الاجتماع «الثلاثي»: والمرحلة الجديدة!

نشر في 14-04-2017
آخر تحديث 14-04-2017 | 00:23
 صالح القلاب الاجتماع الثلاثي، العاجل، الذي من المفترض أن يعقده وزراء خارجية روسيا سيرغي لافروف، وإيران محمد جواد ظريف، وسورية وليد المعلم، بمشاركة بثينة شعبان امرأة المهمات الصعبة، إن ليس اليوم الجمعة فغداً السبت، قد يكون حاسماً بالنسبة للأزمة السورية "المتفاقمة" حقاً، وحيث إنه قد تكون هناك قرارات صعبة ومصيرية لابد من اتخاذها، ربما استجدت بعد زيارة وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون لموسكو ولقائه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي تمنع في البداية من قبل المناورة واللعب على الحبال!

وبالطبع فإن هناك أموراً أسفرت عن محادثات بوتين ووزير خارجيته سيرغي لافروف مع وزير الخارجية الأميركي، لا يمكن إطلاع لا ظريف ولا المعلم ومعه بثينة شعبان عليها، فهؤلاء شركاء ثانويون لا يقال لهم كل شيء، والقرار لموسكو، وعلى الإيرانيين وجماعة بشار الأسد التنفيذ والاستيضاح بالحد الأدنى إذا كان لابد من الاستيضاح قبل تلقي "الأوامر" الروسية وتنفيذها دون سؤال أو جواب!

والواضح أن الروس الذين قبل لقاء وزير الخارجية الروسي، وقبل أن يجد الجد، كما يقال، كانوا يتعلقون بأهداب غيوم السماء، ويوحون لمن يستمع إليهم أن مفاوضاتهم مع تيلرسون ستكون إملاءات من طرفٍ واحد هو الطرف الروسي... لكن المؤكد أن الحقائق التي قيل بعضها وأُخفي بعضها الآخر تقول غير ذلك، فالولايات المتحدة فاوضت هذه المرة، وبعد 6 أعوام عجاف، من موقع القوة، ووزير الخارجية الروسي وجد أن الذي أمامه هذه المرة ليس "المسكين" جون كيري، وإنما جنرال يفاوض وكأنه يلقي أوامر على جنوده في طابور صباحي.

وهكذا ومرة أخرى فإن المؤكد أن لافروف لن يقول لحلفائه كل شيء، فهناك أمور لا يقولها الحليف القوي وصاحب القرار الأول والأخير لحلفائه "التابعين"، وهنا فإن المفترض أن ما لا نقاش فيه أن القضايا المتعلقة بـ "أوكرانيا" والقرم وبالأمور "الحساسة" بالنسبة للأزمة السورية لا يمكن إطلاع هؤلاء الحلفاء "التابعين" عليها... والأيام المقبلة، وهي غير بعيدة، ستكشف الكثير مما لم يتوقعه لا محمد جواد ظريف ولا وليد المعلم، ومعه امرأة المهمات الصعبة بثينة شعبان!

لقد انتهت مرحلة سقيمة وبائسة بالنسبة للصراع في سورية، برحيل إدارة باراك أوباما التي كان واجهتها جون كيري، الذي كان عنوان أدائه "العين بصيرة واليد قصيرة"، والذي رحل كما بدأ، بدون إنجاز متواضع واحد، فهذا الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب، الذي قيل فيه أكثر مما قاله مالك في الخمر، وضع "نقطة على السطر"، وبدأ مع روسيا، وبالتالي مع إيران والنظام السوري بداية جديدة عنوانها "إن على الروس أن يدركوا أنهم ليسوا الوحيدين في هذا العالم، وعلى بشار الأسد أن يفهم ويدرك أنه راحل لا محالة، وعلى الإيرانيين أن يحزموا أمتعتهم ويخرجوا من هذه المنطقة العربية بدون أن يلتفتوا خلفهم...". إن هذه هي حقائق الأمور والأيام المقبلة ستكشف كل شيء!

back to top