بالعربي المشرمح: توماهوك كويتي!
كنت أود الكتابة عن الضربة الأميركية لقاعدة الشعيرات السورية وتدميرها بـ٥٩ صاروخ توماهوك، وعن أسبابها ونتائجها، ولكن ٨٠ "توماهوكاً" كويتياً خرجت لنا جعلتنا لا نعير اهتماماً للضربة الأميركية وصواريخها، خصوصاً أننا ندرك أن الصواريخ الكويتية الثمانين أشد خطراً على وحدتنا ومستقبل أجيالنا. هذه الصواريخ المدمرة جاءتنا من الداخل، وتحمل برؤوسها جهلاً وحقداً وسذاجة، هذا إن أحسنا النية واستبعدنا التدخلات الخارجية، حيث لا يعقل أن يتبنى مواطن محب ومخلص لوطنه أفكاراً عنصرية وطائفية وقبلية مدمرة لمجتمعه ووطنه كتدمير التوماهوك بل أخطر، ولنا في العراق وغيره خير عبرة ودليل. ثم إن هناك من يتهم الـ٨٠ صاروخاً بالعمالة للخارج بهدف زعزعة الوحدة الوطنية معللاً اتهامه بأنه من غير المنطق والعقل أن يدمر الوطن ووحدته عاقل ومخلص له بأفكار تضرب وحدته، وتشتّت شمل مجتمعه، إلا أنني أستبعد هذه التهمة لسذاجة عقول مؤيديها ومرتكبيها لأرجّح أسباباً نفسية وعقلية ساذجة وغير مسؤولة تندرج تحت بند إثبات المواطنة عن طريق الطعن في مواطنة الآخر، دون إدراك عواقبها وخطورتها، فالبعض يعلم بهجرة أسلافه من أين أتوا ومتى، فيساوره الشك في مواطنته وانتمائه ليوسوس إليه الشيطان وأصحاب العقول المريضة بأنه سيثبت مواطنته عندما يتهم الآخرين في مواطنتهم، ويشكك في انتمائهم وولائهم خوفاً من أن يسبقه أحد ليشكك في مواطنته وولائه، وهنا الكارثة المدمرة التي لا تعيها هذه الحفنة من البشر، ولم تدركها السلطة التي تغض الطرف عنهم لاعتبارات سياسية ومصالح شخصية.يعني بالعربي المشرمح:
الـ٨٠ توماهوكاً وتوابعهم ومؤيدوهم سيدمرون الوحدة الوطنية ويثيرون الفتنة، وستكون عواقب ذلك وخيمة على الجميع ما لم تعِ الحكومة خطورتها، فصمتها سيجعل تلك الصواريخ تزداد، وتعلن عنصريتها بشكل فاضح ومثير للاستفزاز، وهو ما شاهدناه في سوق المباركية، وسنراه في عدة أماكن عامة وفي الإعلام، لذلك علينا أن نكون دروعاً واقية لهذه الصواريخ لنحمي وحدتنا وتماسكنا حفاظاً على وطننا ومستقبل أبنائنا.