في كل ديوانية
في السابق كان في كل ديوان عنصر وجوده كغيابه، وربما يكون مفيداً في حال كان رواد الديوان ينقصهم لاعب ورق، أما اليوم فهذا العنصر للأسف أصبح صاحب رأي، فصار يحدد من هو الكويتي ومن هو غير الكويتي، ويشكل خريطة المواقف السياسية، ويصف من يخالفه الرأي بالعمالة والخيانة وغيرها من ألفاظ.
![علي محمود خاجه](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1587579369153174500/1587579386000/1280x960.jpg)
وهو الأمر الذي أتاح لهذا العنصر الذي لا أهمية لوجوده في الديوان أن يجمع معلومة من هنا ورأياً من هناك مما يتلقاه في الديوان، ويشكل على ضوء ذلك مادة إعلامية ينشرها ويقدمها في وسائل التواصل كأنها من صميم فكره وخلاصة معرفته، ولأنه، كما ذكرنا، شخص هامشي لا عمق له ولا أهمية، فإنه يسعى إلى تعويض ذلك عبر الإنترنت ليكون صاحب رأي وقوة مؤثرة بين أوساط الناس.وللأسف فقد أصبح هؤلاء الأشخاص قادة رأي في أحيان كثيرة، سامح الله الإنترنت، فيحددون من هو الكويتي ومن هو غير الكويتي، ويشكلون خريطة المواقف السياسية، ويصفون من يخالفونهم الرأي بالعمالة والخيانة وغيرها من ألفاظ، بالإضافة إلى نسج القصص الخيالية وتقديمها كقصص واقعية تدعم طرحهم السطحي الساذج والتافه في الكثير من الأحيان.ومادام هؤلاء من يشكلون الرأي العام فبالطبع سنصل إلى هذا الوضع المهزوز الهشّ الذي لم يعد يحتمل أي كلمة مخالفة، لتصبح التجاذبات والخلافات السياسية ذات عمق اجتماعي يعزل من يشاء ويصنّف من يشاء بعنصرية بغيضة تهدم وتفتت المجتمع في كل يوم بشكل أكبر.يجب أن يعود هؤلاء إلى موقعهم الهامشي، فهو ما يجيدونه فعلا، أما أن يكونوا أصحاب رأي معتبر ويؤخذ به فتلك مصيبة وعواقبها لن تكون بسيطة أبدا.