واشنطن تركز على «الجبهة الجنوبية» وتقلق «محور الأسد»
• موسكو نصحت بشار بالانتقال من القصر الجمهوري... وطهران تعهدت بمده بالمقاتلين
• أميركا تنوي إقامة منطقة آمنة جنوباً... وماتيس في الرياض حاملاً خطة ترامب
لم تكن أهداف اجتماع وزراء خارجية روسيا وإيران وسورية كما اختزلها «محور الأسد» في توجيه رسالة حازمة إلى واشنطن بعدم تكرار هجومها على دمشق، ولكن كان استدعاء من موسكو لإطلاع حليفيها على معلومات أخطر تمس شخص الرئيس السوري، وخطوات تمهد لإنهاء حكمه مصدرها الجبهة الجنوبية.
كشف مصدر مطلع، لـ«الجريدة»، أن محور مباحثات وزير الخارجية الإيرانية محمد جواد ظريف مع نظيريه الروسي سيرغي لافروف والسوري وليد المعلم كان تغيّر الموقف الأميركي تجاه سورية، والوضع على «الجبهة الجنوبية».وقال المصدر، الذي رافق الوزير الإيراني في زيارته الأخيرة لموسكو، إن لافروف أبلغ ظريف والمعلم أن الاستخبارات الروسية رصدت تحركات على الحدود الأردنية - السورية، وكشفت خطة أميركية مضمونها أن تقوم الولايات المتحدة بقصف دمشق والقصر الجمهوري بشكل مكثف، مثلما قصفت مطار الشعيرات بصواريخ «التوماهوك»، كي تمهد الأرضية لدخول المعارضة دمشق، وإسقاط الرئيس بشار الأسد.وقال المصدر إن لافروف أكد أن الخطة الاميركية تتضمن إنشاء منطقة آمنة ومنطقة حظر جوي على الحدود السورية - الأردنية حتى لو لم تتنجح خطة الهجوم على دمشق.
وأوضح أن أحد أهداف قصف مطار الشعيرات كان كشف مدى فاعلية الأجهزة الدفاعية الموجودة في سورية، مؤكدا أن الروس طلبوا إلى الإيرانيين والسوريين الاهتمام بموضوع الهجوم على دمشق عبر البوابة الجنوبية، ونصحوا الأسد وعائلته بالانتقال إلى مكان آخر خارج القصر الجمهوري يكونون فيه بمأمن من هجوم مباغت.
تأمين مقاتلين
وبين أنه تقرر خلال المباحثات أن تقوم إيران بتأمين فوري لمقاتلين يتم نقلهم إلى الحدود الجنوبية لسورية لدعم القوات الموجودة هناك، لافتا إلى أن «حزب الله» اللبناني نقل، بالفعل، ألفا من عناصره، نصفهم خبراء مدفعية وصواريخ، من الجبهات المختلفة في سورية إلى الجبهة الجنوبية.وأكد المصدر أن لافروف أخبر المجتمعين أن وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون طلب إلى الروس، خلال زيارته لموسكو، وقف دعم الأسد، والقبول بشخص آخر حتى ولو كان من المجموعة الفعلية الحاكمة، كي يرأس حكومة انتقالية تسيّر الأعمال إلى حين تشكيل أخرى توافقية جديدة تشمل كل الأطراف.وأوضح أن تيلرسون أكد أن ترامب غيّر موقفه بعد لقائه ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وبعض الزعماء العرب، ووصل إلى نتيجة، هي أن أي مشروع حل سياسي لن ينجح مادام الأسد موجودا في السلطة، وكي لا تواجه سورية مشكلة فراغ أمني وحكومي كما هي الحال مع ليبيا، فإن من الأفضل أن يتنحى الأسد عن السلطة بأي حجة يراها هو وحلفاؤه مناسبة، ويتسلم شخص آخر، يتم التوافق عليه، الحكم بدلا منه، ويتم تشكيل حكومة انتقالية بعدها.هجوم الشعيرات
ولفت المصدر إلى أن تيلرسون ذكر أن واشنطن كانت مضطرة لمهاجمة مطار الشعيرات بسبب الضغوط الخارجية والداخلية، وفي حال لم يشارك الروس الولايات المتحدة في إيجاد حل نهائي للأزمة السورية، فإن ترامب سيضطر إلى اتخاذ أي إجراء تراه إدارته مناسبا لإنهاء ذلك الصراع.وأكد أن لافروف شدد على معارضة موسكو فكرة أن يحل شخص آخر مكان الأسد، إذ لا يوجد أحد بالمواصفات التي يبحث عنها الأميركيون، فجميع الشخصيات السورية اليوم إما بجانب الأسد أو ضده.وأفاد المصدر بأن جلسة المباحثات انتهت قبل مدتها الزمنية المحددة، لأن الروس أبلغوا حلفاءهم بمعطياتهم، وتقرر أن ينقل الوزيران الإيراني والسوري المعطيات الجديدة إلى حكومتيهما.زيارة ماتيس
وفي أول زيارة للمنطقة، يركز وزير الدفاع الأميركي على الإفصاح عن سياسة ترامب تجاه سورية والحرب على تنظيم «داعش»، واستعداد إدارته لاستخدام القوة العسكرية على نحو أكثر مما فعله الرئيس السابق باراك أوباما.ومع وصول ماتيس أمس إلى السعودية في جولة تشمل ومصر وقطر وإسرائيل، أكد مسؤولون بالإدارة أن الاستراتيجية الأميركية المتمثلة في هزيمة «داعش» مع استمرار المطالبة برحيل الأسد، لم تتغير، وهي رسالة سيؤكدها وزير الدفاع لحلفاء واشنطن.ووفق ثالث أكبر عضو بـ «البنتاغون» سابقا، كريستين ورموث، فإن «ماتيس سيوضح للسعوديين على وجه الخصوص استراتيجيتنا تجاه سورية في ضوء الضربة»، التي وجهتها واشنطن إلى قاعدة الشعيرات الجوية بصواريخ «توماهوك» في الرابع من أبريل ردا على استخدام النظام السلاح الكيماوي في بلدة خان شيخون بمحافظة إدلب.محاسبة ودعم
وخلال اتصال هاتفي مع نظيره التركي رجب طيب إردوغان لتهنئته بعد فوزه في الاستفتاء حول توسيع صلاحياته، تطرق الرئيس ترامب أمس الأول إلى «الضربة الأميركية» شكر له دعمها، اتفقا على أهمية تحميل الأسد «مسؤولية أفعاله».في المقابل، جدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس، استمرار دعمه للأسد وحماية سيادة سورية والجهود المبذولة لإيجاد تسوية سلمية للأزمة التي دخلت عامها السابع.وفي برقية بعثها للأسد بمناسبة عيد الجلاء، شدد بوتين على عزم روسيا الثابت على مواصلة دعمها الفعال لتحقيق هذه الأهداف وحماية سيادة سورية ووحدة أراضيها، معربا عن يقينه بأن استمرار تطوير علاقات الصداقة التقليدية مع النظام تستجيب تماما لمصالح شعبي البلدين، وتنسجم مع منهج تأمين الأمن الاقليمي والعالمي.غارات التحالف
ميدانيا، أحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس، مقتل «13 مدنياً بينهم خمسة أطفال ليل الاثنين - الثلاثاء في غارات للتحالف الدولي على مدينة البوكمال الواقعة على الحدود السورية - العراقية في الريف الشرقي لدير الزور، إضافة إلى 3 عناصر من تنظيم داعش من الجنسية العراقية.وغداة عملية الإنزال الأميركية في المنطقة، شنت طائرات التحالف غارات على مناطق أخرى استهدفت إحداها قرية الحسينية في الريف الغربي لدير الزور، وتسببت في مقتل «سبعة مدنيين بينهم طفل.معركة الطبقة
وفي الرقة، شن «داعش» فجر أمس هجوما عنيفا من 3 محاور على قرية عايد كبير بمدخل مدينة الطبقة في الريف الغربي، بحسب مصدر إعلامي مقرب من قوات سورية الديمقراطية (قسد) أوضح أن مسلحيه تسللوا الى أطراف القرية من الجهة الشرقية تحت جنح الظلام، ثم بدأوا الهجوم عبر انغماسيين يرتدون أحزمة ناسفة.وعلى وقع تقدمها بمساعدة جوية وبرية أميركية، أعلنت «قسد» أمس تشكيل مجلس مدني لإدارة الرقة بعد انتزاعها من «داعش»، موضحة أن مسؤوليها يعملون منذ 6 أشهر على هذا الأمر، في إطار لجنة تحضيرية عقدت «لقاءات مع أهالي ووجهاء عشائر المدينة لمعرفة آرائهم حول كيفية إدارتها. وتعهد الناطق باسم «قسد»، العميد طلال سلو، بتقديم «كل الدعم والمساندة»، مؤكدا أن القوات سلمت بالفعل بعض البلدات المحيطة بالرقة إلى المجلس الجديد.
«قسد» تجدد التزامها بتشكيل مجلس مدني لإدارة الرقة بعد «التحرير»