«الفساد»... واللي في بطنه ريح!
![عبدالمحسن جمعة](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1583383269387080400/1583383291000/1280x960.jpg)
في الكويت، وحسب بيانات رسمية، هناك ما يزيد على ثلاثة آلاف مخاطب بقانون كشف الذمة المالية لم يقدموا بياناً بذممهم المالية، بينهم عضو في مجلس الأمة، وما زالوا جميعاً على رأس عملهم، وهي ثغرة هائلة في قانون كشف الذمة المالية ومكافحة الفساد، إذ من المفترض أن يتم عزل كل مسؤول من منصبه لا يقدم ذمته المالية، فوراً بعد انتهاء المهلة القانونية لذلك.ثقة المجتمع كانت كبيرة بأن يكون قانونا مكافحة الفساد، بشكل عام، وكشف الذمة المالية، بصفة خاصة، سيتصديان لقضايا الفساد، التي كانت أساس كل مشاكل البلد وصراعاته منذ 30 عاماً، ولكن يبدو أن الكثيرين ممن "في بطنهم ريح" لن يسمحوا بذلك، وسيمارسوا كل حيلهم ونفوذهم لتعطيل هذين القانونين وجعلهما مادة للنزاعات في ساحات القضاء والمشادات بين القياديين والوزراء، بينما مجلس الأمة ممتنع عن إعطاء الأولوية لتطوير القوانين المتعلقة بالفساد وتحصينها.الساحة تشهد فضائح عن مسؤولين يملكون ممتلكات خيالية، داخل وخارج البلاد، وأقارب مسؤولين آخرين مسجلة بأسمائهم عشرات السيارات الفارهة، والناس تسمع وترى، ونتيجة لذلك فإن الأجيال الحالية والمقبلة تفقد ثقتها في النظم والمؤسسات الدستورية والقانونية، وربما تفكر في الانخراط في منظومة الفساد لتؤمّن نصيبها من الثروة الوطنية المهدرة، وهو وباء سيدمر البلد، فهل من منقذ أو منقذين من واقعنا الحالي؟!