حذر نائب الرئيس الأميركي مايك بنس، اليوم، خلال زيارته قرية بانمونغوم الحدودية الواقعة بالمنطقة المنزوعة السلاح الفاصلة بين الكوريتين، بيونغ يانغ من اختبار حزم سيد البيت الأبيض دونالد ترامب، مؤكدا أن جميع الخيارات مطروحة في التعاطي مع ملفيها الصاروخي والنووي.

وقال بنس في مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الكوري الجنوبي بالوكالة هوانغ كيو-اهن، عقده في سيول، بعدما زار المنطقة المنزوعة السلاح في إطار جولة له بالمنطقة: «نأمل الوصول إلى هدف نزع سلاح «الشمالية» النووي بالطرق السلمية، لكن جميع الخيارات مطروحة على الطاولة».

Ad

وذكر بنس الكوريين الشماليين بحزم ترامب، قائلا إنه «خلال الأسبوعين الماضيين فقط، شهد العالم قوة وحزم رئيسنا الجديد، من خلال تحركاته في سورية وأفغانستان»، حيث شنت أميركا هجوما صاروخيا في سورية، مستخدمة عشرات صواريخ التوماهوك، كما ألقت «أم القنابل»، أكبر قنبلة غير نووية في ترسانتها، مستهدفة «داعش» في أفغانستان.

وأضاف: «من الأفضل لكوريا الشمالية ألا تختبر حزمه أو عزم القوات المسلحة للولايات المتحدة في هذه المنطقة»، مؤكدا أن حقبة «الصبر الاستراتيجي» الذي اتبعته بلاده على مدى عقدين من الزمن في تعاطيها مع كوريا الشمالية انتهت.

هل أفشل هجوم سيبراني الصاروخ «الشمالي»؟

يعتقد خبراء، أن عملاء أميركيين اخترقوا البرنامج الصاروخي الكوري الشمالي بفيروس غير قابل للاكتشاف، وأحدثوا شللا تاما فيه، مما أدى الى انفجار الصاروخ الذي أرادت بيونغ يانغ تجربته اليوم الأول بعد مرور 5 ثوان من إطلاقه.

وكان زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون أمر بإطلاق الصاروخ من قاعدة قرب مدينة سينبو الساحلية بالشرق الكوري. وذكرت صحيفة «تلغراف» البريطانية، أن الرئيس الأميركي السابق، باراك أوباما، أمر قبل عامين بتعزيز الجهود لمواجهة قدرات كوريا الشمالية الصاروخية، من خلال هجمات سيبرانية وأسلحة الحرب الإلكترونية.

واتهم بيونغ يانغ بـ«الرد على انفتاحنا عليها بخداع متعمد، ووعود لم يتم الإيفاء بها، واختبارات نووية وصاروخية». وأشار إلى أن الولايات المتحدة، التي تنشر 28500 جندي في كوريا الجنوبية، «ستهزم أي هجوم، وسنرد بشكل ساحق وفعال على أي استخدام لأسلحة تقليدية أو نووية».

من ناحيته، قال هوانغ الذي يشغل كذلك منصب رئيس وزراء كوريا الجنوبية في المؤتمر الصحافي: «اتفقنا على تعزيز جاهزية التحالف بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة، بما يتناسب مع التهديدات التي تمثلها كوريا الشمالية عبر نشر سريع لمنظومة ثاد».

وصممت «ثاد»، الدرع الأميركية المتطورة المضادة للصواريخ، لإسقاط أي صواريخ قد تطلقها كوريا الشمالية أو غيرها.

من ناحيته، قال نائب وزير خارجية كوريا الشمالية شين هون تشول في مقابلة تلفزيونية إنه «في حال اعتداء الولايات المتحدة بأي شكل على بلادنا، فإن الرد سيكون مباشرا وبالقوة نفسها، سواء في الأراضي الأميركية، أو في القواعد الأميركية في شبه الجزيرة الكورية أو في اليابان أو غيرها»، وأضاف أن «الجيش في حال تأهب قصوى».

عرض عسكري بمجسمات كرتونية

جوبه العرض العسكري، الذي أقامته كوريا الشمالية نهاية الأسبوع الماضي، بشكوك متزايدة في قيام بيونغ يانغ بتجهيز وطلاء مجسمات كرتونية على شكل أسلحة حديثة لتظهر في العرض. وقالت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية في تقرير، إن أحد الصواريخ بدا مكسوراً أو مُصمماً بشكل سيئ لتتجه مقدمته إلى السماء.

وفي تحدٍ واضح للضغوط الدولية عليها، أجرت كوريا الشمالية اليوم الأول تجربة صاروخية جديدة قالت التقارير إنها فشلت، فيما تنامت المخاوف من أنها قد تكون تستعد لاختبارها النووي السادس.

جاء ذلك، عقب عرض عسكري ضخم عرضت بيونغ يانغ خلاله ما يبدو أنها صواريخ بالستية عابرة للقارات، في وقت تمركزت فيه مجموعة قتالية أميركية تضم حاملة طائرات في شبه الجزيرة الكورية.

الصين تحذر

وفي بكين، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، لو كانغ، إن الوضع في شبه الجزيرة الكورية «شديد الحساسية وخطير»، مضيفا أنه «يتعين على جميع الأطراف تجنب اتخاذ أي تحرك استفزازي، ما يجعل الوضع أكثر سوءا».

وقال لو كانغ إنه «على جميع الأطراف أن تكرس نفسها لتخفيف حدة الوضع المتوتر حاليا، ما يهيئ الظروف اللازمة لإعادة جميع الأطراف إلى المفاوضات، وحل قضية شبه الجزيرة الكورية بطريقة سلمية».

كما عبَّر المتحدث عن معارضة بلاده نشر أميركا نظام «ثاد» في كوريا الجنوبية. وتعتبر الصين أن هذه المنظومة بإمكانها التجسس على أجهزتها الدفاعية، واتخذت ردا على تسريع نشر المنظومة، ما يبدو أنها إجراءات انتقامية ضد الشركات الكورية الجنوبية التي تعمل على أراضيها.

في سياق متصل، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، اليوم، أن بلاده تأمل من الولايات المتحدة ألا تتحرك بشكل «أحادي» لتسوية الأزمة مع كوريا الشمالية.

اليابان

من جانبه، حث رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي كوريا الشمالية، اليوم، على الامتناع عن القيام بأعمال استفزازية أخرى، والامتثال لقرارات الأمم المتحدة، والتخلي عن تطويرها صواريخ نووية.

وقال آبي أمام البرلمان إنه سيتبادل الرأي بشأن كوريا الشمالية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عندما يعقدان اجتماع قمة في وقت لاحق من الشهر الجاري.

وأضاف أن الحكومة تدرس اتخاذ إجراءات استجابة للحالات الطارئة التي تنجم عن نشوب أزمة محتملة في شبه الجزيرة الكورية، بما في ذلك تدفق اللاجئين وكيفية إجلاء الرعايا اليابانيين من كوريا الجنوبية.