الأسد: ليس لديّ «كيماوي»... وهجوم «خان شيخون» فبركة أميركية

● النظام يتهم واشنطن بقصف مستودع مواد سامة وقتل المئات بدير الزور ... وموسكو تنفي
● ترامب يصف الرئيس السوري بـ «الجزار» ويؤكد أن الوقت حان لوقف الحرب وعودة اللاجئين

نشر في 13-04-2017
آخر تحديث 13-04-2017 | 21:10
مندوب روسيا في الأمم المتحدة فلاديمير سافرونكوف يستدعي نظيره السوري بشار الجعفري للتشاور قبل استخدامه الفيتو في مجلس الأمن أمس الأول  (أ ف ب)
مندوب روسيا في الأمم المتحدة فلاديمير سافرونكوف يستدعي نظيره السوري بشار الجعفري للتشاور قبل استخدامه الفيتو في مجلس الأمن أمس الأول (أ ف ب)
بعد ساعات من استخدام روسيا حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن ضد مشروع قرار يؤيد التحقيق في استخدامه الغازات السامة في خان شيخون بريف إدلب، نفى الرئيس السوري بشار الأسد امتلاكه أي سلاح كيماوي، متهماً الغرب والولايات المتحدة بشكل رئيس بفبركة كل ذلك لشن الهجوم على قاعدة الشعيرات الجوية.
مع تأكيد الوفد البريطاني في منظمة حظر الأسلحة الكيماوية تعرض أهالي خان شيخون لقصف بغاز السارين السام، أكد الرئيس السوري بشار الأسد أن هذا الهجوم «مفبرك مئة في المئة»، بهدف استخدامه كـ «ذريعة» لتبرير الضربة الأميركية على قاعدة الشعيرات الجوية في حمص.

وقال الأسد لوكالة «فرانس برس»: «لا نمتلك أي أسلحة كيماوية، في عام 2013 تخلينا عن كل ترسانتنا، وحتى لو كان لدينا مثل تلك الأسلحة، فما كنا لنستخدمها»، مضيفا: «انطباعنا هو أن الغرب والولايات المتحدة بشكل رئيس متواطئون مع الإرهابيين، وقاموا بفبركة كل هذه القصة كي يكون لديهم ذريعة لشن الهجوم»، الذي أثار تنديدا واسعا بعد تداول صور مروعة للضحايا، وتسببه بمقتل 100 مدني بينهم 31 طفلا.

وأضح الأسد أن «المعلومات الوحيدة التي بحوزة العالم حتى هذه اللحظة هي ما نشره فرع القاعدة» في إشارة الى جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقا) التي تسيطر مع فصائل إسلامية ومقاتلة على كل محافظة إدلب، مبديا استعداده للقبول بتحقيق دولي حول الهجوم، بشرط أن يكون «غير منحاز».

وأوضح أنه «بحث مع الروس. في الأيام القليلة الماضية بعد الضربة الأميركية أننا سنعمل معهم لإجراء تحقيق دولي. لكن ينبغي لهذا التحقيق أن يكون نزيها، وعندما نتأكد أن دولا محايدة ستشارك في هذا التحقيق كي نضمن أنها لن تستخدمه لأغراض سياسية».

هجوم دير الزور

في هذه الأثناء، زعمت القيادة العامة لجيش الأسد أن قوات التحالف الدولي بقيادة واشنطن قصفت مستودعا ضخما يتبع تنظيم «داعش» يحتوي على مواد سامة، وتسبب انتشارها بقتل «المئات» من أهالي بلدة حطلة في ريف دير الزور الشرقي.

وفي حين نفى المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف وجود أي معلومات عن الهجوم أو سقوط ضحايا في دير الزور، أوردت القيادة العامة لقوات النظام، في بيان نشرته وكالة الأنباء الرسمية (سانا) أمس، أن طيران التحالف قصف مساء أمس الأول مقرا لتنظيم داعش يضم عددا كبيرا من الأجانب في قرية حطلة، وشكلت بنتيجتها سحابة بيضاء تحولت إلى صفراء تبين أنها ناجمة عن انفجار مستودع ضخم يحتوي على كمية كبيرة من المواد السامة.

وأكدت القيادة أن القصف تسبب في «نشوب حريق استمر نحو 3 ساعات، متسببا بسقوط مئات القتلى بينهم أعداد كبيرة من المدنيين نتيجة الاختناقات الناجمة عن استنشاق المواد السامة»، معتبرة أن الحادثة «تؤكد امتلاك التنظيمات الإرهابية، وعلى رأسها داعش والنصرة للأسلحة الكيماوية وقدرتها في الحصول عليها، ونقلها وتخزينها واستخدامها بمساعدة دول معروفة في المنطقة».

وإذ أكد كوناشينكوف القوات الروسية أرسلت طائرات بلا طيار لفحص المنطقة، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن ضربات جوية هزت بلدة في محافظة دير الزور الشرقية، مما أدى إلى مقتل 7 مدنيين وإصابة أكثر من 70 آخرين.

وأوضح الناشط عامر هويدي من دير الزور أن طيران التحالف استهدف بالفعل مقرا لتنظيم «داعش» في المنطقة، من دون سقوط أي ضحايا. والرواية ذاتها أوردها الصحافي سامر العاني، ابن دير الزور، مبديا تخوفه من أن تتبع قوات النظام نشر هذا البيان باستهداف القرية لتوفير الدلائل على هذا الهجوم.

غاز السارين

إلى ذلك، كشف الوفد البريطاني في منظمة حظر الأسلحة الكيماوية أن عينات أخذت من مسرح الهجوم الكيماوي على «خان شيخون» بريف إدلب الأسبوع الماضي أثبتت وجود غاز السارين.

وقال الوفد، خلال جلسة خاصة للمنظمة في لاهاي، «حلل علماء بريطانيون العينات التي أخذت من خان شيخون. ثبت وجود غاز السارين للأعصاب أو مادة تشبه السارين»، في تأكيد لاختبارات سابقة أجرتها السلطات التركية، وأظهرت أيضا أن المادة الكيماوية المستخدمة في هجوم الرابع من أبريل هي السارين.

إنهاء الحرب

وفي وقت سابق، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، خلال مؤتمر صحافي مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس شتولتنبرغ، أمس الأول، أن «الوقت حان لإنهاء هذه الحرب الأهلية الوحشية وهزيمة الإرهابيين والسماح للاجئين بالعودة إلى ديارهم» في سورية.

وقال ترامب، الذي وجه الشكر إلى دول الحلف على إدانتها الهجوم الكيماوي على خان شيخون، «علينا العمل معا لحل الكارثة الحاصلة حاليا في سورية»، مشددا على أن «القتل الوحشي للمدنيين الأبرياء بالكيماوي بما في ذلك الأطفال والرضع واللاجئين يجب أن يواجه رفضا قويا من قبل أي دولة تقدر الحياة الإنسانية».

مجلس الأمن

وجاءت تصريحات الرئيس الأميركي، التي هاجم فيها الأسد مجددا، ووصفه بأنه «جزار» غداة نعته بأنه «حيوان وشرير»، بعيد دقائق من استخدام روسيا حق النقض (فيتو) للمرة الثامنة ضد مشروع قرار غربي ضد حليفتها دمشق ويدين استخدام الأسلحة الكيماوية، ويؤكد ضرورة محاسبة المسؤولين عنها.

ومن بين أعضاء المجلس الـ15، صوتت بوليفيا أيضا ضد مشروع القرار، بينما صوتت 10 دول لمصلحته، فيما امتنعت 3 دول عن التصويت هي الصين، كازاخستان، وإثيوبيا.

واعتبر الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أن روسيا «تتحمل مسؤولية ثقيلة» بعد استخدامها «الفيتو» للمرة الثامنة وعرقلتها بصورة منهجية التوصل الى حل متعدد الأطراف للملف السوري»، مؤكدا أن «وحده اجتماع المجتمع الدولي في سبيل انتقال سياسي سيتيح لهذا البلد الشهيد استعادة السلام والاستقرار والسيادة».

تدهور العلاقات

وعلى صعيد الخلاف مع إدارة ترامب، قال المتحدث باسم «الكرملين» ديمتري بيسكوف إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استغل اجتماعه مع وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون في موسكو أمس الأول، ليطرح وجهات نظره بشأن أسباب وصول العلاقات إلى هذا المستوى من التدني. وقال بيسكوف، بمؤتمر صحافي أمس، إن نبرة الاجتماع كانت «بناءة إلى حد ما»، مضيفا أن أمل روسيا هو أن تصل رسالة بوتين إلى الرئيس ترامب.

وذكر أن الاجتماع أسفر عن اتفاق عام على ضرورة إبقاء خطوط الاتصال مفتوحة بين موسكو وواشنطن، وأن بوتين عرض على تيلرسون وجهات نظره بشأن الوضع في سورية وكيف يمكن أن يتطور على الأرجح.

معركة الرقة

وعلى جبهة أخرى، أعلنت قوات سورية الديمقراطية (قسد)، أمس، انطلاق المرحلة الرابعة من عمليات «غضب الفرات» الهادفة للسيطرة على مدينة الرقة بمشاركة مختلف الفصائل والقوات المنضوية تحت لوائها، وبدعم جوي وبري مباشر من قوات التحالف الدولي.

وأوردت «قسد» في بيان أن هذه المرحلة تهدف إلى السيطرة على المناطق الواقعة شمال مدينة الرقة، «للتمهيد لعملية تحرير مدينة الرقة، وإتمام الطوق والحصار وتطويق الخناق على الإرهابيين»، موضحة أن الهجوم سيكون على محورين «شرقي وغربي»، بهدف السيطرة على عشرات القرى الواقعة في وادي جلاب والريف الشمالي لمدينة الرقة. وخلال معارك تمكنت خلالها من انتزاع مفرق دمشق- الرقة ومفرق الرقة- الطبقة، خسرت «قسد» 17 مقاتلا من «لواء صقور الرقة»، وتم إعلان الحداد في مدينة تل أبيض بريف المحافظة الشمالي لمدة 3 أيام، وفق عضو الإدارة الذاتية للمدينة إبراهيم العيسى.

back to top