ما هو سرّ نجاح مسرحيتك الراهنة «بتقتل»؟
كلّ ما يمكنني قوله في هذا الشأن إن المسرحية تستحق المشاهدة. يثبت نجاحها أن المسرح في لبنان لا يزال بألف خير رغم الظروف التي يمرّ بها البلد، فالإقبال على الأعمال المسرحية جيد نوعاً ما على عكس ما يشير إليه البعض.لهذا السبب نشهد في الآونة الأخيرة أعمالاً مسرحية أكثر مقارنة بالسابق. للأسف، ثمة من يقول إن الإقبال على الأعمال المسرحية ضعيف جداً. للحقيقة، صحيح أن المسرح لا يشهد الازدهار المطلوب ولكن أعود وأؤكد أن الإقبال عليه لا بأس به، والعمل الجيد والجميل في نهاية المطاف يفرض نفسه.
تركيبة ناجحة
ما الجديد الذي تقدّمه في مسرحية «بتقتل»؟ التركيبة التي تقوم عليها القصة جديدة بالنسبة إليّ ومختلفة كلياً عمّا شهدناه مسرحياً سابقاً. ثمة ازدواجية في المعايير التي تقوم عليها الأحداث البعيدة عن الكليشيهات في ما يخصّ العلاقة بين الزوجين وما يتخلّلها من مناكفات وملل، بالإضافة طبعاً إلى الحسّ الفكاهي الذي يلمسه المشاهد بين الحين والآخر من دون أي تزلف. كذلك تتميّز المسرحية بأنها قائمة على مجموعة من القصص تلفت الأنظار إليها وتحفّز الجمهور على مشاهدتها بعيداً عن أي ملل. ما سرّ هذه التركيبة الناجحة بينك وبين الممثلة برناديت حديب التي تؤدي دور الزوجة في المسرحية؟ لا شك في أن هذه التركيبة الناجحة بيني وبين برناديت أحد العوامل التي ساهمت في نجاح العمل، وكانت كفيلة بأن تختصر المسافات بيننا وشكّلت عاملاً رئيساً لتخطّي الحواجز، خصوصاً أن زميلتي تملك مقومات الممثلة المحترفة والموهوبة كافة، فضلاً عن أن الكيمياء الجميلة التي تجمعنا تساعدنا على تفادي المطبات والعثرات التي يواجهها أي ممثلين لا يجمع بينهما أي انسجام، علماً بأن الكيمياء بين الممثلين أمر أساسي وضروري في أي عمل مسرحي. حين تقوم المسرحية على ممثلين فقط، ما الصعوبات التي يواجهانها؟الوقوف على خشبة المسرح ساعة وربع ساعة أمر مرهق كونه يحتاج إلى حضور جسدي وذهني دائم. صحيح أن الممثل يتمكّن من تخطي الإرهاق الجسدي، ولكن من الصعب عليه تخطي الحضور الذهني الذي يُعتبر أساسياً في أية مسرحية، علماً بأنه يؤدي دوره بشكل متواصل ومن دون استراحة.علاقات زوجية وشغف
نشهد أخيراً أعمالاً مسرحية عدة تتناول العلاقات الزوجية. في رأيك، هل السبب أن هذا الموضوع يجذب الناس أكثر من غيره؟ العلاقات الزوجية أحد المواضيع المختلفة والعديدة التي تُعالج على خشبة المسرح، وهو يمسّ فئة معينة أكثر من غيرها، وتتمثّل في الزوجين أو الحبيبين أو أي شخصين مرتبطين. أعتقد أن طرح هذه المسألة في أكثر من عمل مجرد مصادفة وليس مقصوداً، فثمة قصص عدة وشخصيات يتناولها المسرح كشخصية البخيل، والكريم، والشرير وغيرها من مواضيع مستوحاة من المجتمع. إلى أي حدّ تحمل المسرحية أموراً من الواقع؟ فيها الكثير من الواقع، ويمكن للجمهور أن يلمس ذلك من خلال جمل وعبارات يرددها كلّ من فريد وليلى مستوحاة من صميم العلاقة الزوجية. عموماً، يكمن غنى العمل في هذه الجمل التي تدفع الناس إلى طرح علامات استفهام عدة، وحفّزت هذه الوقائع كل من شاهد المسرحية على مشاهدتها مرّة ثانية وثالثة وأكثر! في المسرحية، من يُظلم أكثر الرجل أم المرأة؟الاثنان معاً... لا شك في أن المرأة تقترف الأخطاء، والرجل أيضاً، من ثم هما شريكان أساسيان في نشوب الخلافات بينهما، وهو أمر يشبه رقصة التانغو التي لا تكتمل إن لم تكن مبنية على شخصين! هل يعني هذا الأمر أننا لن نتعاطف مع فريد وحده؟صحيح. يتعاطف الجمهور مع فريد وليلى على حدّ سواء. إلى متى المسرحية مستمرة؟ لغاية نهاية الشهر الجاري، علماً بأن ثمة حديث عن معاودة عرضها خلال فصل الصيف، ولكن الأمر ليس مؤكداً بعد وسابق لأوانه. ما سرّ تعلقك بخشبة المسرح؟ تجعلني عوامل عدة أتعلّق بالمسرح، أبرزها أنه المساحة الوحيدة التي لا يتعرّض فيها الممثل «للبهدلة» مقارنة بالمجالات الأخرى. من جهة ثانية، يتميّز النص المسرحي عن غيره بأنه محبوك بطريقة جيدة وليس قائماً على جمل وعبارات مضافة لتعبئة الوقت كما يحصل في مسلسلات تلفزيونية عدة. عموماً، أنا من هواة الأعمال القصيرة، ولا تستهويني تلك الطويلة، بل لا أحتملها. الأعمال التي لا تتعدّى مدتها ساعة ونصف ساعة وتشمل المسرح والسينما، تكون متمكنة في المضمون على عكس المسلسلات التلفزيونية التي يأتي كثير من حلقاتها فارغاً من أي مضمون مهم، من ثم يتمكّن المشاهد من تخطي حلقات عدة ومعاودة مشاهدة المسلسل بشكل طبيعي، ذلك على عكس العمل المسرحي أو السينمائي فإن تخطيت مشهداً صغيراً تتجاوز نقطة أساسية فيه.مسلسل «كراميل»
حدّثنا عن تفاصيل مسلسل «كراميل» الذي ستخوض فيه السباق الرمضاني إلى جانب كل من الممثلة ماغي بو غصن والممثل ظافر العابدين؟قصة المسلسل قائمة على الفانتازيا ومليئة بمواقف مضحكة ومربكة، وتدور الأحداث في إطار الكوميديا الخفيفة. جذبني إلى هذا العمل الاهتمام الشديد بالنصّ، وكتابة الحلقة الواحدة أكثر من مرّة لتكون النتيجة حلقة متمكنة وخالية من أي كلام فارغ. أقدّر فعلاً شركة الإنتاج والكاتب والمخرج على هذا المجهود الذي قاموا به. من ثم، كل شخصية تملك خطها الخاص الذي يجعل دورها مهماً، خصوصاً أن العمل ليس قائماً على بطل وبطلة فيما بقية الممثلين مجرد عدد إضافي، وهو أمر نشهده للأسف في مسلسلات لبنانية وسورية ومصرية تهتمّ بالبطل والبطلة، في حين أن دور الشخصيات الأخرى يقتصر على «تقديم معلومات عامة».ماذا عن الشخصية التي تجسّدها في العمل؟ دور جديد بالنسبة إليّ ومختلف تماماً. أجسّد شخصية صاحب وكالة لعرض الأزياء، فاشل في مهنته ولديه اهتمامات أخرى. سأكتفي بهذا القدر من المعلومات. إلى أي حدّ أنت حريص على الابتعاد عن التكرار في أدوارك؟ بقدر ابتعادي عن التلفزيون.دور بطولة ولكن
ما هي الأسباب التي تجعلك بعيداً عن أدوار البطولة؟ ربما شاءت الظروف أن يكون الأمر كذلك، علماً بأن البطولات التي نشهدها راهناً لا تستهويني ولست متعطشاً إليها كونها قائمة على أبطال تدور أدوارهم حول الحب لا أكثر ولا أقل، من دون إضافة أي أمر جديد. بصراحة، ليس هذا ما أطمح إليه مع احترامي للجميع. نفهم من ذلك أنك بعيد عن أدوار البطولة ولست مستبعداً؟ صحيح أنني لا أتلقى عروض بطولة كثيرة، ولكن كل ما أطمح إليه هو دور بطولة فيه شيء من الإبداع والخيال وبعيد كل البعد عن أدوار البطولة المستهلكة. ثمة ظلم واضح في حق الممثل اللبناني كون شركات الإنتاج اللبنانية تعطي الأفضلية للممثل العربي في ما يخصّ أدوار البطولة. هل توافقني الرأي؟ يبدو أن شركات الإنتاج اللبنانية تعمد هذا العام بالذات إلى إعطاء الدراما بصمة لبنانية مئة في المئة مع وجود عناصر قليلة غير لبنانية، وهذا ما لاحظته أخيراً، علماً بأنني لست في معرض القول إن هذا الأمر إيجابي أو سلبي. يتعلّق ذلك أيضاً بقنوات التلفزيون التي تقترح اسم البطل على شركات الإنتاج، فتختاره بناء على ذلك. يشكّل هذا الواقع أحد الأمور التي أوصلت الدراما اللبنانية إلى ما هي عليه اليوم، وهي ترواح مكانها كون معظمها قائماً على مواضيع الحب المستهلكة والمكررة، ونحن نعاني المشكلة نفسها منذ سنوات.مشاريع جديدة وفيلم سينمائي
عن مشاريعه المقبلة، يؤكد الممثل طلال الجردي أنه سيطل مجدداً في مسرحية «فرضاً إنو» التي كان قدّمها مع الممثل غابرييل يمين، وسيعاد عرضها خلال شهر مايو المقبل، على أن يبدأ خلال هذه الفترة بتصوير فيلم سينمائي جديد.وعن الفيلم يشير الممثل اللبناني إلى أنه جريء في موضوعه وقصته المتمكنة من العناصر كافة، موضحاً أن نجاح أي عمل إنما يقوم على طريقة سرد القصة. ويضيف: «البعض يطرح القصة بطريقة تجذب الجمهور إلى العمل، في حين أن أسلوب البعض الآخر لا يخلو من الملل».