* هل هناك تصعيد سوداني في قضية حلايب وشلاتين؟

Ad

- قضية مثلث «حلايب وشلاتين» أثيرت من قبل الجانب المصري من خلال الإجراءات الأحادية والمتوالية والمتواترة والمعلنة من خلال ذهاب الوزراء إلى حلايب وشلاتين وإجراء الانتخابات فيها وتركيز الإعلام على تلك الدائرة وكأنها الدائرة الوحيدة، التي تجري فيها الانتخابات سواء البرلمانية أو الرئاسية. بالطبع لا يمكن للسودان تجاهل هذا الوضع، ونحن نطالب بحلايب وشلاتين منذ خمسينيات القرن الماضي، ومن يطرح هذه القضية هو الطرف المصري، ونحن نعتبر حلايب وشلاتين أرضا سودانية محتلة من قبل مصر، وهذا نزاع قديم بين البلدين ولا يثيره الرئيس عمر البشير لأجل كسب أصوات لزيادة شعبيته، وكان هناك اتفاق بين الرئيسين المصري والسوداني لتجنب هذه القضية والمضي قدماً في التعاون المشترك بين البلدين. والسودان سيوجه الدعوة في كل المباحثات إلى ضرورة التوجه بصدق لمناقشة هذا الموضوع وإيجاد حل له في إطار العلاقات الأخوية بين البلدين من خلال الحوار المباشر، وإلا من الممكن الاحتكام إلى القانون الدولي لفض النزاع.

* قرار فرض تأشيرة على دخول المصريين إلى السودان هل جاء من منطلق سياسي أم نوع من المعاملة بالمثل بين البلدين؟

- فرض التأشيرة جاء بالتنسيق مع الجانب المصري، والسودان لا يستهدف مصر بأي إجراء سياسي، سواء كان قراراً تنظيمياً أو إجرائياً، بل جاء قرار فرض التأشيرة بهدف منع العناصر غير المرغوب فيها من دخول السودان.

*هل المقصود بالعناصر غير المرغوب فيها المنتمين لجماعة «الإخوان» الذين تسللوا إلى السودان بعد ثورة 30 يونيو 2013؟

- لا نقصد بهذا المصطلح فصيلاً سياسياً بعينه، وكما قلت هذا القرار جاء بالتنسيق مع السلطات المصرية، والسودان لن يسمح باستهداف مصر من داخل أراضيه مطلقاً.

* لكن ما تعليقك على عدم رد الحكومة السودانية بشأن ما تردد عن تسلل تلك العناصر إلى السودان بعد «30 يونيو»؟

- العناصر غير المرغوب فيها سواء كانت تابعة لجماعة «الإخوان» أو غيرها أمر ستتم مناقشته في إطار العلاقات والأطر الدبلوماسية، التي تربط بين البلدين، وهناك قنوات شرعية بين القاهرة والخرطوم تناقش القضايا ذات الطابع الأمني، والسودان لن يسمح مطلقاً بأي نوع من الأنشطة المعادية لمصر، من منطلق أن الأمن السوداني لا يتجزأ عن الأمن القومي المصري، ونحن قدمنا للسلطات المصرية قوائم بعدد من العناصر السودانية، التي تشكل خطراً على الأمن القومي السوداني، وهي تتحرك في مصر بسهولة وتقيم مؤتمرات ضد الحكومة السودانية.

* الرئيس البشير قال خلال زيارته الأخيرة إلى إثيوبيا إن «أمن إثيوبيا جزء من أمن السودان».. أليس هذا الكلام موجهاً إلى مصر في ظل التوتر بين القاهرة وأديس أبابا بسبب ملف «سد النهضة»؟

- ليس بالضرورة أن يكون موجهاً إلى مصر، خصوصاً أن الرئيس البشير قال مثله عن مصر، وتحرك السودان في محيطه الإقليمي لتأمين علاقات الجوار أمر طبيعي ويحدث مع إثيوبيا وغيرها من دول الجوار، فلن يدخل السودان في مواجهة مع مصر بسبب سد النهضة، ولن يدخل في مواجهات مع مصر بسبب مياه أو أراضٍ، السياسة السودانية الخارجية تقوم على «حسن الجوار» ولذا سعى السودان إلى تقريب وجهات النظر بين مصر وإثيوبيا، كما فعل في الاجتماع، الذي أفضى إلى «وثيقة الخرطوم» بشأن سد النهضة وأسس لتعاون ثلاثي بين الدول، والسودان في هذا الشأن ينحاز لمصلحته، وهو طرف أصيل في الموضوع، ومع ذلك السودان ملتزم بألا يقع أي ضرر من قيام هذا السد على مصر، ونحن ننتظر عمل المكاتب الاستشارية باعتباره عملاً مكملاً لبناء السد.