قلق مصري من خسارة السودان في ملف النيل
شكري للبرلمان: قادرون على الدفاع عن مصالحنا و«حياة كل مصري»
أظهر الحديث عن تأجيل "عواصف ترابية" زيارة وزير الخارجية المصري، سامح شكري للعاصمة السودانية الخرطوم، مساء السبت الماضي، إلى العلن التوتر بين القاهرة والخرطوم، عقب عودة الخلاف بين البلدين بشأن منطقة مثلث "حلايب وشلاتين" الحدودية، ولجوء القيادة السودانية إلى فرض تأشيرة دخول على المصريين، وسط تحركات "إثيوبية- سودانية" في منطقة أعالي النيل، شملت اتفاقاً أولياً لربط كهرباء العاصمة السودانية الخرطوم بسد النهضة الإثيوبي، الذي تعتبره مصر يخصم من حصتها في مياه النيل، والتي تبلغ (55.5) مليار متر مربع. وحاول شكري أمام البرلمان المصري أمس، تهدئة الخواطر بشأن خسارة الحليف السوداني في قضية "سد النهضة"، خصوصاً في ظل المفاوضات بين مصر وإثيوبيا، بشأن السد، لافتاً إلى أن العمل وفق "الاتفاق الإطاري" يسير، ولم يعترضه شيء حتى الآن، مشدداً على أنه ليس هناك داع للقلق، مؤكداً أن وزير الخارجية الإثيوبي سيزور القاهرة قريباً، لتأكيد العلاقات والتعاون بين البلدين.
وقال أمام اجتماع مشترك بين عدة لجان في البرلمان المصري، بينها لجان "الدفاع والأمن القومي" و"الشؤون الإفريقية" و"الشؤون العربية" أمس، إن موقف مصر من إثيوبيا واضح. وأضاف: "نحن لا نعمل في إطار حرب، ومصر ليست لديها أي نية عدائية تجاه أي دولة ولكنها قادرة، في الوقت نفسه، على الدفاع عن مصالحها، خصوصا لو كان الأمر يتعلق بقضية تمس حياة المصريين، لاسيما أن حياة كل مصري ترتبط بمياه النيل".وفي حين اعتبر أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة، سامي السيد، العلاقة بين القاهرة والخرطوم تمر بمرحلة حرجة، لافتاً إلى أن السياسة الخارجية لإثيوبيا عقدت تحالفاً مع السودان ضد التحركات المصرية، قال الخبير في الشؤون الإفريقية في مركز "الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية"، أيمن عبدالوهاب، إن زيارة الرئيس عمر البشير إلى أديس أبابا الأسبوع الماضي، تأتي استمراراً لموقفه الداعم لبناء "سد النهضة"، على حساب المصالح المصرية، مشيراً إلى أن توقيت الزيارة رسالة تأكيد أن السودان اختار الانحياز للجانب الإثيوبي. وأضاف: "الزيارة تأتي قبيل تشغيل المرحلة الأولى من سد النهضة، وعقب اجتماع عاصف لمجلس وزراء الري في دول حوض النيل في أوغندا نهاية الشهر الماضي.رئيسة "وحدة إفريقيا" في "مركز الأهرام" أماني الطويل، قالت إن هناك 3 ملفات توتر العلاقات بين القاهرة والخرطوم، هي: "جماعة الإخوان، وسد النهضة، وحلايب وشلاتين"، مشيرة إلى أن "الخلاف فكري بين نظامه الإخواني والقيادة المصرية الحالية، التي أقصت الإخوان".