كشف استطلاع للرأي نشرت صحيفة «لوموند» نتائجه، اليوم، أن أكثر من ربع الناخبين الفرنسيين ليسوا متأكدين من اختيارهم للمرشح للاقتراع الرئاسي الذي ستجري دورته الأولى الأحد المقبل، وسط تنافس شديد بين المرشحين الأربعة الأوائل.

وتوقع الاستطلاع أن تبلغ نسبة العزوف عن التصويت 28 في المئة، وهو رقم قياسي يشبه نسبة العزوف في الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية السابقة عام 2012.

Ad

كما أكد الاستطلاع، الذي أنجزته مؤسسة «إيبسوس-سوبرا» في صفوف عينة من الفرنسيين المسجلين في اللوائح الانتخابية، أن المنافسة باتت على أشدها في المربع الأخير من السباق الرئاسي بين مرشحة حزب «الجبهة الوطنية»، اليميني المتطرف، مارين لوبن، والمرشح الوسطي إيمانويل ماكرون، ومرشح اليسار الراديكالي جان لوك ميلونشون، ومرشح حزب «الجمهوريين» اليميني المحافظ، فرانسوا فيون.

ومنح الاستطلاع المرتبة الأولى إلى ماكرون بنسبة 23 في المئة، متراجعاً نقطتين، وهو يشكو من توجه شريحة من ناخبيه، لا سيما الشباب، نحو منافسه ميلونشون. كما يعاني ماكرون من عدم استقرار ناخبيه واحتمال تغيير خيارهم في آخر لحظة، وهذا ما يزيد عليه الضغوط في يوم الاقتراع.

وعادت المرتبة الثانية إلى لوبن بنسبة 22.5 في المئة، أي بفارق نصف نقطة فقط عن ماكرون، الذي باتت تتناوب معه على المرتبة الأولى في استطلاعات الرأي الأخيرة. ويسجل الاستطلاع أن لوبن إن نجحت بالفوز في الدورة الأولى، فإنها ستُهزم في الدورة الثانية بغض النظر عن هوية المرشح الذي ستواجهه، أي ماكرون أو فيون أو ميلونشون، ذلك أن لوبن تواجه إمكانية تحالف ناخبي اليسار واليمين ضدها في الدورة الثانية، كما حدث في انتخابات المجالس الإقليمية الأخيرة.

وحل ثالثاً مرشح اليمين المحافظ فيون بنسبة 19.5 في المئة، وسجّل تقدماً طفيفاً جعله يعود لاحتلال المرتبة الثالثة، التي كان فقدها في الاستطلاع الأخير لصالح ميلونشون.

وفي المرتبة الرابعة حل ميلونشون الذي منحه الاستطلاع 19 في المئة.

وقبل أربعة أيام من الدورة الأولى، ألقت لوبن المتراجعة بصورة طفيفة في استطلاعات الرأي، خطابها الأمني والمعادي للهجرة، غداة إعلان إحباط مخطط لتنفيذ اعتداء جهادي في هذا البلد. وقالت اليوم في مقابلة متلفزة قبل تجمع كبير في ميناء مرسيليا المتوسطي، وهي مدينة حساسة حيال قضايا الهجرة، أن «الفرنسيين يشعرون بأن هويتهم وسيادتهم تنتزعان منهم».

وصعّدت لوبن (48 عاما) لهجتها منذ الاثنين عبر الدعوة الى تعليق «الهجرة القانونية»، مكررة عزمها على «وضع حد لاتفاقات شنغن» حول حرية تنقل الافراد داخل الاتحاد الاوروبي.

في سياق آخر، قال الادعاء الاتحادي في بلجيكا إن رجلا اعتقل في فرنسا لتخطيطه لهجوم قبل الجولة الأولى من الانتخابات الفرنسية كان مطلوبا أيضا لدى السلطات البلجيكية.

واعتقل كليمان بور (23 عاما) ومحيي الدين مرابط (29 عاما) في مرسيليا، وقالت السلطات إنهما كانا يخططان «لهجوم وشيك وعنيف». وأعلن المدعي العام لباريس فرانسوا مولانس العثور على أسلحة وثلاثة كيلوغرامات من المتفجرات وراية لتنظيم «داعش»، بعضها جاهز للاستخدام، في شقة داهمتها الشرطة فى مرسيليا، صباح أمس . وأضاف أن أحد الرجلين المعتقلين حاول ارسال مقطع فيديو الى عناصر في تنظيم «داعش»، يقدم فيه الولاء أو يعلن المسؤولية عن هجوم.