بعد يوم واحد من تصريحات مثيرة للجدل، أطلقها المتحدث الرسمي باسم التحالف الدولي لدعم الشرعية في اليمن، اللواء أحمد العسيري، بشأن عرض مصر المشاركة بقوات برية في عملية «عاصفة الحزم»، قالت مصادر دبلوماسية مصرية، إن عدم التدخل بقوات برية في اليمن كان قراراً مشتركاً ومتفقاً عليه بين جميع الدول المشاركة في العملية العسكرية «عاصفة الحزم»، التي أطلقتها المملكة العربية السعودية، مارس 2015.

المصدر شدد على أنه لم يتم التطرق إلى أعداد تفصيلية لأي قوات مصرية برية للدفع بها داخل اليمن، لافتاً إلى أن مباحثات عسكرية رفيعة المستوى جرت في الرياض بين وزير الدفاع المصري، الفريق أول صدقي صبحي ونظيره السعودي محمد بن سلمان، بحضور العميد رفيق رأفت قائد القوات المصرية المشاركة في عملية «عاصفة الحزم»، تم الاتفاق فيها على عدم التدخل البري، كما تم تأكيد أن العملية العسكرية باليمن تهدف إلى حماية الشرعية اليمنية، بناء على طلب الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، وهو ما تحقق بالعمليات الجوية، حيث جرى التنسيق مع القيادة العسكرية السعودية، بمشاركة عناصر جوية وبحرية مصرية.

Ad

ولفت المصدر إلى أن المباحثات العسكرية المصرية- السعودية سبقتها مشاورات مصرية- باكستانية، انتهت أيضاً إلى عدم التدخل البري.

وأضاف أن مصر لن تتوانى عن حماية دول الخليج والأمن القومي المصري، وأن الرئيس السيسي تعهد بحماية أمن الخليج باعتباره أمناً قومياً.

سياسياً، من المقرر أن يجري الرئيس السيسي، اليوم، مباحثات مع رئيس التحالف الوطني العراقي عمار الحكيم، الذي بدأ زيارة إلى القاهرة أمس الاثنين، تلبية لدعوة رسمية من الجانب المصري، يجري خلالها لقاءات على مدى 3 أيام مع عدد من كبار المسؤولين في مصر.

مزرعتان للإرهاب

بعد نحو أسبوعٍ من فرض الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، بعد التشاور مع مجلس الدفاع والأمن القومي، حالة الطوارئ في البلاد، أعلنت وزارة الداخلية المصرية، أمس الأول، تمكن قواتها من إحباط مخطط تخريبي في 4 محافظات وضبط 13 إرهابياً من المتورطين في تلك الخلية.

الوزارة قالت في بيان رسمي لها: «إن معلومات توافرت لقطاع الأمن الوطني تُفيد تلقي عناصر إخوانية في الداخل تكليفات من قيادات إخوانية في الخارج بتشكيل خلايا في محافظات (دمياط- البحيرة- الإسكندرية- كفر الشيخ)، لشن عمليات عدائية تستهدف منشآت حيوية في الدولة ودور عبادة مسيحية، واستهداف شخصيات عامة ورجال الشرطة».

ولفتت «الداخلية» إلى أنها حصلت على إذن من النيابة العامة، لدهم مزرعتين في نطاق محافظتي «البحيرة- الإسكندرية» يمتلكهما القياديان الإخوانيان شكري نصر، ورجب مغربي، تحتويان على مخابئ سرية تحت الأرض، تستخدم كأوكار لتصنيع الناسفات وتخزين الأسلحة والذخائر، وقد تم ضبط أجهزة تصنيع مادة RDX شديدة الانفجار، وكميات من بودرة وعجينة RDX، وعدد من البنادق الآلية والأسلحة الرشاشة.

مساعد وزير الداخلية الأسبق محمد نورالدين، قال لـ»الجريدة»: جماعة «الإخوان» أشد خطراً على مصر من تنظيم «داعش والقاعدة»، لأنها تستغل المناطق المهمشة والأكثر فقراً لنشر مفاهيمها المغلوطة، موضحاً أن توقيف قوات الأمن لـ3 أشخاص من المتورطين في تفجير كنيسة الإسكندرية قاد إلى كشف مزرعتي البحيرة والإسكندرية، مشدداً على «ضرورة الاستمرار في حالة الاستنفار لضبط الخلايا الإرهابية».

في السياق، علمت «الجريدة»، أن وزير الداخلية اللواء مجدي عبدالغفار، استبعد عدداً من قيادات جهاز «الأمن الوطني» على مدار الأيام الماضية، على خلفية التفجيرات التي طالت كنيستي طنطا والإسكندرية، وأن الوزير قام بحركة تنقلات داخلية، بهدف ضخ دماء جديدة في الجهاز.

وعلى الرغم من مرور أسبوع واحد فقط على سقوط 46 قتيلاً، من جراء عمليتين إرهابيتين، استهدفتا كنيستين في الإسكندرية وطنطا، «شمال القاهرة»، خلال احتفالات «عيد السعف»، حاول ملايين المصريين تجاوز آلامهم بالخروج إلى المتنزهات العامة والحدائق، أمس، للاحتفال بأعياد الربيع، (شم النسيم) أقدم الأعياد الفرعونية.

من جانبها، وفي حين رفعت وزارة الداخلية والمشافي المصرية درجة استعدادها القصوى بالتزامن مع احتفالات المصريين، استقبل «مشفى أسوان» الجامعي، في مدينة أسوان «100 كيلو جنوب القاهرة»، أمس 30 مصاباً بحالة تسمم، نتيجة تناول وجبة فاسدة من الأسماك المُملحة، وقالت وزارة الصحة، إن 6 سيارات إسعاف توجهت إلى مقر إصابة المواطنين وقامت بنقلهم.

احتجاز

ميدانياً، وفيما له صلة بتطورات الأوضاع في سيناء، التي تشهد منذ أمس الأول، صراعاً بين قبيلة «الترابين» –إحدى أكبر القبائل السيناوية– وعناصر من تنظيم «داعش سيناء»، قال مراسل «الجريدة» في محافظة شمال سيناء الحدودية، إن الأوضاع الأمنية منذ أمس، بدت هادئة، وانه لم يتم تسجيل أي اشتباكات بين الطرفين.

مصادر أهلية قالت لـ«الجريدة»، إن اشتباكات «الترابين» و»داعش» وقعت أمس بالأسلحة الرشاشة، ولم يسقط خلالها قتلى أو مصابون، إلا أنها أسفرت عن احتجاز قبيلة «الترابين» 3 عناصر من تنظيم «ولاية سيناء»، قالت إنها لن تطلقهم حتى يطلق التنظيم الإرهابي سراح اثنين من أفراد القبيلة، كان التنظيم احتجزهما عقاباً لهما على عملهما في تجارة السجائر، التي يحرمها التنظيم.

وبينما قام التنظيم الإرهابي بنسف منزل أحد وجهاء سيناء وقتله أمام منزله، في قرية البرث، أمس الأول، قال المنسق العام لقبائل شمال سيناء، نعيم جبر لـ»الجريدة»: «الترابين قامت بعملية الاحتجاز أثناء قيام تلك العناصر الإرهابية بشراء جانب من أغراضهم من السوق الذي يقع في منطقة نفوذ قبيلة الترابين»، فيما رجّح مصدر سيناوي تدخل وجهاء سيناويين للحيلولة دون تصاعد الأحداث، لافتاً إلى أن التنظيم سيطلق سراح المحتجزين لديه لتقليل دائرة الصراع حوله في ظل الاستنفار الدائم لقوات الجيش في سيناء.