايو المقبل، بمكتبة الكويت الوطنية، إذ سيكون جاهزاً تماماً للعرض، بعد الانتهاء من عملية "المكساج" التي هي إضافة المؤثرات الصوتية والموسيقية، التي لا يمكن تسجيلها أثناء التصوير للمشاهد الصامتة، لتعطي مزيداً من الواقعية للمادة المصورة، وأيضا اتمام عملية "الدوبلاج"، وتعني نقل الفيلم من لغته الأصلية نقلاً كلياً، عن طريق إضافة أصوات أخرى بلغة ثانية، سواء كان حواراً أو تعليقاً أو مؤثرات صوتية وغيرها ليتناسب مع البلد الذي سوف يعرض فيه.

وقال مخرج الفيلم الفنان الكبير حبيب حسين، لـ"الجريدة"، إن العمل في الفيلم استغرق عاما، ويتناول جوانب مهمة من حياة بطله الفنان التشكيلي الكبير محمود اشكناني منذ طفولته التي ظهرت فيها موهبته في الرسم بشكل مبكر، عندما كان يرسم لوالدته على الورق تصاميم ملابس نسائية لتقوم بحياكتها، وهي عبارة عن لوحات مزينة بالوحدات الزخرفية والألوان وتطريز الحواف بالخيوط الذهبية او الفضية، وهو ما يسمى بـ"الزري"، ويعد هذا النوع من أجمل القطع القماشية التي ترتديها المرأة، ومن هنا جاء اسم الفيلم.

Ad

وأضاف حسين أن الفيلم الذي يستغرق زمن عرضه نحو 38 دقيقة يتناول البعد الإنساني وتطور مسيرة الفنان محمود اشكناني الفنية وتأثير المتغيرات الحياتية والاجتماعية عليه وعلى لوحاته وتأثره بما يجري حوله في العالم، لأنه فنان مهموم بقضايا امته ووطنه وانسانيته.

وبين ان لوحات الفنان اشكناني تربط بين سحر انامله وصفاء ذهنه، ونقاوة فكره، وقلبه العامر بالحب لكل ما هو نبيل للإنسانية، وما يكُنز فيه من حس فلسفي، وهكذا كما يقول المثل "كل إناء بما فيه ينضح".

وتابع: "من اجل هذا كانت لوحاته التي ترصد حياته وافكاره ومتغيراته والمتغيرات التي حوله هي مفاتيح للدخول على الواقع من خلال ربط ما بينها وبين رحلته العامرة بالكفاح والجمال".

ولفت إلى أن اختياره اسم الفيلم الذي تم تصويره ما بين الكويت ودبي والعاصمة البريطانية لندن باسم "ثوب الزري" يحمل في طياته اجلالا كبيرا للأزياء الشعبية الكويتية وملابسها التراثية، لكونها تحمل دلالات فنية واجتماعية، إذ تعد الملابس عنصرا مهما في موروث الشعوب، ومن العناصر الاصيلة لحضارتها وعروقها الضاربة في عمق التاريخ ووثيقة عالية القيمة للوقوف على هوية المجتمع وتطوره المادي والحضاري، لاسيما أن الملابس والأزياء تختلف من مجتمع الى آخر باختلاف الزمان والمكان والعادات والتقاليد والبيئة.

وذكر أن فيلم "الزري" يسير في نفس الاتجاه النوعي لأفلامه، إذ يحرص من خلاله على المعلومة والمتعة الذهبية والبصرية، ويتميز بأنه يجمع فيه ما بين التعليق الخارجي بواسطة معلق عن الأحداث والصوت الداخلي العميق للفنان محمود اشكناني، مما يعني أنه حديث الروح للروح.

وأوضح حسين أنه سوف ينتظر ردود الافعال على العرض الاول للفيلم من اجل التقدم للمشاركة في مهرجان مالمو للأفلام العربية 2017 في السويد، ابتداء من الـ 30 من سبتمبر وحتى 5 من أكتوبر، ويُعدّ أكبر مهرجان سينمائي مهتمّ بالسينما العربية خارج حدود الوطن العربي، في أفلام الخيال الطويلة والقصيرة والأفلام الوثائقية من العالم العربي، المترجمة إلى الإنكليزية، شريطة ألا يزيد عمر الفيلم عن سنتين، ويعزز المهرجان مبدأ التفاهم والتبادل الثقافي بين الناطقين بالعربية والمجموعات الإثنية الأخرى المقيمة في السويد، خصوصا في مدينتي مالمو وسكين.

ويتضمّن مهرجان مالمو كذلك معارض وندوات وورشات عمل ودروسا في الأداء الفني واجتماعات وُدّية بين الجمهور وصانعي الأفلام، ويزور المهرجان في كل عام أكثر من 100 شخصية دولية من أنحاء العالم ممن توجه لهم الدعوة.