تجمع آلاف المتظاهرين في مدن عدة بأنحاء الولايات المتحدة، أمس الأول، للضغط على الرئيس الأميركي دونالد ترامب للكشف عن سجلاته الضريبية، في تحرك رفضه مرارا، يهدف إلى الحفاظ على الشفافية.

من جهته، ردّ ترامب أمس، عبر منصته المفضلة «تويتر»، وتساءل عن توقيت استحضار قضية الضرائب، في حين حقق فوزاً سهلاً كان يبدو شبه مستحيلاً للحزب الجمهوري في المجامع الانتخابية.

Ad

وكتب، في تغريدة أخرى، «يجب على كل أحد أن يتحقق بقضية التجمعات الصغيرة، التي دفع لها أمس. الانتخابات انتهت»، مضيفاً: «جيشنا ينمو بسرعة وأقوى من أي وقت مضى. بصراحة، ليس لدينا خيار آخر».

وبدأت التظاهرات بتجمع حاشد في حديقة برينت بارك بمانهاتن، ثم توجه المتظاهرون الى برج ترامب، حيث يسكن الرئيس مع عائلته، رافعين لافتات تطالبه بالكشف عن دخله وضرائبه للشعب، وعدم الاستمرار في ما أسموه بـ "الكذب والتضليل".

وأدت التظاهرات التي تتزامن مع تاريخ 15 أبريل، المهلة المحددة سنويا للأميركيين ليدفعوا الضرائب المترتبة عليهم، إلى اعتقال العشرات.

وأكد منظمو التظاهرات التي سميت بـ "مسيرة الضريبة" على موقعهم الالكتروني: "لن نعرف أبدا ما الذي يخبئه وما هي الجهة التي صممت سياساته لتنفيذ مصالحها حتى يقوم بذلك". وأضافوا: "نريد رئيسا يعمل لكل الأميركيين، ونظاما ضريبيا يقوم بذلك أيضا".

وعلى مر العقود، نشر رؤساء الولايات المتحدة ومرشحو الرئاسة الأميركية سجلاتهم بشكل طوعي، رغم عدم إلزامهم قانونيا بذلك. ويفرض القانون عليهم نشر بيان مالي يقدر الأصول بما فيها الديون والعائدات.

وكان قطب العقارات الملياردير أصدر بيانا ماليا، إلا أنه لم يفصح عن سجلاته الضريبية خلال الحملة الانتخابية، ولا حتى منذ تسلمه سدة الحكم في يناير.

كما انطلقت تظاهرات شارك فيها الآلاف في مناطق أخرى بينها بوسطن وفيلادلفيا وسياتل وسان فرانسيسكو ولوس أنجليس.

وبرر ترامب رفضه نشر السجلات الضريبية عبر الإشارة إلى أنه يتم التدقيق فيها. إلا أن السلطات الضريبية الفدرالية تؤكد أن ذلك لا يمنع نشر الوثائق.

وكان ترامب قال مرارا إنه عرف كيف يستغل كل الثغرات الضريبية القانونية للحد من قيمة ما يسدده.

من جهته، قال السيناتور الديمقراطي رون وايدن أمام المتظاهرين إن "نشر السجلات الضريبية هو القاعدة الأخلاقية الأدنى بالنسبة الى أي رئيس، وسنصر على أن يقوم بتوضيحها". ولم يكن ترامب في واشنطن خلال التظاهرة، إذ انه يقضي عطلة نهاية الأسبوع في منزله الفخم في مارالاغو بفلوريدا، الذي تظاهر خارجه عدة مئات أمس الأول مرددين "ادفع ضرائبك!".

وفي كاليفورنيا، اعتقل 21 متظاهرا على الأقل بعدما اشتبك معارضو ترامب ومؤيدوه خلال مسيرة في بيركلي، ما دفع الشرطة إلى التدخل وإطلاق القنابل المسيلة للدموع أمس الأول. وقالت شرطة ولاية كاليفورنيا إنه جرى إلقاء القبض على عدد من الأشخص شاركوا في الشجار الذي وقع في "بارك مارتن لوثر كينغ" في بيركلي على خليج سان فرانسيسكو. وأغلق مؤيدون لترامب، الذين بلغ عددهم زهاء 200 شخص، كل الشوارع المؤدية إلى الحديقة لعرقلة التظاهرة.

وبالرغم من انتهاء السباق الرئاسي، كشفت وثائق فدرالية أن حملة إعادة ترامب جمعت هذا العام 13.2 مليون دولار. وذكرت وسائل إعلامية، أمس، أن ثلاث لجان تمكنت من جمع المبلغ الذي شكلت التبرعات عبر الإنترنت 80 في المئة من مجموعه حتى الآن.

وأعلنت اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري بداية الشهر الجاري أنها جمعت 41.3 مليون دولار خلال الفترة ذاتها، مشيرة إلى أن معظم التبرعات كانت عبارة عن مساهمات مالية قليلة من المتبرعين على الإنترنت.

ميدانيا، أعلنت القيادة العسكرية الأميركية لإفريقيا، ومقرها في ألمانيا أمس الأول، نشر بضع عشرات من الجنود في الصومال بطلب من سلطات مقديشو، لمساعدة القوات المحلية في التصدي للمتمردين الاسلاميين من تنظيم الشباب المتطرف.

وأوضحت متحدثة أن "هذه المهمة ليست على صلة بالتدريب على تكتيكات مكافحة الإرهاب" مشيرة الى أن الجنود الأميركيين "سيتولون عمليات مختلفة للتعاون او المساعدة في مجال الأمن في الصومال".

كما وصل رئيس مجلس الأمن القومي الجنرال هربرت ماكماستر، أمس، الى كابول بعد أربعة أيام على إلقاء "أم القنابل" غير نووية على مخابئ تنظيم "داعش" في شرق أفغانستان. وكتب ماكماستر على "تويتر" عند وصوله الى العاصمة الأفغانية "في كابول لإجراء محادثات مهمة جدا حول التعاون المتبادل".