العراق أمام مواجهة أخرى
![محمد واني](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1630607050878772300/1630607062000/1280x960.jpg)
ولكنهم كانوا مخطئين جدا، ولم تظهر لهم الحقيقة إلا عندما كشر هذا الشريك غير المؤتمن عن أنيابه للانقضاض على المكاسب التي حققها الشعب الكردي منذ انسحاب الجيش العراقي عام 1991، ولم يكن قادة الكرد على مستوى المسؤولية عندما مكنوا هؤلاء من إحكام قبضتهم على السلطة، وسمحوا لهم بالتغلغل في مفاصل الدولة الأساسية كالأخطبوط، وسلموهم مقاليد البلاد على طبق من ذهب. ولم يكونوا على مستوى المسؤولية أيضاً عندما وثقوا بهم ثقة عمياء، وانجروا وراءهم كتابع على الرغم من معرفة حقيقتهم فيما بعد واتضاح أنهم ليسوا بأهل للثقة، ولا يؤتمن جانبهم، فهم يستخدمون أي شيء للوصول إلى غاياتهم وأهدافهم السياسية، ويسلكون كل الطرق لتوسيع نفوذهم، وقد استطاعوا أن يحققوا جزءا كبيرا من تلك الأهداف ويتغلبوا على كل العوائق التي تقف في طريقهم. ولكن بقي أمامهم عائق أخير هو الأصعب، ومازال يقف حائلا بينهم وبين وصولهم إلى هدفهم النهائي، وهو العائق الكردي، وقد حاولوا بكل الطرق؛ الاقتصادية والسياسية، لإزاحته عن طريقهم، ولكن عجزوا، ولم يبق أمامهم إلا استعمال القوة، وهذا ما يلوح به زعماء ميليشيات داخل الحشد الشعبي ضد إقليم كردستان باستمرار، وآخر هذه التهديدات أطلقها رئيس ميليشيا عصائب أهل الحق «قيس الخزعلي» المدعوم من إيران عندما قال «إن الكرد سيمثلون المشكلة الأكبر في العراق في مرحلة ما بعد داعش».برأي معظم المحللين أن المنطقة ستشهد مواجهة دامية بين تلك الميليشيات وبين القوات الكردية «البيشمركة» وخصوصاً حول الأراضي المتنازع عليها، والتي لم يحسم أمرها حتى الآن وفق الدستور، وستشهد المنطقة مجدداً صراعا داميا قد يكون الأصعب والأشد ضراوة وفتكا من ذي قبل! * كاتب عراقي