• بداية، كيف تقيمون العلاقات بين الكويت وقيرغيزستان؟- العلاقات بين البلدين قائمة على مستوى طيب وفي تطور مستمر، فمنذ بدايتها من 23 عاما وهي في تقدم على مختلف الصعد سياسيا واقتصاديا.
وللعلم سفارتنا في الكويت هي الثانية لنا من حيث الزمن في دول الخليج بعد السعودية، لما يربطنا بالكويت من علاقات جيدة، إذ كنا نحتاج في بداية استقلالنا إلى دعم اقتصادي واستثمارات، وهو ما وفرته لنا الكويت من خلال الصندوق الكويتي للتنمية، فهي من أوائل الدول التي مدت لنا يد العون في هذا الإطار.وفي عام 2015 قام رئيس الجمهورية بزيارة ناجحة للكويت، توجت بتوقيع عدة اتفاقيات مهمة، ومازال التنسيق بين البلدين مستمرا لتطوير العلاقات الثنائية.* هل تسعون لإنشاء جسر للتبادل التجاري بين الكويت وقيرغيزستان؟- نعم، والدليل أن حجم التبادل التجاري بين البلدين في السنوات السابقة لم يكن يتعدى 200 ألف دولار سنويا، لكن منذ 2015 وصلت قيمة ذلك التبادل إلى ما يعادل 4 ملايين دولار سنويا، وفي هذا الصدد هناك رغبة كويتية من رجال الأعمال في الاستثمار في بلادنا، والدليل إنشاء 20 شركة خاصة برأسمال كويتي في قيرغيزستان.
تسهيلات للمستثمرين
* ماذا عن التسهيلات المقدمة من جانبكم للمستثمرين؟- قيرغيزستان من الدول التي تتمتع بقدر كبير من الحرية الاقتصادية والاستثمارية، فدخول رأس المال إليها أمر سهل وكذلك خروجه، ولرجال الأعمال جملة من التسهيلات، في مقدمتها الإعفاء من الضرائب، من خلال قانون لحماية المستثمرين.وإذا كان هناك مشروع اقتصادي كبير فالحكومة تتقدم باقتراح للبرلمان لإقرار قانون خاص بهذا المشروع، ومقارنة بدول آسيا الوسطى تعد قيرغيزستان الدولة الأقل فرضا للضرائب، والأفضل من حيث قوانين الاستثمار، إذ يعمل برلمانها دائما على استحداث تلك القوانين لجذب رؤوس الأموال إلى بلادنا. * حدثنا عن طبيعة الاتفاقيات الموقعة مع الكويت وهل دخلت فعليا حيز التنفيذ؟- جهزنا مع الجانب الكويتي نحو 23 اتفاقية، وقعنا 8 منها تتضمن الإعفاء من الضرائب، والتعاون الفني والاقتصادي، والإعفاء المتبادل من متطلبات الحصول على التأشيرة لحاملي الجوازات الدبلوماسية والخاصة.إلى جانب مذكرة تفاهم بين وزارتي الخارجية لإقامة المشاورات السياسية، فضلا عن المذكرات الموقعة بين غرف تجارة وصناعة البلدين، وما تبقى من اتفاقيات نحو 15، وهو قيد التجهيز للتوقيع في أقرب زيارة متبادلة بين البلدين.تنسيق موحد
* ما أطر التنسيق بين وزارتي الخارجية في البلدين بالشأن السياسي؟- هناك تنسيق موحد بيننا وبين الكويت في المواقف السياسية، سواء داخل المنظمات الدولية كالأمم المتحدة، ومنظمة التعاون الإسلامي، أو في المنظمات الإقليمية كمنظمة التعاون الآسيوي.وسيتم في 24 و25 الجاري مشاورات سياسية بين البلدين في قيرغيزستان على مستوى وزارة الخارجية، وهنا لابد من الإشارة إلى أن الكويت كانت من أوائل الدول التي دعمت ترشح قيرغيزستان في لجنة حقوق الإنسان بالأمم المتحدة.• هل ستدعمون الكويت حال ترشحها لطلب مقعد غير دائم بالأمم المتحدة؟- نعم بكل تأكيد، فعلاقات البلدين يحكمها التفاهم والتعاون السياسي، فالقيادة السياسية الكويتية ممثلة بسمو الأمير تولي بلادنا اهتماما كبيرا، ويتضح ذلك في حجم المسؤولين الذين يزورن قيرغيزستان، فمنذ سنة تقريبا زارها وزير شؤون الديوان الأميري الشيخ ناصر صباح الأحمد وكذلك مستشار الديوان د. عبدالله المعتوق.الجالية القيرغيزية
• كم يبلغ عدد الجالية القرغيزية داخل الكويت؟- للأسف عددها قليل جدا، لكنه في ازدياد، ويقدر بنحو 100 فرد فقط، ورغم ذلك عمالتنا مطلوبة لدى الكويت.• الكويت بلد يعتمد على العمالة الوافدة... أين أنتم من ذلك؟- هناك عمالة قيرغيزية متخصصة تعمل بالكويت في مجالات الإذاعة والتلفزيون والحرس الوطني والخطوط الجوية الكويتية، كما أن هناك رغبة مشتركة في هذا الشأن لجذب العمالة المتخصصة.وهناك مشروع عن الشراكة الاقتصادية لدول طريق الحرير بمبادرة من الصين، وهو عبارة عن بناء سكك حديدية عن طريق قيرغيزستان تمر بالكويت، لتكون محطة لإيصال بضائع الصين إلى أوروبا.مرحلة الاستقلال
• من وجهة نظركم كيف أصبحت قيرغيزستان بعد انفصالها عن الاتحاد السوفياتي؟- بعد انهيار الاتحاد السوفياتي مرت قيرغيزستان بصعوبات عدة، لكن استقلالنا خطوة مهمة، وتعد بلادنا من أولى الجمهوريات التي انفصلت عن الاتحاد، وصار لها اقتصادها الخاص وعملتها الخاصة، ونظام حكم يختلف عن الدول المجاورة لها.كما تعد عملتنا هي الأقوى مقارنة بالعملة الأوزبكية أو الكازاخية. وفي هذا الشأن، أود أن أشير إلى مدى تشابه بلادنا مع الكويت سواء في آسيا الوسطى أو في منطقة الخليج.الإرهاب
• الإرهاب يضرب العالم من حولنا، برأيكم كيف تتفادى الدول ذلك؟- أعتقد أن بلادنا بعيدة عن الإرهاب، بفضل سياستها المرنة داخل المجتمع، فالشعب له حرية العقيدة، ولا تمارس الحكومة عليه أي ضغوضات أو تضييق، ومن ثم فإن الإرهاب لا يمكن أن يخرج إلا من رحم مجتمع مغلق تمارس فيه السلطة سياسات القمع والتضييق.• ماذا عن علاقاتكم مع روسيا؟- لا بأس بها حاليا، فموسكو شريكة استراتيجية لنا، ونحن معها إلى جانب بلاروسيا وأرمينيا وكازاخستان أعضاء في منظمة اتحاد الاقتصاد اليورو آسيوي، ومنظمة شانخاي أيضا التي تضم في عضويتها الصين.• أين تقف قيرغيزستان من الأزمة السورية؟- القضية السورية كارثية بكل المقاييس، ونحن نرى ضرورة إيجاد حل سياسي سريع لهذه الأزمة عن طريق الأمم المتحدة، لأن ما يحدث داخل دمشق يؤثر على كل بلاد العالم.• كلمة أخيرة؟- بصفتي أول سفير يمثل قيرغيزستان في الكويت، أحب أن أشكر الشعب الكويتي قيادة وشعبا على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، وأتمنى الازدهار للكويت ودوام الأمن والاستقرار داخلها، وأن تظل دولة رائدة في العمل الخيري والإنساني تحت قيادة أميرها قائد العمل الإنساني الشيخ صباح الأحمد.كما أشكر "الجريدة" على هذا اللقاء، وأتمنى أن تظل منبرا للحقيقة والرأي الحر المستنير.ثورتان بعد الاستقلال
نالت قيرغيزيا استقلالها في مطلع التسعينيات بعد قرون من سيطرة الاتحاد السوفياتي، ومرت بفترات احتقان سياسي وتحول كبير، حيث شهدت قيرغيزيا ثورتين هرب على أثرها عسكر آكاييف، اول رئيس بعد مرحلة الاتحاد السوفياتي، الى روسيا عام 2005، بعد سلسلة احتجاجات اجتاحت المدن القيرغيزية.وخلف الرئيس المخلوع آكاييف الرئيس كرمان باكييف الذي شهدت البلاد في اواخر عصره عصيانا مدنيا اجتاح العديد من المدن القيرغيزية، وسبب هذه الاحتجاجات هو الاستياء الشعبي من باكييف حيث كان يمارس سياسة الحد من الحريات الاقتصادية والديمقراطية.وقام المتظاهرون بالانقلاب على الحكومة القيرغيزية في مدينة تالاسيوم 6 و7 أبريل 2010، بعد أن سيطرت الشرطة القيرغيزية على العاصمة بشكيك، وتم تأكيد 74 قتيلا وإصابة 500 شخص في هذا الانقلاب. وفي 7 أبريل 2010 فر كرمان بك باكييف إلى مدينة أوش القيرغيزية، والتي جرى تنظيمها لمقاومة الحكومة الانقلابية الجديدة، حيث قام زعماء المعارضة في قيرغيزستان بالسيطرة على العاصمة بشكيك، وتشكيل حكومة انتقالية برئاسة روزا أوتونبايفا، والتي تسيطر على كل البلاد تقريبا باستثناء محافظات أوش وجلال أباد التي كانت تحت سيطرة الرئيس القيرغيزي المخلوع كرمان بك باكييف، وكان الاخير عرض على المعارضة التي أطاحت به أن يقدم استقالته مقابل ضمان سلامته وسلامة أقاربه.