يتنافس 11 مرشحا في الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية الفرنسية في 23 الجاري، في وقت لا يزال الغموض يلف النتائج في ظل العدد القياسي للناخبين المترددين.

وباستثناء مرشح اليمين فرانسوا فيون، تريد مارين لوبن النائبة الأوروبية، التي تترأس منذ 2011 حزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف الذي أسسه والدها، أن "تعيد فرنسا إلى فرنسا". وهي تراهن على الموجة التي أوصلت دونالد ترامب إلى البيت الأبيض وحملت البريطانيين على التصويت لمصلحة الخروج من الاتحاد الأوروبي، لتفوز بالرئاسة بناء على برنامجها المعادي للمهاجرين ولأوروبا وللعولمة.

Ad

أما المصرفي السابق إيمانويل ماكرون فقد كان غير معروف من الفرنسيين قبل انضمامه إلى الحكومة عام 2014 كوزير للاقتصاد، وانطلق في السباق إلى الرئاسة في نهاية أغسطس 2016 على رأس حركته "إلى الأمام!"، محددا موقعه في وسط الساحة السياسية الفرنسية.

وبعدما بقي رئيس الوزراء السابق في عهد نيكولا ساركوزي (2007-2012) فترة طويلة في الظل، أحدث مفاجأة بفوزه في الانتخابات التمهيدية لليمين، مستندا إلى مشروعه القاضي بمعالجة مشكلات البلاد بصورة جذرية وترميم هيبة السلطة ومكافحة جنوح الشباب والتعبئة ضد "التوتاليتارية الإسلامية".

وينشط هذا النائب عن باريس في السياسة منذ نحو أربعين عاما، وبنى حملته الانتخابية على التقشف والنزاهة، غير أنه بات في موقع ضعيف إثر فضيحة مسته بشأن وظائف وهمية استفادت منها عائلته، وأدت إلى توجيه التهمة إليه في قضية "اختلاس أموال عامة".

من جهته، يخوض الوزير الاشتراكي السابق وأحد مؤسسي حزب اليسار جان لوك ميلانشون سباق الانتخابات هذه السنة خارج الأحزاب كمرشح يمثل فرنسا المتمردة، بدعم من الحزب الشيوعي.

وينشط ميلانشون، الذي سبق أن ترشح للانتخابات عام 2012، على شبكات التواصل الاجتماعي ويبقى قريبا من مشاغل الناخبين، ويرفض تأييد الاشتراكي بونوا آمون الذي يعرض طروحات قريبة من طروحاته.

وأثار آمون الذي ينتمي إلى الجناح اليساري من الحزب الاشتراكي مفاجأة في الحملة، إذ تمكن من فرض خطه الاجتماعي والبيئي في الدورة الثانية من الانتخابات التمهيدية لليسار الفرنسي، في مواجهة رئيس الوزراء السابق مانويل فالس.

أما المفتش المالي السابق فرنسوا أسولينو (59 عاما)، فيصف نفسه بأنه مرشح التحرير الوطني إلى خروج فرنسا من الاتحاد الأوروبي.

وناتالي آرتو (47 عاما) سبق أن شاركت كمرشحة حزب "النضال العمالي" اليساري المتطرف في انتخابات 2012 وهي استاذة في الاقتصاد وادارة الأعمال.

وبعد حصوله على 0.25 في المئة من الأصوات عام 2012، يترشح جاك شوميناد (75 عاما) الموظف السابق في الدولة مرة جديدة "ضد السلطة السياسية التي تحالفت مع امبراطورية المال".

من جانبه، يدعو رئيس حركة "انهضي يا فرنسا" (دوبو لا فرانس) المتمسكة بالسيادة الوطنية نيكولا دوبونتينيان (56 عاما) إلى يقظة الفرنسيين والخروج من اليورو.

أما جان لاسال (61 عاما)، وهو نائب وسطي عن منطقة البيرينيه الأطلسية، فقد نفذ إضراباً عن الطعام لمدة 39 يوما احتجاجا على نقل مقر مصنع في دائرته، وعبر البلاد سيرا على قدميه لمدة تسعة أشهر ليلتقي الفرنسيين.

والمرشح الأخير هو فيليب بوتو (50 عاما) الذي اشتهر بكفاحه من أجل الحفاظ على الوظائف في مصنعه فورد، وسبق أن ترشح عام 2012 عن الحزب الجديد المعادي للرأسمالية.