أكدت السلطات الأفغانية أمس أن أكبر قنبلة غير نووية ألقتها الولايات المتحدة في أفغانستان أدت إلى مقتل 36 مسلحاً على الأقل من تنظيم "داعش"، وتدمير شبكة أنفاق عميقة للجهاديين في إقليم آشين بولاية ننغرهار (شرق)، إلا أن داعش نفى مقتل أي من عناصره.

وكانت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أعلنت أن الجيش الأميركي ألقى "قنبلة العصف الهوائي الجسيم" من طراز "جي بي يو-43/بي" المعروفة باسم "أم القنابل" على شبكة انفاق تابعة لـ"داعش" في أفغانستان، في عملية وصفها الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأنها "ناجحة جداً".

Ad

وأوضح الضابط أحمد جويد سليم الناطق باسم القوات الخاصة الأفغانية في ننغرهار أنه لم يبق سوى عائلة واحدة في المنطقة المستهدفة ماماند دارا، وقال: "تلقينا الأمر بنقلهم عدة كيلومترات (...) عائلة المدنيين بأمان الآن".

وأضاف أنه بسبب الإنفاق والخنادق "من شبه المستحيل التقدم في هذه المنطقة"، مشيراً إلى أن القوات البرية التي علقت في كمين منيت بخسائر. وأكد أن "قواتنا تتقدم الان في الوادي ولا تواجه مقاومة حاليا".

وصرح إسماعيل شنواري حاكم منطقة أشين، حيث تم إسقاط القنبلة، "هذا أكبر انفجار رأيته. غطت ألسنة لهب عالية جدا المكان".

وذكر مصدر قريب من المتمردين الأفغان أن "سكاناً شعروا بالأرض تهتز تحت اقدامهم كأنه زلزال"، موضحاً أن بعضهم أغمي عليه من قوة الانفجار. وتابع أن "عدداً من السكان بدأوا يغادرون المكان خوفاً من عمليات قصف جديدة".

وأضاف أن عدد عناصر "داعش" المختبئين في المنطقة يتراوح بين 800 و1000.

وفي معبر تورخام الحدودي بين باكستان وأفغانستان، الذي يبعد نحو عشرة كيلومترات عن المكان الذي قصف، لم تسجل أي حركة غير عادية.

ودان ناطق باسم "طالبان" ذبيح الله مجاهد في بيان الأميركيين الذين "يستخدمون أفغانستان مختبرا لتجاربهم"، مؤكداً أن القضاء على داعش "يقع على عاتق الأفغان".

وننغرهار ولاية حدودية مع باكستان، وفيها ظهَرَ للمرة الأولى عام 2015 "داعش" في أفغانستان، بعدما كان أعلن "الخلافة" في سورية والعراق عام 2014.

وقال قائد القوات الأميركية في أفغانستان أمس إن قراره استخدام واحدة من أكبر القنابل التقليدية جاء بالتنسيق مع مسؤولين في واشنطن، وإنه قرار تكتيكي محض.

وذكر الجنرال جون نيكلسون للصحافيين في مؤتمر صحافي في كابول "كان هذا هو السلاح الصحيح للهدف الصحيح".

جاء الهجوم في حين أرسل الرئيس الأميركي دونالد ترامب وفدا رفيع المستوى إلى كابول، وسط حالة تشكك بشأن خططه إزاء نحو تسعة آلاف جندي أميركي مرابطين في أفغانستان.

كما جاء عشية اجتماع استضافته روسيا أمس لإجراء محادثات بمشاركة عشر دول بشأن إمكانات التعاون الأمني في أفغانستان ضد "داعش"، خصوصا أن واشنطن رفضت حضوره رغم توجيه الدعوة لها.

وسيتطرق اللقاء إلى محادثات سلام جديدة مع حركة "طالبان". ودافع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين،أمس ، عن الاتصالات الروسية بـ"طالبان"، وقال: "هناك بالطبع الكثير من العناصر الأصولية في هذه المنظمة، لكن روسيا تتعاون مع جميع القوى في أفغانستان للتمهيد للعملية السلمية".

ولوّح بوتين بالتدخل عسكرياً في أفغانستان، وقال: "آمل كثيرا ألا نضطر إلى استخدام قواتنا أبداً (في أفغانستان) خاصة وحداتنا... في طاجكستان". وتحتفظ روسيا منذ أكثر من عشر سنوات بقاعدة عسكرية في طاجكستان، إحدى الدول المجاورة لأفغانستان.