«بريكست» يقود بريطانيا إلى انتخابات مبكرة
ماي تفاجئ الجميع وتقْدِم على «مخاطرة محسوبة»
رغم تأكيدها مراراً استحالة إجراء انتخابات قبل مايو 2020، ومن دون أي سابق إنذار، فاجأت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي الأوساط السياسية بالدعوة إلى انتخابات مبكرة في 8 يونيو المقبل، مما رفع قيمة الجنيه الإسترليني مقابل اليورو والدولار. وفي كلمة من مقر رئاسة الوزراء، بررت ماي هذه الخطوة، التي قد تهدد مستقبلها السياسي، بأنها المخرج لانقسام الحكومة والبرلمان حول «بريكست». وبينما رحب زعيم حزب العمال اليساري المعارض جيريمي كوربين بالقرار، معتبراً إياه فرصة للإتيان بـ«حكومة تضع مصلحة الشعب أولاً»، رأى الحزب الليبرالي الديمقراطي المعارض فيه فرصة لتفادي أضرار خروج صعب من السوق الموحد للاتحاد الأوروبي، داعياً الناخبين إلى التصويت ضد المحافظين.
واعتبرت رئيسة وزراء اسكتلندا نيكولا ستيرجن، الساعية لتنظيم استفتاء للاستقلال عن بريطانيا، أمس، أن ماي تحاول إجبار بريطانيا على «خوض عملية صعبة للخروج من الاتحاد الأوروبي» عبر الدعوة لانتخابات مبكرة. وفسّر مراقبون دعوة ماي بأنها مخاطرة محسوبة، مشيرين إلى تقدم حزب المحافظين الذي تتزعمه على حزب العمال بفارق 21 نقطة، وهو أكبر فارق منذ 1983، في استطلاع للرأي أجري قبل يومين. ولفت خبراء إلى أن ماي تحاول تجنب سلطة النواب المحافظين ذات التوجه الأوروبي، إضافة إلى حزب العمال، كما أنها تخطط للتقليل من نفوذ الداعمين لاستفتاء استقلال اسكتلندا، وتوسيع الحكم المباشر في أيرلندا الشمالية.أوروبياً، قال رئيس المجلس الأوروبي رئيس الوزراء البولندي السابق، الذي يرأس قمم زعماء الاتحاد الأوروبي ويشرف على خطط لإجراء المحادثات مع لندن، دونالد توسك، إن دعوة ماي تمثل تطوراً مثيراً في موضوع الانسحاب، على غرار ما كان يحدث في أفلام رائد الإثارة والتشويق مخرج أفلام الرعب البريطاني ألفريد هيتشكوك، الذي اشتهر بعبارة «في البداية زلزال ثم يزداد التوتر».