رأى د. صفوت العالم أن المنظومة الإعلامية الجديدة في مصر، متمثلة في المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام ونقابة الإعلاميين، بإمكانها أن تنتج إعلاماً أفضل بوضع مواثيق شرف ومضامين خاصة يلتزم بها الجميع، لا سيما في ما يتعلق بالقضايا المختلفة، خصوصاً الحساسة منها، وذلك في ظلّ التأثير الكبير الذي يحدثه الإعلام في المواطنين.

وطالب العالم بأن يهتم «المجلس الأعلى لمحاربة الإرهاب» بكيفية تعامل الإعلام مع هذه القضايا الحساسة، كي لا يصنع بعض القنوات الفضائية حالة من التبلد نتيجة لاعتياد الجمهور على رؤية مشاهد العنف والقتل.

Ad

من جانبه، أكّد الكاتب مكرم محمد أحمد، رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، أن مفهوم «تنظيم الإعلام» لا يعني بالضرورة تقويض الحريات أو منع المعلومات، بل ضرورة توافر خطة إصلاح عريضة تعالج القضايا بشجاعة وجرأة، بالإضافة إلى تقديم إعلام ناضج يتكاتف مع الدولة كي تكون الكلمة حرة ومسؤولة.

وذكر رئيس «المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام» أن تعامل الفضائيات مع القضايا الحساسة، خصوصاً الإرهاب، كشف أخطاء كثيرة ترتكبها قنوات عدة علاوة على العشوائية في الأداء، ما يتطلب من الجميع التكاتف حول خريطة لإصلاح وضع الإعلام المصري الذي أصبح في حاجة إلى علاج جذري وجراحات شديدة الأهمية والخطورة.

من جانبه، طالب الخبير الإعلامي د. حسن علي، رئيس جمعية حماية المشاهدين والمستمعين والقراء، بضرورة تفعيل مواثيق الشرف الإعلامي على القنوات الفضائية كافة، وفي مقدمها احترام جلال الموت وتقدير مشاعر أهالي الضحايا وعدم إعادة مشاهد الموت كي لا تصبح أمراً عادياً بالنسبة إلى المشاهد، أو تؤذي النفس البشرية.

وأكد رئيس جمعية «حماية المشاهدين» ضرورة أن يتحرى المذيعون والصحافيون الحقيقة ولا يرددوا معلومات غير مؤكدة أو من مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصاً في أوقات الأزمات الشبيهة بالحرب، مشيراً إلى أن كثيراً من المذيعين الحاليين في الأصل صحافيون، وللأسف يتعاملون مع الشاشة بمنطق تعاملهم مع الجرائد والمجلات، وهو أمر لا يمكن أن يحدث أبداً.

وأوضح د. علي أهمية أن يتحلّى المذيع بروح المسؤولية وبالضمير الأخلاقي المهني في تناوله الحوادث حماية للأمن القومي المصري، خصوصاً أن تكرار التحدث عن هذه الأعمال التخريبية وبث صور الضحايا يشجع بعض أصحاب العقول الظلامية على الإرهاب، خصوصاً أنهم يشعرون بانتصار ولذة بهذه المشاهد.

التزام بميثاق الشرف

كان الإعلامي رامي رضوان رفض خلال حلقة برنامجه «8 الصبح» عبر فضائية dmc استضافة زملائه المذيعين عائلات بعض المتهمين بتنفيذ العمليات التخريبية، مشيراً إلى أن كلام أهالي الإرهابيين في الإعلام يؤثر في سير التحقيقات ويكسب الإرهابيين تعاطف المشاهدين قبل أن يقول القضاء المصري كلمته، مضيفاً: «دفاع أهالي المتهمين المستميت عن ذويهم يتسبب في مضاعفة أحزان أهالي الشهداء والضحايا الذين علينا أن نساندهم».

وأكّد رئيس «دريم» د. محمد خضر أن قناته ملتزمة كلياً بميثاق الشرف الإعلامي والأخلاقي ولا تتعامل مع قضايا الإرهاب من خلال بث مشاهد العنف التي تؤذي المشاعر، مشيراً إلى أن «دريم» تراعي أخلاقيات المهنة، ومثمناً طلب الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي من الإعلاميين مراعاة شعور المشاهدين وعدم تصدير الإحباط واليأس للجماهير.

وقال الإعلامي عبدالرحمن رشاد، وهو عضو في الهيئة الوطنية للإعلام في مصر، إن الوسط الإعلامي المصري مليء بكفاءات لديها مقدرة على تحقيق طفرة ونقلة إعلامية كبيرة، مشدداً على أن هؤلاء الإعلاميين يحتاجون إلى منظومة تتابع عملهم وتلفت نظرهم في حال وجود أي تجاوز أو خروج عن النص أو تعامل غير مهني في قضية ما.

وأوضح رشاد أن ثمة إعلاميين جدداً ليس لديهم وعي سياسي أو إلمام بظروف المجتمع الراهنة التي تتطلّب تعاملاً من نوع خاص، فضلاً عن ضرورة تغليب المصلحة العامة على المصلحة الخاصة، مع وضع صيغة إعلامية جديدة تلبي طموحات الوطن بموضوعية، من ثم نعبر أزمة الثقة بين الإعلام والمشاهد.

مسؤولية كبيرة

يرى أستاذ الإعلام د. حسن عماد مكاوي أن القنوات الفضائية المصرية تتعامل مع حوادث العنف بشكل خاطئ وغير مقبول مهنياً، خصوصاً من خلال إعادة بث لقطات تظهر فيها أشلاء الضحايا، مشدداً على أن هذه الحوادث تحتاج إلى مسؤولية كبيرة من القيمين على الفضائيات الخاصة وتحتّم عليهم التعامل معها إعلامياً بحرفية.