بينما يتصاعد التوتر في شبه الجزيرة الكورية، التي أرسلت إليها واشنطن مجموعة بحرية هجومية، وهددت برد شديد على برنامج كوريا الشمالي النووي والبالستي، حذر نظام بيونغ يانع أمس من أنه على استعداد للرد بالسلاح النووي على أي هجوم مماثل قد يستهدفه، ونظم عرضا عسكريا هائلا لإظهار قوته عرض خلاله صواريخ بالستية.

Ad

عرض بحضور الزعيم

وبمناسبة الذكرى الـ105 لولادة كيم إيل سونغ مؤسس جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية، وحضور الزعيم الحالي كيم جونغ-اون، مر عشرات الآلاف من الجنود من قوات البر والبحر والجو أمام مئات الجنرالات في بيونغ يانغ. وكانوا قد انتظروا لساعات قبل ذلك في مئات الشاحنات التي اصطفت على ضفاف نهر تايدونغ الذي يعبر العاصمة الكورية الشمالية.

وبعد الجنود المشاة، عرضت دبابات ثم 56 صاروخا من عشرة أنواع مختلفة وضعت على آلية مقطورة.

عابرة للقارات

وعرض التلفزيون الحكومي مشاهد لصواريخ من طراز بوكوك سونغ –2 البالستية التي تطلق من غواصات على شاحنات في انتظار عرضها أمام الزعيم. ويعتقد أن من بين الصواريخ المعروضة نوع يصل مداه إلى 1000 كيلومتر.

لكن جيش كوريا الجنوبية شكك في أن تكون مثل هذه الصواريخ جديدة كما يقول الشماليون.

وقال خبراء عسكريون، إن بعض الصواريخ التي عرضت أمس، تبدو أطول من الصواريخ الكورية الشمالية الموجودة «كي ان-08» و«كي ان-14».

رد نووي

وأعلن المسؤول الثاني في النظام الكوري الشمالي قبل بدء العرض العسكري الضخم الذي نظم أن بلاده «مستعدة للرد على حرب شاملة بحرب شاملة».

وقال تشوي ريونغ-هاي خلال حفل يسبق هذا العرض العسكري، بمناسبة الذكرى السنوية الخامسة بعد المئة لولادة مؤسس كوريا الشمالية كيم ايل سونغ «نحن مستعدون للرد على أيّ هجوم نووي بهجوم نووي على طريقنا».

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب تعهد الخميس بـ«معالجة مشكلة» كوريا الشمالية قبل أن يعلن إرسال حاملة الطائرات «كارل فينسون»، إضافة إلى أسطول جوي بحري مرافق لها إلى شبه الجزيرة الكورية، ثم تحدث عن «أسطول» يضم غواصات.

ويرجح العديد من المراقبين أن تغتنم كوريا الشمالية التي يثير برنامجها النووي توترا دوليا متزايدا، هذه الذكرى لتقوم بعد غد الثلاثاء بإطلاق صاروخ بالستي جديد، أو ربما القيام بتجربتها النووية السادسة، وهما عمليتان محظورتان عليها من الأسرة الدولية.

وفي رد على تصريحات وخطوة ترامب وتلويح مسؤول أميركي برد عسكري، أكد الجيش الكوري الشمالي، أمس الأول، ان القواعد الاميركية في كوريا الجنوبية و«مقرات الشر» مثل قصر الرئاسة في سيول «ستدمر خلال دقائق» إذا اندلعت حرب، مهددا بتدمير أميركا بلا رحمة.

وتدعو بكين منذ عدة أسابيع إلى حل يقوم على «التعليق مقابل التعليق»، أي أن توقف بيونغ يانغ أنشطتها النووية والبالستية، فيما توقف واشنطن مناوراتها العسكرية المشتركة مع كوريا الجنوبية، وهي تدريبات سنوية يعتبرها الشمال استفزازا.

وترفض الولايات المتحدة الخطة الصينية، لكن الصين تعتبرها «الخيار الوحيد الذي يمكن تطبيقه»، وتتحدى واشنطن أن تقدم «عرضا أفضل». ووجهت صحيفة «غلوبال تايمز»، التي تلتزم بالخط التحريري للصحيفة الرسمية للحزب الشيوعي الصيني، تحذيرا واضحا لكوريا الشمالية، محذرة نظام بيونغ يانغ في افتتاحية من «ارتكاب خطأ هذه المرة».

وتؤكد بيونغ يانغ منذ انتهاء الحرب الكورية (1950-1953) أنها بحاجة إلى السلاح النووي لحماية نفسها من اجتياح أميركي محتمل.