«تسلا» في مصاف أكبر 5 منتجين للسيارات في العالم
قيمتها تخطت «جنرال موتورز» وباتت الأعلى في أميركا
مما لا شك فيه أن تخطي «تسلا» لـ«جنرال موتورز» و«فورد» سوف يحفز جدالاً حول القيمة النسبية لشركة «ماسك» مقارنة ببعض أفضل شركات صنع السيارات مبيعاً في العالم، وتتوقع «جنرال موتورز» أن تكسب أكثر من 9 مليارات دولار في هذه السنة، فيما يتنبأ محللون بأن تحقق «فورد» أرباحاً معدلة تصل الى 6.3 مليارات دولار، بينما يتوقع أن تخسر «تسلا» أكثر من 950 مليون دولار.
"تسلا" الشركة التي يملكها ايلون ماسك تفوقت على "جنرال موتورز" لتصبح شركة السيارات الأعلى قيمة في أميركا، متقدمة على شركة كان ازدهارها، يعد مؤشراً على ازدهار الاقتصاد الأميركي البلاد.فبعد أسبوع واحد من تخطي قيمة "تسلا" لشركة "فورد" ارتفعت قيمة "تسلا" بنسبة 3.3 في المئة، حيث وصلت قيمتها السوقية إلى 50.9 مليار دولار، متجاوزة بذلك "جنرال موتورز" أيضاً. ولديها الآن فارق بحدود مليار دولار فقط، مقارنة مع هوندا، مما يجعلها بمصاف أعلى خمس شركات لصنع السيارات في العالم.ويظهر هذا التحسن اللافت مدى تقبل المستثمرين لرؤية ماسك، التي تقول إن السيارات الكهربائية سوف تسيطر على الطرقات في نهاية المطاف.
وفيما تفوقت "جنرال موتورز" على "تسلا" من خلال سيارة شيفروليه بولت الكهربائية مع سعر ومدى مماثل لما وعد به ماسك عبر موديل 3 سيدان، التي سوف تطرح في الأسواق في وقت لاحق من هذه السنة، فقد فشلت هذه الشركة، التي يتخطى عمرها القرن من الزمن في مضاهاة الحماسة، التي أثارتها نظيرتها الأميركية الأصغر كثيراً.ويقول ألكسندر بوتر المحلل لدى Piper Jaffray Cos، الذي رفع من تقييمه لسهم "تسلا" يوم الاثنين الماضي ، بعد تملك أسهم "تسلا" لسبعة أشهر واجتماعه مع الإدارة " إن "تسلا" تبعث درجة من التفاؤل والديناميكية والتحدي وطائفة من المشاعر الأخرى، التي لا تستطيع الشركات الأخرى محاكاتها. ومع سعي الآخرين إلى اللحاق بها يبدو منافسو "تسلا" أقل ثقة وأكثر يأساً". ومما لا شك فيه أن تخطي "تسلا" لـ"جنرال موتورز" و"فورد" سوف يحفز جدالاً حول القيمة النسبية لشركة ماسك مقارنة مع البعض من أفضل شركات صنع السيارات مبيعاً في العالم.وتتوقع "جنرال موتورز" أن تكسب أكثر من 9 مليارات دولار في هذه السنة، فيما يتنبأ محللون بأن تحقق "فورد" أرباحاً معدلة تصل الى 6.3 مليارات دولار – بينما يتوقع أن تخسر "تسلا" أكثر من 950 مليون دولار.وقال جو هنريكس وهو رئيس فرع "فورد" في الأميركتين يوم الاثنين الماضي في نيويورك للصحافيين: "يتعين أن يقرر التدفق النقدي قيمة شركة وكان تدفقنا النقدي جيداً جداً في الآونة الأخيرة. وفي نهاية الأمر نحن ندير الأعمال بهدف خدمة عملائنا".وفي الوقت الراهن، تحتل "تسلا" سادس أكبر مركز بين شركات صنع السيارات من حيث رسملة السوق بعد تويوتا وديملر بنز وفولكسفاغن وبي إم دبليو وهوندا.وعلى الرغم من أن أمام ماسك الرئيس التنفيذي لشركة "تسلا" طريقاً طويلاً يتعين عليه قطعه من أجل مضاهاة رسملة تويوتا السوقية البالغة 172 مليار دولار، فإن الأمر ليس كذلك مع هوندا، التي يتوقع أن تتقدم فقط إلى نحو 52 مليار دولار.ويقول ديفيد ويستون، وهو محلل لدى مورننغ ستار انك: "يهتم السوق بقدر أكبر بقيمة السوق الحالية، التي وصلتها تسلا وقيمتها المستقبلية المحتلة بقدر يفوق اهتمامه بالأرباح المحققة أو التدفق النقدي. وفي الوقت الراهن لا يوجد ما يمكن أن يبطىء من زخم انطلاقة تسلا وسيمكنها ذلك من تخطى هوندا أيضاً".وكان ينظر إلى سهم "تسلا" منذ وقت طويل على أنه سهم شركة تقنية وقد راهن المستثمرون على قدرتها على الهيمنة على سوق السيارات الكهربائية وتخزين الطاقة. وبالنسبة إلى أولئك المستثمرين أنفسهم، فإن مبيعات "جنرال موتورز" و"فورد" من السيارات تميل إلى التباطؤ الأمر الذي سوف يفضي الى تآكل الأرباح.
ليس من العدل في شي
"هل هذا أمر عادل؟ لا إنه ليس كذلك". هذا ما قالته ماريان كيلر مستشارة صناعة السيارات في ستام "فورد" في كونكتيكيت بشأن تخلي "جنرال موتورز" عن تاج القيمة الرأسمالية الأعلى في الولايات المتحدة. وأضافت "وحتى لو حققت تسلا أرباحاً سوف يتعين عليها في نهاية المطاف تحقيق ما يكفي لتبرير ودعم قيمتها هذه".لقد هوت "جنرال موتورز" من القمة قبل ذلك، وتقدمت هذه الشركة، التي تتخذ من ديترويت مقراً لها بطلب إشهار إفلاسها عام 2009 لكنها عادت إلى الأسواق في السنة التالية بدعم من الحكومة. وعندما كانت "جنرال موتورز" في ذروة قوتها في الولايات المتحدة، قال الرئيس التنفيذي الأسبق تشارلز ويلسون عندما رشح لمنصب وزير الدفاع في عهد الرئيس الأميركي آنذاك دوايت آيزنهاور "كنت أظن طوال سنوات أن ما كان جيداً لبلادنا كان جيداً لجنرال موتورز والعكس صحيح أيضاً".تنفيذ خطة «جنرال موتورز»
توم هندرسون المتحدث باسم "جنرال موتورز" يؤكد: "نحن ننفذ خطة لقيادة مستقبل الحركة الشخصية بينما نحقق أرباحاً قياسية وتدفقات نقدية قوية ونستثمر في نمو مربح".في السنة الماضية سلمت "تسلا" أقل من 80 ألف سيارة على صعيد عالمي في مقابل أكثر من 10 ملايين سيارة سلمتها "جنرال موتورز". وسوف تكون سيارة ماسك من طراز موديل 3 سيدان، التي يخطط لطرحها في الأسواق في وقت متأخر من هذه السنة، وهي الأكثر اعتدالاً في السعر ذات أهمية كبيرة بالنسبة إلى طموحاته المتعلقة بتحويل "تسلا" من شركة سيارات محدودة إلى شركة مصنعة على نطاق واسع. ومن المتوقع أن يصل سعر موديل 3 إلى حوالي 35000 دولار وفي وسعها السير مسافة لا تقل عن 215 ميلاً في كل عملية شحن للبطارية وقد حققت "جنرال موتورز" ذلك عبر سيارتها من طراز بولت، التي طرحت في كاليفورنيا في وقت سابق من هذا العام.وقال بوتر المحلل لدى بايبر جافري في تقرير الأسبوع الماضي، إن "منتجات تسلا تتمتع بتأثير آسر على المستهلكين والمساهمين على حد سواء، وسوف يكون من الصعب تكرار هذه الميزة، وحتى إذا سار إطلاق إنتاج موديل 3 بصورة سيئة نحن نعتقد أن العملاء - والمساهمين الأكثر أهمية – سوف يحجمون عن الحكم".