ماي تدعو لانتخابات مبكرة وتشكو من تعطيل «بريكست»

• حزب «العمال» يرحب
• «الليبرالي الديمقراطي»: فرصة للبقاء في السوق الموحدة
• رئيسة حكومة اسكتلندا: المحافظون يريدون «خروجاً صعباً» من الاتحاد الأوروبي

نشر في 18-04-2017 | 13:28
آخر تحديث 18-04-2017 | 13:28
دعت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي إلى تنظيم انتخابات عامة مبكرة في يونيو، واشتكت من عرقلةٍ تتعرض لها من الأحزاب المناوئة في عملية الخروج من الاتحاد الأوروبي.
في خطوة غير متوقعة، دعت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي أمس نواب البرلمان الى التصويت على قرار تنظيم انتخابات عامة مبكرة في الثامن من يونيو المقبل. وقالت ماي في خطاب مفاجئ لها خارج مقر رئاسة الوزراء في داونينغ ستريت، إن «بريطانيا باتت بحاجة إلى اليقين والاستقرار وقيادة قوية في أعقاب استفتاء الانسحاب من الاتحاد الاوروبي في يونيو الماضي».

وذكرت أن «البلاد بدأت تتحد حول المستقبل خارج الاتحاد الاوروبي غير أن ويستمنسر ليست كذلك»، في إشارة الى الحكومة والبرلمان، مؤكدة أن الانتخابات ستكون الحل الوحيد لإعادة الاستقرار الى البلاد لسنوات مقبلة.

وأوضحت ماي أن نواب مجلس العموم سيصوتون اليوم على قرار تنظيم الانتخابات، لأنها تسبق موعدها الرسمي الذي كان مقررا في مايو 2020.

واتهمت من جهة أخرى بعض الأحزاب السياسية باللعب بمستقبل البلاد وتعطيل الحكومة عن اتخاذ قرارات مهمة في ما يتعلق بمفاوضات الخروج من الاتحاد الأوروبي.

وخصت بالذكر حزب العمال المعارض الذي اتهمته بالسعي إلى التصويت ضد أي اتفاق مستقبلي مع الاتحاد الاوروبي، محذرة من أن «الجدل السياسي إذا استمر فترة أطول فسيؤثر سلبا على مفاوضات الانسحاب».

وجاء اعلان رئيسة الوزراء مفاجئا لكل المتابعين، لأنها نفت مرارا اعتزامها تنظيم انتخابات تشريعية مبكرة ردا على انتقادات احزاب المعارضة التي تصفها بأنها عوضت رئيس الوزراء السابق ديفيد كاميرون بدعم من النواب المحافظين ودون تصويت شعبي مباشر.

وبحسب «الاندبندت»، فإن ماي التي اقترحت إجراء بانتخابات عام 2020، قد اتخذت هذا القرار قبل عطلة عيد الفصح بويليز.

جدول البريكست

في سياق متصل، قال متحدث باسم ماي أمس، إن الجدول الزمني لخروج البلاد من الاتحاد الأوروبي لن يتأثر بقرار ماي الدعوة للانتخابات عامة مبكرة، مضيفا أن العمل على التوصل لاتفاق الخروج مستمر.

وأضاف للصحافيين ردا على سؤال بهذا الشأن «سيتواصل مثلما هو الحال الآن تماما. يواصل المسؤولون العمل ويواصل وزراء الخارجية العمل على هذا».

من جهته، أشاد رئيس الوزراء البريطاني السابق ديفيد كاميرون بإعلان ماي. وكتب أمس على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» إن ذلك يعد قرارا شجاعا وصائبا.

ترحيب عمالي

من جانبه، قال زعيم حزب العمال البريطاني المعارض جيريمي كوربين، إنه يرحب بقرار ماي الدعوة لإجراء انتخابات مبكرة، مما يشير إلى أن حزبه سيوفر الدعم الذي تحتاج إليه ماي بموجب قانون الانتخابات.

وأضاف كوربين في بيان عبر البريد الالكتروني: «أرحب بقرار رئيسة الوزراء منح الشعب البريطاني فرصة التصويت لحكومة تضع مصلحة الأغلبية أولا».

تفادي الضرر

أما الحزب الليبرالي الديمقراطي المعارض في بريطانيا، فقد فسر قرار ماي بأنه فرصة لتفادي أضرار خروج صعب من السوق الموحدة للاتحاد الأوروبي.

وقال زعيم الحزب تيم فارون في بيان وجهه إلى الناخبين إن «هذه الانتخابات هي فرصتكم لتغيير اتجاه بلادكم، إذا كنتم تريدون تفادي خروج صعب كارثي. إذا كنتم تريدون إبقاء بريطانيا في السوق الموحدة. إذا كنتم تريدون بريطانيا مفتوحة متسامحة وموحدة، فإن هذه هي فرصتكم». وأضاف «إنه بإمكان الليبراليين الديمقراطيين فقط الحيلولة دون هيمنة أغلبية محافظة».

اسكتلندا

من جهتها، قالت رئيسة وزراء اسكتلندا نيكولا ستيرجن أمس، إن ماي تحاول إجبار بريطانيا على «خوض عملية صعبة للخروج من الاتحاد الأوروبي» عبر الدعوة لانتخابات مبكرة في الثامن من يونيو.

وأضافت ستيرجن، التي يسعى حزبها إلى نيل استقلال اسكتلندا عن المملكة المتحدة ويعارض الخروج من الاتحاد الأوروبي، في تغريدة على «تويتر»: «يرى المحافظون فرصة لنقل بريطانيا إلى اليمين وإجبارها على عملية صعبة للخروج من الاتحاد».

هيتشكوك

أوروبياً، قال مسؤول الاتحاد الأوروبي الذي يدير المفاوضات بشأن انسحاب بريطانيا، أمس، إن دعوة ماي لإجراء انتخابات مبكرة تمثل تطورا مثيرا في موضوع الانسحاب على غرار ما كان يحدث في أفلام رائد الإثارة والتشويق ألفريد هيتشكوك.

وغرد رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك ورئيس الوزراء البولندي السابق الذي يرأس قمم زعماء الاتحاد الأوروبي ويشرف على خطط لإجراء المحادثات مع لندن «هيتشكوك هو الذي أخرج انسحاب بريطانيا: في البداية زلزال ثم يزداد التوتر».

وكان يشير إلى تعليق نسب على نطاق واسع إلى المخرج السينمائي في هوليوود والمولود في بريطانيا بأن الفيلم الجيد «يجب أن يبدأ بزلزال تليه زيادة في التوتر».

ويجتمع زعماء هولندا والدنمارك وأيرلندا بعد غد لمناقشة خروج بريطانيا من الاتحاد.

شرطة لندن

وفي شأن آخر، قالت المفوضة الجديدة لشرطة لندن كريسيدا ديك أمس، إن شرطيا أعزل لقي مصرعه في هجوم على البرلمان البريطاني الشهر الماضي وربما لم يكن بوسعه الدفاع عن نفسه حتى لو كان مسلحا.

واستدعى الهجوم في وستمنستر، الذي دهس خلاله رجل عدداً من المارة قبل طعن الشرطي كيث بالمر، مراجعة الإجراءات الأمنية في البرلمان.

هيتشكوك هو الذي أخرج انسحاب بريطانيا: في البداية زلزال ثم يزداد التوتر دونالد توسك
back to top