إشكالية ما بعد التفجيرات... دولة المواطنين
![عبداللطيف المناوي](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1459078147207955600/1459078157000/1280x960.jpg)
وهنا سأقف عند النقطة الخاصة بعلاقة الإعلام بالمواطنة وتأصيل المفاهيم الإيجابية لها، فقد توصلت إحدى الدراسات إلى مجموعة من النتائج يمكن تحديدها فيما يلي: أولاً: إن هناك نوعين من الإعلام هما: -الإعلام الإيجابي (إعلام المواطنة) ويقصد بإعلام المواطنة أن تجد هموم المواطن مساحة في وسائل الإعلام، وتتنوع هموم المواطن حسب موقعه الاجتماعي والديني والسياسي والثقافي في المجتمع، هناك هموم للفقراء، وهموم للمرأة، وهموم للمسيحيين، وهموم للعمال... إلخ، من الطبيعي أن تجد كل فئات المجتمع مساحة تعبير عن همومها في وسائل الإعلام، وكلما وجد المواطن- العادي- مساحة تعبير ملائمة عن همومه في وسائل الإعلام كان ذلك مؤشرا على أن الإعلام ذو طبيعة ديناميكية تفاعلية مع المواطن.- الإعلام السلبي: وعلى العكس مما سبق، هناك إعلام يؤدي دورا ضد ثقافة المواطنة، سواء بتجاهل هموم مواطنين في المجتمع، أو بتفضيل التعبير طبقياً أو سياسياً أو ثقافياً أو دينياً عن هموم مجموعات معينة من المواطنين دون غيرهم، وقد يصل الأمر إلى أبعد من هذا حين يوظف الإعلام ذاته- كأداة صراع- سياسيا أو ثقافيا أو اقتصاديا أو دينيا، من خلال تأليب مجموعات من بعض المواطنين على بعض، أو نشر ثقافة البغضاء في المجتمع، أو تصوير قطاعات من البشر على نحو يجعل غيرهم من المواطنين يتعاملون بتسامٍ غير مبرر معهم.ثانيا: أبرز سمات الممارسة الإعلامية في هذا المجال: حيادية باهتة ومواطنة ناقصة حيث تعاني الكثير من وسائل الإعلام في بلادنا غياب الحياد بمعناه الإيجابي، فهي لا تتحيز للمصلحة الوطنية العليا، لكن يغلب عليها في كثير من الأحيان الرغبة في الانتشار أو ممالأة السلطة أياً كان الثمن.