هجوم إرهابي يستهدف مدنيي الفوعة وكفريا ومقتل العشرات

• انتحاري يفجر شاحنته في الحافلات الواقفة بمحطة الراشدين
• «البلدات الأربع» في مهب الريح

نشر في 15-04-2017
آخر تحديث 15-04-2017 | 21:30
قتل العشرات، أغلبيتهم من المدنيين الخارجين من بلدتي الفوعة وكفريا الشيعيتين في ريف إدلب، عندما فجر انتحاري إرهابي نفسه في حافلاتهم المتوقفة في حلب، مما وضع اتفاق البلدات الأربع في مهب الريح.
قتل العشرات، أغلبيتهم من المدنيين الخارجين من بلدتي الفوعة وكفريا المحاصرتين من فصائل معارضة لنظام الرئيس بشار الأسد وفق اتفاق البلدات الأربع، القاضي بخروج أهالي القريتين الشيعيتين الواقعتين في ريف إدلب مقابل خروج مدنيين من بلدتي مضايا والزبداني المحاصرتين من قوات النظام وحلفائه في ريف دمشق.

وبحسب التقارير، قتل أكثر من 65 شخصاً وأصيب العشرات في التفجير الانتحاري الذي استهدف حافلاتهم التي كانت مركونة بمحطة الراشدين في حلب. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبدالرحمن، إن التفجير نفذه انتحاري كان يقود شاحنة صغيرة تقل مواد غذائية. واستهدف التفجير حافلات تقل خمسة آلاف شخص تم إجلاؤهم أمس الأول من البلدتين الشيعيتين المواليتين للنظام في محافظة إدلب (شمال غرب).

ونشرت أشرطة مصورة أظهرت جثثا متفحمة وأطفالا مرميين على الأرض وسط بقع كبيرة من الدماء وحافلات محترقة تماما. كما أظهرت أيضا حالة من الهلع والخوف بين الناجين من أهالي الفوعة وكفريا الذين ظنوا أنهم تجاوزوا الخطر بخروجهم من البلدتين المحاصرتين اللتين تشهدان معارك وتتعرضان لقصف بشكل دوري.

وكانت 75 حافلة و20 سيارة إسعاف تقل اهالي الفوعة وكفريا تنتظر منذ أكثر من 30 ساعة في منطقة الراشدين ليسمح لها بإكمال طريقها الى مدينة حلب.

وجرى أمس الأول إجلاء 5000 شخص بينهم 1300 مقاتل موال للنظام من بلدتي الفوعة وكفريا الشيعيتين، و2200 ضمنهم نحو 400 مقاتل معارض من بلدتي مضايا والزبداني قرب دمشق، في إطار اتفاق بين الحكومة السورية والفصائل المعارضة برعاية إيران أبرز حلفاء دمشق وقطر الداعمة للمعارضة.

وكان من المفترض أن تتوجه قافلات الفوعة وكفريا الى مدينة حلب ومنها الى محافظات تسيطر عليها قوات النظام، على أن تذهب حافلات مضايا والزبداني الى محافظة ادلب، ابرز معاقل الفصائل المعارضة والجهادية. لكن بعد أكثر من 30 ساعة على وصولها الى منطقة الراشدين، لا تزال قوافل الفوعة وكفريا تنتظر في مكانها.

كما تنتظر حافلات مضايا والزبداني منذ أكثر من 15 ساعة في منطقة الراموسة التي تسيطر عليها قوات النظام غرب حلب ايضا. وبحسب المرصد السوري ومصدر في الفصائل فإن هذا الانتظار ناتج عن خلاف حول عدد الذين تم إجلاؤهم من الفوعة وكفريا.

ومن المفترض بموجب الاتفاق ان يتم على مرحلتين اجلاء جميع سكان الفوعة وكفريا الذين يقدر عددهم بـ16 ألف شخص، مقابل خروج من يرغب من سكان مضايا والزبداني.

وتمت عملية الإجلاء وسط حالة من الحزن والخوف من المجهول سيطرت على هؤلاء الذين تركوا بلداتهم.

وأثناء انتظاره إلى جانب الآلاف في منطقة الراشدين، قال الطبيب البيطري جمال نايف من بلدة الفوعة لفرانس برس: «انه شعور مرعب ان تقتلع من جذورك وتخرج الى ارض غير ارضك، وتذهب للعيش في الغربة». وحذرت المعارضة السورية من أعمال انتقامية بحق الخارجين من مضايا والزبداني بعد هجوم الراشدين، واتهمت النظام بالقيام بالتفجير.

موسكو والدوحة

في سياق آخر، طالبت روسيا وقطر أمس بإجراء تحقيق «موضوعي ونزيه» في حادث استخدام الأسلحة الكيماوية الذي وقع في مدينة خان شيخون السورية في الرابع من أبريل الجاري وخلف العشرات من القتلى والمصابين.

وأكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال مؤتمر صحافي عقد في ختام مباحثات أجراها مع نظيره القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني إصرار بلاده على ضرورة اجراء تحقيق «نزيه ومحايد» في حادث استخدام المواد السامة.

من جانبه، أكد وزير الخارجية القطري ضرورة محاسبة المسؤولين عن الهجوم الكيماوي في خان شيخون، قائلا ان «التراخي في هذه القضية سيشجع على تكرار حوادث استخدام المواد السامة».

وعزا الدور القطري في اتفاق البلدات الاربع الى «دوافع انسانية بحتة»، رافضا ان يكون للأمر اي صلة بالتغيير الديموغرافي. وأكد الشيخ محمد بن عبدالرحمن في هذا الجانب أن قطر «لا تتعامل مع الناس على أساس انتماءاتهم الطائفية، بل تسعى إلى تخفيف المعاناة عن المحاصرين».

إلى ذلك، باتت «قوات سورية الديمقراطية» (قسد) المدعومة من واشنطن أمس على ابواب مدينة الطبقة في اطار الحملة العسكرية الواسعة التي تخوضها منذ اشهر لطرد تنظيم «داعش» من الرقة، معقله الابرز في سورية. ومن شأن السيطرة على مدينة الطبقة، التي تعد أحد معاقل «داعش» ومقرا سابقا لأبرز قادته، ان تشكل خسارة فادحة للجهاديين.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبدالرحمن «قسد باتت على بعد مئات الامتار من مدينة الطبقة بعدما تقدمت ليلا وسيطرت على ضاحية الاسكندرية جنوب شرق المدينة، وضاحية عايد الصغير الى جنوب الغرب منها.

ويدعم التحالف الدولي بقيادة واشنطن بالغارات والمستشارين «قسد» (تحالف فصائل عربية وكردية) في عملياتها العسكرية. وأكد مصدر عسكري سيطرة «قسد» على الضاحيتين في اطار عملية عسكرية بدأت مساء أمس الأول.

هل يرسل ترامب 50 ألف جندي إلى سورية والعراق؟

تحدثت وكالة بلومبيرغ نيوز الأميركية عن نقاشات داخل البيت الأبيض تتعلق بإمكانية إرسال 50 ألف جندي إلى سورية لقتال تنظيم «داعش» في الرقة، وكذلك الاستعداد لمعركة ما بعد الموصل في العراق.

وبحسب الوكالة، فإن «مستشار الأمن القومي ماكماستر يدفع باتجاه زيادة القوات الأميركية في سورية لقتال تنظيم داعش، وهو المقترح الذي مازال يقابل بكثير من التحفظ والتردد من الأغلبية في إدارة الرئيس دونالد ترامب».

ونقلت «بلومبيرغ نيوز» عن جاك كين، الجنرال العسكري المتقاعد أن ماكماستر يفضل البدء بعملية عسكرية في الجنوب الشرقي على طول وادي الفرات، وإنشاء قاعدة عمليات أميركية، والعمل مع الشركاء في التحالف السني، الذين قدموا عروضاً متكررة لمساعدة واشنطن في مواجهة النظام السوري وكذلك تنظيم داعش.

ويقول كين إن «القوات الاميركية ستكون في البداية، وفقاً لخطة مستشار الأمن القومي، بحدود 10 آلاف مقاتل، إضافة إلى إمكانية توفير قوات عربية من الحلفاء في المنطقة».

المعارضة تحذر من أعمال انتقامية بحق الخارجين من مضايا والزبداني
back to top