«استدارة» ترامب تريحه من ضغوط الداخل
ماتيس يبدأ جولة في المنطقة وملف طهران الأبرز
لا تزال الاستدارة الأخيرة لإدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في السياسة الخارجية تثير النقاش والتساؤلات عن أسبابها وتداعياتها المحتملة على الصعيدين الداخلي والخارجي.وتشير بعض التعليقات الأميركية الجادة، وكذلك مواقف بعض المسؤولين من الحزبين الديمقراطي والجمهوري، إلى احتمال أن تكون تلك التغييرات الجذرية التي طرأت على مواقف ترامب من سورية إلى روسيا والصين وحلف «الناتو» وأفغانستان وكوريا الشمالية، نتيجة للحرج الكبير والضغوط التي قد يكون تعرض لها، بسبب كشف خيوط مهمة في ملف علاقة بعض المقربين منه بروسيا خلال حملته الانتخابية العام الماضي. ووسط حديثٍ عن تلقي الاستخبارات الأميركية ملفات تؤكد تورط مقربين من ترامب في العلاقة مع موسكو، تزايد الحديث عن احتمال من اثنين؛ إما الاتفاق مع ترامب على تجاوز تلك الملفات لمصلحة العودة إلى مربع السياسة الأميركية التقليدية، وبالتالي التفاهم مع المؤسسة السياسية وطي صفحة الحديث عن التخلص من «الحكومة»، أو مواجهة تبعات كشف تلك الملفات، الأمر الذي سيعرض رئاسته للخطر.
في المقابل، تتحدث بعض الأوساط عن عودة ترامب إلى مسقط رأسه السياسي، بعدما لمس استحالة الحكم في معزل عن التعاون مع المؤسسة السياسية وعن مبادئ السياسة الدولية. وفي السياق، تشير تلك الأوساط إلى أن تصاعد دور «العسكر» في تقرير العديد من الخطوات السياسية التي اتخذها ترامب أخيراً، لا يتعارض مع تقاليد «البنتاغون»، ويعيد الاعتبار إلى موقع الولايات المتحدة ودورها القيادي في العالم.وتقول تلك الأوساط، إنه لا يمكن التعامل مع واشنطن كطرف تابع أو تجاوزها، لكن يمكن تجاوز الآخرين، ولو لم يكن بالإمكان استبعادهم.هكذا فُسرت الرسائل الصاروخية التي أطلقتها إدارة ترامب خلال الأيام العشرة الماضية، والمرجح أن تتوالى في الأيام المقبلة ما لم تعمد الصين إلى تسوية تضمن إعادة ضبط وتأديب المشاغب الكوري.فاستعراض القوة الأميركي المتواصل مع الإعلان عن إرسال قوة قتالية بحرية كبيرة إلى بحر الصين، وإرسال طائرات «إف 35»، الأكثر تطوراً في العالم إلى أوروبا في «مهمة تدريبية»، تمثل رسالة مزدوجة لكل من روسيا والصين على ملعب السياسة الدولية.إلى ذلك، يبدأ وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس، غداً جولة في الشرق الأوسط تتضمن السعودية وقطر وجيبوتي وإسرائيل ومصر في ظل تأكيد أوساط أميركية مطلعة أن ملف طهران من العراق إلى اليمن بات مفتوحاً، مع تجديد الحديث عن تلاعب روسيا وإيران بالوضع الأفغاني واتهامهما بتقديم الدعم لعناصر طالبان!