يتخوف العديد من المحللين والدبلوماسيين من أن يؤدي فوز مرشح المحافظين إبراهيم رئيسي بالانتخابات الرئاسية الايرانية الشهر المقبل الى إضعاف سياسة الانفتاح التي انجزها الرئيس الحالي حسن روحاني، ويبدو أن رئيسي بات في أفضل موقع لتمثيل معسكر المحافظين في وجه الرئيس المعتدل روحاني الذي يسعى للفوز بولاية ثانية.

ويعتبر بعض المحللين أن رئيسي مقرب جدا من المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، ما يعني أن سياسته سيطغى عليها الارتياب إزاء الغرب، لكنه من غير المتوقع أن يعيد النظر بالاتفاق النووي التاريخي مع القوى الكبرى الذي وقع عام 2015، بمباركة من خامنئي.

Ad

وقال المحلل الإيراني في مجموعة الأزمات الدولية علي فائز عن رئيسي: «ليست لديه خبرة في السياسة الخارجية، لذلك من المتوقع خلال الفترة الأولى على الأقل أن يواصل سياسة دعم الاتفاق النووي ولوم الولايات المتحدة على اي خلل في تنفيذه».

وينتمي رئيسي بشكل كامل الى المعسكر المحافظ في ايران، وهو عمل كمدع عام لسنوات طويلة في عدد من مناطق البلاد، ويعمل اليوم مدعيا في الأمور المتعلقة بمخالفات يرتكبها رجال الدين.

ومن غير المرجح أن يعمد الى تليين القيود الاجتماعية، او ان يطلق سراح الشخصيات التي عارضت إعادة انتخاب الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد عام 2009، والذين لا يزالون قيد الإقامة الجبرية منذ نحو 6 سنوات، ويصفهم المحافظون بأنهم «زعماء الفتنة».

وقال رئيسي، في تصريح صحافي يعود الى عام 2014، «على الذين يتعاطفون مع زعماء الفتنة أن يفهموا أن الأمة الإيرانية العظيمة لن تصفح أبدا عما قاموا به».

وما يؤكد قربه من المرشد الأعلى أن الأخير عينه عام 2016 سادن العتبة الرضوية المقدسة، وهي مؤسسة مقرها في مشهد، حيث يوجد ضريح الامام الرضا ثامن الائمة المعصومين.

ويزور ضريح الإمام الرضا سنويا نحو 20 مليون شخص، وباتت العتبة الرضوية المقدسة مؤسسة تملك العديد من شركات البناء ومصانع وأراض زراعية وممتلكات في كل أنحاء البلاد.

وبدأت وسائل الإعلام تلقبه بآية الله منذ فترة، وهي رتبة دينية شيعية عالية، كما انه عضو رئاسة مجلس الخبراء المكلف تسمية المرشد الاعلى واقالته في حال دعت الحاجة. ويعتبر البعض أن رئيسي يطمح لخلافة خامنئي.

ويتساءل المحللون: لماذا قدم رئيسي ترشيحه لرئاسة البلاد اذا كان يطمح لتسلم منصب المرشد الاعلى يوما؟

في هذا الصدد، قال دبلوماسي غربي، رافضا الكشف عن اسمه، «في حال خسر الانتخابات سيتلقى ضربة قوية ما يشكل مجازفة كبيرة من قبله، كما ان جميع الرؤساء في مراحل معينة تعرضوا لانتقادات من قبل المرشد الاعلى».

إلا أن رئاسة البلاد يمكن أيضا ان تعطيه دفعا لتسلم المنصب الأعلى، كما حصل مع علي خامنئي الذي أصبح المرشد الأعلى عام 1989 بعد توليه الرئاسة.

وحاول رئيسي التمايز عن كل التشكيلات السياسية عندما قال إنه «مرشح جميع الإيرانيين، وان حكومته ستكون حكومة العمل والكرامة»، كما شدد على ضرورة الاهتمام بالطبقات المحرومة، خصوصا عبر استحداث وظائف في الوقت الذي وصلت نسبة البطالة الى 12.4 في المئة من السكان.

وقال العضو في الحزب المحافظ «الائتلاف الاسلامي» حامد طرقي إن «رئيسي يعيش حياة متواضعة، ويهتم بالفقراء والطبقات المحرومة بخلاف روحاني الذي يبدو ارستقراطيا مقارنة به»، لكن معارضي رئيسي ينتقدون انعدام خبرته في الحكم. وقال الإصلاحي سعيد ليلاظ «حتى محمود أحمدي نجاد كانت لديه خبرة أكثر منه عند تسلمه السلطة».

إلى ذلك، قتل 35 شخصا على الأقل، واعتبر ثمانية آخرون في عداد المفقودين، نتيجة فيضانات نجمت عن أمطار غزيرة سقطت بعد ظهر الجمعة في 4 محافظات بشمال غرب ايران، كما جاء في حصيلة جديدة قدمها مسؤول ايراني أمس.

وقال رئيس هيئة ادارة الأزمات في البلاد إسماعيل نجار إن «35 شخصا قتلوا في الفيضانات في 4 محافظات» بشمال غرب ايران، موضحا ان ثمانية اشخاص لا يزالون مفقودين.

واشارت حصيلة سابقة الى مقتل 25 شخصا على الاقل، وفقدان 16 آخرين في الفيضانات، واكثر بلدتين متضررتين هما اجابشير وآذرشهر في محافظة اذربيجان الشرقية.