أكد النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد سعي الكويت وألمانيا لمساعدة العراق وحكومته في إعادة البناء بعد مرحلة التحرر من سيطرة الجماعات الإرهابية.

وأضاف الخالد، خلال المؤتمر الصحافي المشترك مع وزير الخارجية الألماني سيغمار غابرييل أمس الأول، أن لدى ألمانيا مشروعا لتطهير الأراضي العراقية من الألغام، وهذا مهم لتأمين الشعب العراقي.

Ad

وردا على سؤال بشأن الحوار مع إيران، قال الخالد "اننا ودول التعاون على قناعة بأن إيران دولة مهمة في المنطقة، والعلاقات الطبيعية بينها وبين دول الخليج ستعود بالمنفعة على المنطقة عموما".

وبين أن الكويت قامت بهذا المسعى بدعم خليجي لتأسيس أرضية لاقامة حوار، مؤكدا ان هناك فرصة مناسبة في القمة الخليجية التشاورية التي ستعقد منتصف الشهر المقبل لبحث هذا الموضوع.

وعن زيارة وزير الخارجية الالماني غابرييل للبلاد، أوضح أن الجانبين عقدا جلسة مباحثات مثمرة تم خلالها استعراض النمو الثابت والمستمر في وتيرة التعاون الوثيق بين البلدين في جميع المجالات ومختلف الصعد.

وأشار الى ان ألمانيا تعتبر أقوى شريك تجاري للكويت في الاتحاد الأوروبي، ورابع أكبر شريك تجاري لها على مستوى العالم، إذ بلغ متوسط حجم التبادل التجاري بين البلدين ما يقارب 1.5 مليار دولار سنويا.

وأضاف ان حجم الاستثمارات الكويتية في ألمانيا ارتفع بشكل ثابت، وأضحى القطاع الخاص يضاهي القطاع العام في حجم الاستثمار هناك، إذ بلغ حجم استثمارات القطاع الخاص الكويتي 14 مليار دولار، وبلغت استثمارات القطاع العام ممثلا بالهيئة العامة للاستثمار أكثر من 17.4 مليار دولار.

وأكد التطلع الى مزيد من التعاون المثمر في هذه القطاعات المهمة، إضافة إلى سائر مجالات العمل المشترك والانتقال بهذه العلاقة المتينة إلى آفاق أشمل.

وقال إن جلسة المباحثات المشتركة تناولت ايضا مختلف التطورات التي شهدتها الساحتان الإقليمية والدولية، مشددا على أهمية مضاعفة الجهود لمواجهة التحديات الناجمة عن الظروف والتعقيدات الاستثنائية التي يمر بها العالم والمنطقة.

وأثنى على دور ألمانيا المهم في إيجاد الحلول السلمية ومساهماتها الإنسانية في مختلف القضايا إقليميا ودوليا، مشيدا بالدور الألماني في دعم الجهود الدولية لحل الأزمة السورية، وللتخفيف من معاناة الشعب السوري الشقيق.

وأعرب عن التقدير لما قدمته ألمانيا من مساهمات كبيرة لمساعدة الشعب السوري في المؤتمرات الدولية الثلاثة للمانحين لدعم الوضع الإنساني في سورية، التي استضافتها دولة الكويت أعوام 2013 و2014 و2015، إضافة إلى المؤتمرين الرابع والخامس اللذين عقدا في لندن عام 2016 وفي بروكسل قبل أسبوعين، واللذين اشتركت كل من الكويت والمانيا في رئاستهما.

بدوره، قال وزير الخارجية الألماني سيغمار غابرييل ان الكويت تعد "محطة مهمة" و"مستشارا مميزا" لجمهورية المانيا الاتحادية لمعرفة اكثر دقة لمنطقة الشرق الاوسط.

وأكد الوزير غابرييل الحرص على ان تكون "محطتي الاولى لزيارة الشرق الاوسط كوزير لخارجية المانيا هي زيارة دولة الكويت".

وعن المباحثات الثنائية التي اجراها مع وزير الخارجية، قال إنها كانت مثمرة في كل الملفات، حيث تم تبادل الآراء حول العديد من قضايا المنطقة.

عراق موحد وحل سلمي للأزمة السورية

أشار وزير الخارجية الألماني الى ان البلدين متفقتان على أن يكون العراق دولة موحدة بعيدا عن الانقسام، مضيفا: «لدينا مواقف مشتركة فيما يخص الازمة السورية في ايجاد حل سلمي وإشراك جميع اطراف النزاع لاسيما الدول الكبرى مثل روسيا واميركا، إضافة الى محاربة ما يسمى بتنظيم (داعش) الارهابي ودعم المشاورات الخليجية - الإيرانية».

وشدد على الدور الكبير والجهود التي تبذلها الكويت فيما يخص الازمة اليمنية، مؤكدا ان بلاده تشعر بـ«المسؤولية» لتوفير الدعم في هذا المجال، الامر الذي من شأنه ان يدعم المساعي الدولية والاقليمية في حل الازمة.

وعن زيارته للعراق، أكد أن بلاده تريد ان تساهم في تعزيز الأمن هناك عبر «تدريب قوات الأمن والشرطة وتحقيق الاستقرار في المناطق المحررة، وإعادة الاعمار والحفاظ على وحدة العراق».