إنزال أميركي ثان في دير الزور... و«قسد» تدخل مركز الطبقة

• ماكماستر لمحادثات حازمة مع موسكو
• طهران تستضيف اجتماعاً لـ «ثلاثي أستانة»

نشر في 17-04-2017
آخر تحديث 17-04-2017 | 21:55
فتى سوري يجلس داخل خيمة في مدينة أعزاز شمال سورية على الحدود التركية اليوم (أ ف ب)
فتى سوري يجلس داخل خيمة في مدينة أعزاز شمال سورية على الحدود التركية اليوم (أ ف ب)
مع دخول قوات سورية الديمقراطية مركز مدينة الطبقة، شهدت محافظة دير الزور ثاني عملية إنزال جوي أميركي خلال ثلاثة أسابيع، استهدفت نقاط إمداد تنظيم داعش، ومخازن سلاحه في الريف الشرقي وبادية الميادين.
في ظل تزايد المؤشرات على اقتراب موعد الهجوم على الرقة، نفذت طائرات تابعة للتحالف الدولي، بقيادة الولايات المتحدة، ليل الأحد - الاثنين، عملية إنزال جوي مزدوجة في ريف دير الزور الشرقي، الخاضع لسيطرة تنظيم داعش وفي بادية الميادين.

وجرت العملية الأولى، التي استغرقت نحو 20 دقيقة، وأمنتها مروحيتان وست مقاتلات حربية أميركية، على ضفاف نهر الفرات في المنطقة الفاصلة بين بلدة الصالحية بريف البوكمال وبلدة غرانيج شعيطات، وسط غارات جوية استهدفت سد الوالج في البوكمال وحقل خشام النفطي وكونيكو للغاز.

ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن عضو حملة "فرات بوست" أحمد الرمضان أن عملية بادية الميادين استهدفت محطة "T2"، التي تعتبر إحدى نقاط الإمداد العسكري، وتحوي مخازن سلاح وعددا كبيرا من عناصر "داعش".

تحرك «داعش»

وبعد انتشار خبر الإنزال، أرسل "داعش" تعزيزات عسكرية إلى حقول نفط الكوينكو والجفرة والتنك في ريف دير الزور الشرقي، ونصب العشرات من الحواجز الطيارة في مدن الميادين والشعيطات والبوكمال ومحيطها، بحسب شبكة "شام"، التي أوضحت أن المنطقة شهدت استنفارا أمنيا للتنظيم من مدينة الميادين وصولا الى البوكمال الحدودية.

وتعتبر عملية الإنزال المظلي المزدوجة هي الثانية للقوات الأميركية خلال مدة لا تزيد على 20 يوما بعد عملية مماثلة نفذتها عبر طائرات مروحية في الريف الغربي لدير الزور، بالقرب من منجم الملح وتلة الإذاعة.

وبعد معارك عنيفة خسر فيها "داعش" 13 عنصرا، اقتربت قوات سورية الديمقراطية (قسد) المدعومة أميركيا من وسط مدينة الطبقة في ريف الرقة الغربي، وأصبحت على مسافة 500 متر عن مركزها من الجهة الغربية و800 متر من الجهة الشرقية، بعد سيطرتها على حي الاسكندرية، أول أحياء غرب الطبقة.

وأوضح قائد عسكري في حملة "غضب الفرات" أن "قسد" انطلقت من حي الإسكندرية باتجاه وسط الطبقة، وتمكنت من تحرير 15 موقعا، مشيرا إلى انها تمكنت بدعم جوي من طائرات التحالف من إحباط هجوم كبير شنه "داعش" ليل الاحد الاثنين على مطار الطبقة العسكري.

وعلى جبهة الرقة الشمالية، سيطرت "قسد" على محيط قرية الريحانيات وكبش الغربي في الريف الغربي وقرية المشيرفة، في الريف الشرقي، كما تمت السيطرة على 4 مزارع.

وفي خطوة احترازية، أخلت وزارة الدفاع الروسية مواقعها في اللواء 14، التابع لإدارة القوى الجوية والمعروف بـ"مطار حماة العسكري"، مع تزايد الاحتمالات عن توجيه ضربة أميركية أخرى على قواعد عسكرية تابعة للنظام السوري تشمل أيضا مستودعات الفرقلس في ريف حمص الشرقي، لاحتوائها على مخزونات كيماوي.

محادثات حازمة

وعلى وقع هذه التطورات، نفى مستشار الأمن القومي الأميركي هيربرت ماكماستر تقارير تحدثت عن خطط تدرسها إدارة الرئيس دونالد ترامب لإرسال 50 ألف جندي للمساعدة في طرد "داعش" من الرقة، لكنه أكد أيضا أن واشنطن ستدعم ما وصفته بـ"القوات الشريكة" لها في سورية.

وفي الشأن السياسي، شدد ماكماستر على أن الوقت حان لإجراء محادثات حازمة مع روسيا بشأن دعمها لنظام الرئيس بشار الأسد وأعمالها "التخريبية" في أوروبا.

وفي مقابلة مع شبكة "إيه بي سي"، اعتبر أن دعم روسيا لهذا النظام الرهيب أدى إلى استمرار الحرب الأهلية في سورية، وتسبب في أزمة متفاقمة في العراق ودول مجاورة وأوروبا، معتبرا أن ذلك لابد أن يكون محل تساؤل.

بدوره، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اليوم خططا لاجتماع في جنيف، يلي اجتماع أستانة المقرر يومي 3 و4 مايو المقبل، مشددا على أن موسكو "لن تسمح بتقويض الجهود الساعية لتسوية سلمية في سورية".

واعتبر لافروف أن "داعش والنصرة والفوضى هي نتيجة مغامرات شركائنا السابقين"، مؤكدا إصرار روسيا على تحقيق نزيه موضوعي بهجوم خان شيخون الكيمياوي، وأنه لا أحد يعرف ما تقوم به البعثة البريطانية للتحقيق بالهجوم.

جاء ذلك بعد تأكيد نائبه ميخائيل بوغدانوف أن دبلوماسيين روس وأميركيين ومن الأمم المتحدة يعتزمون عقد اجتماع لمناقشة الأزمة السورية في جنيف الأسبوع المقبل، مبينا أن موسكو لا تزال تنتظر تأكيدا من واشنطن بشأن اللقاء.

اجتماع طهران

وفي سياق محادثات أستانة، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي أن طهران تستضيف اليوم اجتماعا ثلاثيا يضم روسيا وتركيا، موضحا أنه يستغرق يوما واحدا، وسيكون على مستوى خبراء البلدان الثلاثة.

وفي وقت سابق، وجهت وزارة الخارجية السورية رسالتين إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرس، ورئيس مجلس الأمن السفيرة الأميركية لدى المنظمة نيكي هالي، تطالب فيهما المجتمع الدولي بالتنسيق والتعاون التام مع النظام لتوحيد جهود مكافحة الارهاب وإدانة الاعتداء الذي استهدف أهالي كفريا والفوعة ومساءلة مرتكبيه. (عواصم - وكالات)

back to top