عبر الموسيقار العالمي ياني عن سعادته لوجوده في الكويت للقاء جمهورها العاشق للموسيقى والفنون في الحفل الذي سيقام في التاسعة من مساء اليوم بمركز جابر الثقافي.وأضاف ياني الذي ولد في مدينة كالاماتا باليونان، على سواحل البحر المتوسط، في 14 نوفمبر عام 1954، ويعد من أشهر الموسيقيين العالميين وأكثرهم إقامة لحفلات موسيقية في جميع القارات بأكثر من 35 بلدا، خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده ظهر أمس في مركز الموسيقى بأنه أكثر سعادة لكونه يتحدث الى وسائل الإعلام من مركز جابر الثقافي التحفة الهندسية المعمارية التي ليس لها مثيل في العالم، والتي تعد واحدة من أروع وأجمل وأرقى المجمعات الثقافية التي رآها خلال زياراته المتعددة لكل دول العالم.
وعبر عن امتنانه لحسن الاستقبال وكرم الضيافة ودفء المشاعر التي لامسها منذ أن وطئت قدماه مطار الكويت الدولي هو وأعضاء فرقته.وأشار إلى أنه رأى الكويت أمس مرتين، الأولى عندما أطل ليلا وهي تتلألأ بأضوائها من نافذة الطائرة، وفي الصباح عندما أطل عليها من نافذة غرفته في الفندق فسحره منظرها.
لن أنسى
ولفت إلى أنه بكل تأكيد لن ينسى هذه الزيارة ما بقي حيا، وأنه سينقل كل ما شهده ولمسه في الكويت من جمال المكان ورقي سكانه وروعة مشاعرهم الحميمية التي تشعرك بأنك في بلدك وبين أهلك، وأيضا لا يمكن أن ينسى حلاوة مذاق طعامها، حيث أخرجه من حالة التعب والإرهاق بسبب طول رحلة الطيران، الى حالة الاستمتاع بكل ما في الأطباق من ألوان مختلفة من الطبخ.وأكد ياني أنه هنا في الكويت بكامل فرقته الموسيقية التي ينتمي أفرادها لأكثر من دولة منها إنكلترا وفنزويلا وكوبا وروسيا وأرمينيا، حيث سنقدم كل القديم بعبقه والحديث بعطره وما بينهما من الموسيقى الخاصة به التي تعكس الحضارة والتاريخ وحوار الثقافات بلحن جميل ومتميز، وأنا على ثقة بأن التواصل اليوم مع الحضور سيكون على أعلى مستوى من الإحساس والتفاعل، لأن الموسيقى بشكل عام هي لغة تتفوق على كل اللغات الأخرى، لأنها تخاطب الروح، وألحاني بصفة خاصة تختلف عن كل الألحان الأخرى لأني أبثها من أعماق أعماقي وما أشعر به من مشاعر نحو الإنسانية والجمال، وهي تنبع من روحي لتأكيد نهجي بأن الكون كله "عالم واحد... شعب واحد".الموسيقى الشرقية
وتابع ياني أن الموسيقى الشرقية تجري في كيانه وجزء من إلهامه، وتجد العديد من سماتها في بعض ألحانه، لأنه منذ صغره تبهره موسيقى دول البحر الأبيض المتوسط، التي تخاطب الروح والوجدان والإحساس، وتصل الى القلوب من دون وسيط، ولذلك لأن يكون غريبا أن يلمس حضور حفل اليوم في موسيقاه التي ستقدم بعض النغمات الشرقية.ولفت إلى أنه كان دائما يتساءل وهو في بداية مشواره مع التأليف الموسيقي، هل إذا قدم موسيقاه في بلد آخر سيفهمها شعبه؟، ولكن بعد التجارب والعديد من الرحلات في مختلف دول العالم التي ذهبت فيها الى أماكن ربما لم يصل إليها أحد تأكدت من أن العاطفة والمشاعر يمكن التعبير عنهما وفهمهما بسهولة، بغض النظر عن لغة صاحبها"، وخاصة أن الألحان التي أؤلفها وأعزفها تغوص في نغمات الشعوب، وتنهل من ثقافات قارات العالم لتبرز مواطن اللون وجمال الآلات الموسيقية التي يعزف عليها أعضاء الفرقة، ومنها على سبيل المثال آلة الديدغاريدو الأسترالية وآلة دودوك الأرمينية، والكمان والطبل الهندي.وأشاد ياني بأعضاء فرقته الموسيقية، لكونهم يعطونه إحساسه الذي يريده، وأنه يتمنى أن يصطحب لفرقته عازفا من آلة خاصة بالكويت، كما فعل في أستراليا عندما استمع في الشارع إلى رجل يعزف على إحدى الآلات النحاسية، فأعجب به وضمه إلى فرقته، وذهب معه في أكثر من بلد، ومنها إنكلترا وأميركا وإسبانيا.صادقة وأصيلة
وبين ياني في رده على سؤال، أن أهم ما يميز موسيقاه وألحانه أنها صادقة وأصيلة تحمل إحساسه الذي في قلبه الى كل البشر، وأنه عندما يؤلف أي قطعة موسيقية يترك إحساسه الصادق والطبيعي هو الذي يعزف على الأوتار، لأن كل "إناء ينضح بما فيه".بدأ مشوار ياني بالعزف على آلة البيانو وهو في السادسة من عمره، برغم أن الموسيقى لم تكن هوايته الوحيدة، حيث كان أيضا سباحا ماهرا حطم في عام 1954 الرقم القياسي اليوناني لسباق 50 مترا في السباحة الحرة للرجال.وفي عام 1972 التحق بجامعة مينوسوتا في الولايات المتحدة الأميركية ليدرس علم النفس، وخلال فترة الدراسة قام بمشاركة فرقة روك "كاميلون" بالعزف، وبدأ بتطوير أسلوبه الموسيقي الخاص، مستخدما البيانو والأورغ ليبتكر أصواتا جديدة، وبعد التخرج منح الموسيقى كل حياته، وألف أعمالا كاملة متحديا التصنيف الموسيقي، وكان على موعد مع أول ألبوم منفرد له في عام 1980، وكان بعنوان "متفائل".أما نقطة التحول الكبيرة في حياته، فكانت عندما فتحت له "هوليوود" أبوابها، مقدما أعمالا موسيقية عدة لبعض الأفلام.ويعتبر ابنته كريستال آن تميمة السعد وطبيبته ومديرة أعماله.