دعا الأمين العام لجامعة الدول العربية السابق، د. نبيل العربي، الكويت باعتبارها بلدا إنسانيا وأميرها قائدا للإنسانية إلى تقديم اقتراح لمجلس الأمن يهدف إلى استثناء الحالات الإنسانية العاجلة من حق «الفيتو».

وأضاف العربي خلال الندوة التي أقامها معهد سعود الناصر الصباح الدبلوماسي بعنوان «التحديات التي تواجه العالم العربي... نظرة الى المستقبل»، أمس، والتي حضرها رئيس مجلس العلاقات العربية والدولية محمد جاسم الصقر وحشد من المسؤولين والدبلوماسيين، أن الكويت بدورها الإنساني المميز الذي تلعبه في تخفيف معاناة كثيرين من متضرري الأزمات أولى الدول في ان تتقدم بمثل هذا الاقتراح للأمم المتحدة.

Ad

وقال إن العالم اليوم فقد «البوصلة»، بعد فشله في الالتزام بالقانون الدولي، ورفض تطبيق قرارات مجلس الأمن الخاصة بالتدابير الجماعية الخاصة بحماية الأمن القومي العالمي، متسائلا: «أين نحن الآن كعرب من معاناة العالم العربي؟»، لافتا إلى أن محاولات إنشاء قوات وحلف عربي فشلت كثيرا، كما أن جامعة الدول العربية تعاني خلافات كثيرة بين الدول تعطلها عن اتخاذ أي قرارات.

وأضاف أن الدول العربية عندما تتعرض لتهديدات تمس سلامتها الإقليمية لا تجد نصيرا لها في المجتمع الدولي، مرجحا أن السبب المباشر في ذلك هو التعارض بين مسؤوليات مجلس الأمن وبين تشابك مصالح الدول التي تملك حق الفيتو.

واشار إلى أن الثورة الإيرانية ساهمت في إشعال الفتنة المذهبية بين السنة والشيعة، بعد أن كانت نارا تحت رماد لمدة زادت على 1000 سنة، مردفا: فأحيتها الثورة الإيرانية من جديد في المنطقة بعد ثورة خامنئي.

رياح الثورات العربية

وأوضح أن مجلس الأمن يعاني حالة شلل دائم، وستقوض تلك الحالة عمله إن لم يتم تغيير سياساته، مشيرا إلى أن كل ما يقوم به مجلس الأمن هو «إضاعة الوقت» في إدارة عمليات السلام.

وشدد على أن الدول العربية تواجه عددا من التحديات ذات الصلة بالأمن القومي والاقليمي والتنمية المستدامة والحكم الرشيد، لافتا إلى أن رياح الثورات العربية هبت على بعض الدول حاملة دروسا وعبرا لكل دول المنطقة تستدعي من دولنا التعامل برؤية واقعية مع قضايا المجتمع، على أن تسهم هذه الرؤية والاستراتيجية في إنجاز خطط التنمية المستدامة.

وعن المأساة السورية أكد العربي أنه لا يوجد مثلها في العصر الحديث، مشيرا الى أن سورية أصبحت مجالا مفتوحا للتدخلات الإقليمية والدولية، مؤكدا أن الحل السياسي بات صعبا جدا في ظل ما تعانيه المعارضة السورية من انقسامات، ومشددا على أن الإرهاب يستدعي مواجهة جماعية للمجتمع الدولي.

غزو الكويت فخخ المنطقة العربية

أكد د. نبيل العربي أن غزو العراق للكويت يعد سابقة تاريخية، حيث إنه لم يحدث من قبل أن احتلت دولة عربية دولة مجاورة واعتبرتها إقليما تابعا لها، لافتا إلى أن السياسات التي ارتكبها النظام العراقي السابق من غزو الكويت تسبت في تفخيخ العراق والمنطقة العربية بأكملها، مؤكدا أن المشاكل العربية لا يمكن حلها من دون تدخل المجتمع الدولي وأميركا وعلى وجه التحديد القضية الفلسطينية.

وتابع أن الغزو الأميركي للعراق أدى إلى تسريح الجيش العراقي، بما يصب في مصلحة إسرائيل، خصوصا أن الإسرائيليين يعرفون جيدا أن قوة دولتهم تكمن في إضعاف مصر والعراق وسورية.