زواج «مودرن»
![تهاني الرفاعي](https://www.aljarida.com/uploads/authors/201_1683223496.jpg)
ورغم أن الدين وقف كثيراً عند الزواج والتعامل مع النساء، لكن زواج الكثيرين يأتي إرضاء للمجتمع أو رضوخا لـ"حنة الأمهات " ولاسيما في ظل الثقافة المحدودة جداً وعدم المعرفة بطريقة التعايش مع الحياة الزوجية، فيتزوج الشاب بمن لا يحب لأن التي أحبها "مو من ثوبه"، و تتزوج هي من لا تعرف "لأنها تثق باختيار أمها"، كما يختار كلا الطرفين أسماء عائلات معروفة ومرموقة شرطاً للمصاهرة دون اعتبار لآي شيء آخر، في استجابة يرونها ضرورة اجتماعية ملحة، لا بناء على رغباتهم ومشاعرهم. ونظراً لأنهم غير مؤهلين "نفسياً" للزواج، تقع الكارثة، ويضيع الأبناء الذين لا علاقة لهم بجهل والديهما، فكلاهما لا يعرف أبسط مبادئ المسؤولية، تاركين إياها على "الناني" أو أهل الزوجة المغلوبين على أمرهم، والذين لابد لهم من تحمل مزاجية ابنتهم المدللة، فيعيش الزوجان حياتهما كطبع اعتاداه لا كـشعور فعلي، حياتهما مجرد صورة باردة لا تحمل دفء الحضور، لذلك نجد كثيراً من حالات الطلاق غير المبررة، والتافهة جداً، نظراً لعدم مسؤولية كثير من الأزواج، مع إلقاء كليهما العبء على الآخر؛ فالمطلوب منها الكمال التام غير المشوب بشائبة! والمطلوب منه لا شيء سوى ظله وجيبه إن أمكن! وبناءً على ذلك تحول مفهوم الزواج إلى علاقة لا تعريف لها إلا أنها سجن بأسوار وقضبان روتينية مقيتة، رغم أنها سنة الحياة ونصف الدين، وكل هذا لا يهم، الأهم أن تبقى هي "كوول" ويبقى ستايلهم "مودرن"، ولا عزاء لأبناء سيشبهونهما عند الكبر.