محمد المنصور: من أمسك قيادة الفن أخيراً أخطأ كثيراً
«الكويت للمونودراما» عقد لقاء مفتوحاً معه بمشاركة القطامي والعبدالله
كشف الفنان محمد المنصور الحقيقة، وأشار إلى مواطن الخلل في الفترة الراهنة، التي تتمثل فيمن حمل راية الفن برسالة منقوصة.
عقد مهرجان الكويت الدولي للمونودراما بدورته الرابعة لقاءً مفتوحاً مع شخصية المهرجان المكرمة الفنان القدير محمد المنصور، في قاعة المؤتمرات بمسرح الدسمة، أمس الأول، شارك فيه الفنان أحمد القطامي والإعلامي محبوب العبدالله، وأدار اللقاء الصحافي مفرح الشمري.استهل الفنان الكبير محمد المنصور حديثه بالكلام عن طفولته قائلاً: "أمضيت مرحلة الطفولة متنقلاً ما بين منطقة شرق، وهي محل سكن أهلي، ومنطقة القبلة حيث يقطن خوالي". وتابع: "حياتي مليئة بالفن والعطاء ومسيرة حب وشغف لجمهوري الحبيب، كما تعودت وتعود أن يتلقى مني كل ما هو جميل وفكر وثقافة، لكي نبني وطناً جميلاً اسمه الكويت، بدأت مشواري المسرحي عام 1963، وحتى يشاهد المتلقي أي فنان يقدم عملاً أو يكون على مستوى الفن الأصيل، يجب أن يختبر اختبارا حقيقيا بالمسرح. مع احترامي وتقديري لكل الفنانين الذين أتوا في الآونة الأخيرة، فإن جلهم أو أغلبهم لم يعتلوا خشبة المسرح، ولم يفهموا قيمة هذه الخشبة".
واستطرد: "أما نحن فقد عصرنا تماما، ونحمد الله أننا أتينا في جيل بعد الرواد، لأننا تسلمنا منهم الرسالة الصحيحة، أما من جاء بعدنا فلم يأخذوا الرسالة بكامل الصحة، بل جزء منها... إنها الحقيقة". وأضاف: "عشت ومن معي عبر هذا الزمن الجميل 54 سنة من العطاء، وبإذن سنقدم المزيد مادام هناك فن وثقافة وأناس يتفهمون ويقدرون الأعمال الفنية، ونحن أصحاب رسالة، والفنان يعتبر كالقائد، فغلطة المهندس تقع على الأرض، وغلطة الطبيب تدفن في الأرض، ولكن غلطة القائد تمشي على الأرض، فكثير من أمسكوا هذه المسيرة أو القيادة أخيراً أخطأوا أخطاءً كثيرة".وتابع: "قدمت أعمالاً تجاوزت 60 عملاً، سواءً كانت مسرحية أو تلفزيونية أو سينمائية، جلها تعتمد على الثقافة والفن، إضافة إلى الفكاهة، وأعتز كثيرا بمسرحيات (ضاع الديك) و(حفلة على الخازوق) و(علي جناح التبريزي وتابعه قفه)، وكان معي فيها كوكبة من النجوم، عرضت في مهرجان دمشق المسرحي وحصدت نجاحاً كبيراً، وبعد العرض لقد حملني الكثير من الفنانين السوريين الذين أصحبوا نجوماً الآن من بينهم رشيد عساف، على أكتافهم من المسرح إلى الفندق، مرددين أهازيخ وأغنيات المسرحية، وفي اليوم الثاني أمرت الحكومة السورية بأن تقلنا طائرة خاصة من دمشق إلى حلب كي نعرضها هناك".ومضى بالقول عن عرض حلب: "قدمنا العرض في صالة سينمائية، والكواليس ضيقة، وحتى ننتقل من كالوس إلى آخر كان علينا أن نخرج من الباب إلى لفة الشارع، ثم ندخل من باب الكالوس الثاني للمسرح، أجرينا البروفة عصراً وخرجنا إلى الشارع، وفي المساء قدما العرض وكان الجمهور مسروراً، وأثناء العرض خرجنا إلى الشارع كي ندخل إلى الكالوس الثاني، وفوجئت أنا والراحل فرحان العربيد بالدكاكين المفتوحة، وإذا ببائع الكنافة يرانا بملابس العرض ومعنا السيوف يقول (أبو غسان تعا لك شو ألف ليلة وليلة هون)، فعزمنا على الكنافة، ودخلنا المسرح ونحن نتناولها، إنها أجواء جميلة سعدنا بها".بدوره، قال الفنان أحمد القطامي: "عرفت المنصور منذ الصغر، كنا نلعب معا في فريج سعود في القبلة (مقابل مدرسة القبلة للبنات)، وفي الستينيات وصلنا إلى المرحلة المتوسطة واشتركنا في الحركة التربوية الكشفية، التي أظهرت الكثير من المواهب، منها كنعان حمد وجوهر سالم ومحمد الويس. وفي عام 1965 التحقنا بقسم التربية الموسيقية بمعهد المعلمين، وتخرجنا عام 1969، وتذوقنا الأعمال الموسيقية غير المتوفرة لدينا من د. صالح حمدان، وقد رشحنا مدير الوسائل التعليمية الراحل عبدالمحسن الرشيد البدر للإخراج للتلفزيون التعليمي، فدرسنا الإخراج في لندن. كما انتسبنا إلى فرقة مسرح الخليج العربي.من جهته، قدم الإعلامي محبوب العبدالله سرداً تاريخياً لأعمال الفنان محمد المنصور المسرحية والسينمائية والتلفزيونية.