«سيناريو طمام المرحوم»!
الانتخابات الأربعة الأخيرة، ورغم قصر المدة الزمنية بينها، جاءت بعشرات الوجوه الجديدة، وتغربلت معها تركيبة مجالس الأمة وتنوعت من أقصى درجات الوداعة إلى آخر مستويات الشراسة، ومع ذلك تستمر المشاكل نفسها والمآزق السياسية والدستورية ذاتها.
![د. حسن عبدالله جوهر](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1499151557547559900/1499151557000/1280x960.jpg)
الأرقام التي شهدتها الجلسة الأخيرة لمجلس الأمة على قانوني سحب الجناسي والحرمان السياسي رغم سقوط الاقتراحين تبين بوضوح القوة التصويتية الكفيلة بنجاح الاستجواب حتى بعد تنصل نواب الحركة الدستورية من ذلك، الأمر الذي يؤكد عدم صعود سمو رئيس مجلس الوزراء منصة الاستجواب مع احتمال اللجوء إلى التكتيكات السياسية المعتادة إما بالتأجيل أو اللجوء إلى المحكمة الدستورية بالطعن في دستورية الاستجواب، أو حتى استخدام المادة (106) من الدستور، وتعطيل أعمال المجلس لمدة شهر انتظاراً لحكم المحكمة في إبطال المجلس نفسه.جلسة سحب الجناسي والحرمان السياسي باءت بالفشل، والنتيجة ستكون هي ذاتها لبقية العناوين المهمة التي أتى بها المجلس وفي مقدمتها زيادة أسعار الوقود والكهرباء، ويبدو أن الصفقات الجانبية والجزئية بين بعض التيارات النيابية والحكومة وصلت إلى طريق مسدود، ولذلك لم يتبق سوى الصدام ثم الفراق بين السلطتين وفق أي مخرج قانوني أو سياسي، الأمر الذي يعني بدوره العودة إلى صناديق الاقتراع من جديد، ولكن هل تفتح الانتخابات المتكررة سنوياً هذه الأبواب المغلقة؟ الانتخابات الأربعة الأخيرة، ورغم قصر المدة الزمنية بينها، جاءت بعشرات الوجوه الجديدة، وتغربلت معها تركيبة مجالس الأمة وتنوعت من أقصى درجات الوداعة إلى آخر مستويات الشراسة، ومع ذلك تستمر المشاكل نفسها والمآزق السياسية والدستورية ذاتها، ويتواصل النهب المنظم والنحر في النسيج الاجتماعي، وبالمختصر المفيد يبقى بلدنا "على طمام المرحوم"!