استعراض القنابل... وأهلاً بالحرب الباردة!
![صالح القلاب](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1501783180355436200/1501783193000/1280x960.jpg)
وحقيقة أن هذه "الملاسنة" التي لجأت إليها روسيا تدل على أن ما هو أكثر وأخطر من الحرب الباردة قادم بالتأكيد، إذا بقيت الأمور بين هاتين الدولتين العظميين تسير في هذا الاتجاه الذي تسير فيه الآن.وبالطبع فإن هذه "الملاسنة"، التي تدل على أن كل ما قيل عن "تبريد" الأمور بين هاتين الدولتين العظميين، بعد زيارة وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون إلى موسكو، من الممكن أن يكون الروس قد لجأوا إليها تحت وطأة شعورهم بالخوف بعد مجيء دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، وعلى غرار ما يفعله مسافر الصحراء ليلاً، الذي عندما يصبح فريسة لمخاوفه يبادر إلى "الحداء" بأعلى صوته لمواجهة "وجيب" قلبه، مع أن المفترض أنْ يلجأ إلى الصمت البهيم كي لا يستدرج بحدائه هوامّ الأرض من ضباع وذئاب وحيوانات مفترسة... ويستدرج أيضاً شذّاذ الآفاق والقتلة من أتباع الشنفرى الأزدي.في كل الأحوال، وهذا هو ما يهمنا: هل تنشيط ترامب لحلف الأطلسي، الذي كان قال فيه خلال معركة الرئاسة الأميركية أكثر مما قاله مالك في الخمر، ودفع الأمور بالإعلان عن "أم القنابل" التي ردَّ عليها الروس بـ "أبو كل القنابل"، سيؤدي إلى عودة الحرب الباردة مجدداً؟ ثم هل الحرب الباردة هذه إن هي عادت بالفعل ستكون في مصلحة العرب والشعوب المستضعفة في العالم بأسره أمْ لا؟!عندما كان هناك الاتحاد السوفياتي كانت القوتان العظميان تنشغلان بعضهما ببعض، إنْ بالحملات الإعلامية المتبادلة وإنْ بالتآمر والألاعيب المخابراتية، أو بالحروب الطاحنة، كما جرى في كوريا وفيتنام ودول أخرى كثيرة، لكن عندما انهار الاتحاد السوفياتي وانتهى حلف وارسو نهائياً وأصبحت هناك روسيا الاتحادية، تراجعت الحرب الباردة حتى حدود التلاشي، وهذا في الحقيقة دفع ثمنه العرب ومعهم كل الشعوب المستضعفة المهضومة الحقوق... على غرار ما جرى في سورية في عهد إدارة باراك أوباما، مما يعني أن الحرب الباردة، وأيضاً الحرب الساخنة هي في مصلحتنا، وفي مصلحة كل الشعوب المستضعفة هذه!