الكابوس الكوري الشمالي
على واشنطن أن تتعاون مع المجتمع الدولي بغية احتواء برامج كوريا الشمالية النووية والصاروخية بأشد طريقة ممكنة، ويجب أن تُفرض عقوبات ثانوية على كل أمة، أو كيان مالي، أو شركة، أو فرد يتجرأ على مساعدة بيونغ يانغ في بناء أسلحة مماثلة.
![ذي ويك](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1626280954677325600/1626280972000/1280x960.jpg)
ثانياً، لا يمكننا أن نكتفي بالعقوبات للحد من أنظمة بيونغ يانغ النووية والصاروخية، بل يلزم أن نتخذ خطوات إضافية. على إدارة ترامب أن تستعمل أسلحة عبر الإنترنت، تماماً كما فعلت إدارة أوباما في تعاطيها مع برنامج إيران النووي، وذلك بهدف إبطاء سرعة نمو هذه البرامج. أخيراً، تجاوزنا المرحلة التي بات فيها من المنطقي خوض محادثات مع كوريا الشمالية، رغم بشاعة هذه الفكرة، ولكن علينا أن نخوض هذه المحادثات بحذر، بما أننا نعرف جيداً أن بيونغ يانغ لا تشكّل شريكاً يُعتمد عليه في المفاوضات وقلما تلتزم بكلمتها، لنفترض أننا نستطيع التوصل إلى نوع من العلاقات التعاملية المستقرة مع كوريا الشمالية، إن لم تكن الحرب وشيكة، ولكن يبقى سؤال أكبر بكثير لا بد من طرحه: هل يستطيع الشعب الأميركي والمجتمع الدولي عقد السلام مع نظام بفظاعة النظام الكوري الشمالي؟ وهل يمكننا حقاً تقبّل فكرة إقامة نوع من الراوبط مع أمة لا تزال تضم معسكرات اعتقال ناشطة؟ وهل نستطيع أن نرضى أخلاقياً بالعمل بنشاط مع حكومة قتلت أكثر من مليون شخص من شعبها في معسكرات الاعتقال؟ قد يعتبر البعض أننا إذا توصلنا إلى حل ما مع كوريا الشمالية لا نشرّع سلوكها مع معسكرات اعتقالها التي تفوق بمساحتها مساحة العاصمة واشنطن فحسب، بل إننا نشجّعه أيضاً. وهذا سبب آخر يُظهر لمَ تُعتبر كوريا الشمالية مشكلة بالغة التعقيد ولمَ لا يسارع أحد إلى «حلها».*هاري ج. كازيانيس* «ذي ويك»