ماذا لو شهدنا مواجهة بين ميلونشون ولوبان؟
![إيكونوميست](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1495703498349730300/1495704146000/1280x960.jpg)
من الناحية الاقتصادية، يواجه المستثمرون خياراً مراً، وتتحدث لوبان عن إحياء الفرنك الفرنسي وإعادة تقييم السندات الحكومية وفق هذه العملة، مما يؤدي إلى التعثّر لا محالة، وفي المقابل يريد ميلونشون فرض سقف على الأجور، وإطالة أسبوع العمل إلى 32 ساعة، وتحديد سن التقاعد عند الستين، والتأميم، والانسحاب من حلف شمال الأطلسي، وإعادة التفاوض بشأن معاهدات الاتحاد الأوروبي. وتشير استطلاعات الرأي إلى أن ميلونشون سيهزم لوبان (أظهر أحد استطلاعات الرأي أنه سيتفوق عليها بنسبة 57 في المئة مقابل 43 في المئة)، ويعود ذلك في جزء كبير منه إلى أنه لا يعبر عن وجهات نظر عنصرية على غرارها، لكن انتصار أي من هذين المرشحين سيقود في الحال إلى أزمة أخرى في الاتحاد الأوروبي قد تكون أكبر حتى مما شهدناه بين عامَي 2011 و2012، إذ تشكّل فرنسا عضواً أساسياً في الاتحاد، ويرى ميلونشون نفسه "هوغو تشافيز" الفرنسي.يبلغ الهامش الحالي (معدل الفائدة الفائض) الذي تدفعه فرنسا للاقتراض على مدى عشر سنوات، مقارنةً بألمانيا، ثلاثة أرباع نقطة مئوية (75 نقطة أساس) بعدما كان 40 نقطة أساس خلال الأشهر الاثني عشر الماضية، كذلك يتحوّط عدد أكبر من المستثمرين ضد خطر اليورو كما يُقاس وفق التقلب الضمني في خيارات السوق، ورغم ذلك لا تزال مقاييس الأزمة الراهنة أدنى من معدلات عامَي 2011 و2012، مما يشير إلى أن المستثمرين يعتقدون أن هذا الكابوس لن يتحقق، فيحدد مصرف "سيتي غروب" احتمال فوز المرشحين المختلفين كما يلي: ماكرون (35 في المئة)، وفيون (30 في المئة)، ولوبان (25 في المئة)، وميلونشون (10 في المئة)، لكن هذا الترتيب يبدو غريباً نظراً إلى أن فيون وميلونشون متعادلان في استطلاعات الرأي. ربما يعوّل المستثمرون على أن يصبح المرشحون، عندما يتولون سدة الرئاسة، أقل تطرفاً مما هم عليه في حملاتهم، ولكن حتى لو فاز مرشحَا اليمين واليسار المتطرفين، لا نعرف يقيناً ما إذا كانا سينجحان في تطبيق برامجهما، فمن غير المحتمل أن يتمتعا بالأكثرية البرلمانية، ولا بد من أن نشير إلى أن هذا ينطبق أيضاً على ماكرون، الذي يُعتبر حزبه "إلى الأمام" حديث العهد. إذن مازال المنحى الذي ستتخذه التطورات في فرنسا غامضاً، مما يعني أن الأسواق ستشهد الكثير من التقلب.